هكذا تنطوي الأيام سراعا كسحابة صيف أمطرت الأرض بخيراتها، ثم تلاشت وارتحلت. إنه عام مضى وانتهى، وذهب بخيره وشره، وأفراحه ومسراته، وأحزانه وآلامه، دون أن نشعر بمروره وانقضائه. فالسعيد هنا مَن تلوّح يداه مودعًا هذا العام المنصرم بكل فرح وسرور، هكذا وبدون موافقة منا رحل عام 1434 هجري ؛ بتأشيرة خروج وبلا عودة ..الأهم هنا أن تكون لدينا تأشيرة للبقاء بصورة مريحة ومرضية بأن نودع عامنا المسافر بالتسامح وطلب الصفح والعفو ممن حولنا عامة ومن محبينا وممن لهم حق علينا ، فهي مجرد كلمات يسيرة صادقة بمناسبة حلول هذا العام الهجري الجديد . والعكس هنا لمن خفقت يداه بالتمني والخسران. فيجب أن لا نفكر بالأمس وبما فيه، ولا بالذكريات التي تعيدنا للماضي، حتى لا تسرح أحلامنا في المنال البعيد، بل يجب علينا فعل كل شيء يؤدي إلى درب النجاح والفلاح، فقد نتعلم من أخطائنا، تجاربنا، أحلامنا، أمانينا، وقد ندرك بأن هذا الأماني ستبقى نورا مشعا طيلة حياتنا، فلنستقبل هذا العام البهيج بثوب جديد مليء بالتفاؤل والطموح، ولنقتنِ ورقة بيضاء ومرسمًا لنخط لأنفسنا طريقاً للنجاح والتفاؤل، مستبشرين بإطلالة هذا العام بما يكتبه الله لنا من خير نؤمن به للحاضر وللمستقبل بعطاءات مشرقة. وكل عام وأنتم بخير . فيصل سعيد العروي- المدينة المنورة