حذر البيت الابيض الثلاثاء الكونغرس الاميركي من ان التصويت على حظر جديد على ايران سيضرب كل الجهود الدبلوماسية للتوصل الى حل لقضية البرنامج النووي الايراني وقد يؤدي حتى الى الحرب. واشنطن (AFP) وذكر الكاتبان والمحللان السياسيان، نيكولا ريفيز، ومايكل ماثس، أن هذا التحذير الشديد الذي وجهته الرئاسة الاميركية الى البرلمانيين الذين يريدون تشديد الحظر على ايران يأتي بعد عدم نجاح المفاوضات بين طهران ودول مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي: الولاياتالمتحدة، روسيا، الصين، فرنسا وبريطانيا، اضافة الى المانيا) في 9 تشرين الثاني/نوفمبر. الا ان هذه الدول ستلتقي جميعها مجددا في المدينة السويسرية جنيف اعتبارا من 20 تشرين الثاني/نوفمبر على امل التوصل الى اتفاق لحل النووي الايراني. وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني محذرا ان "الشعب الاميركي لا يريد الذهاب الى الحرب"، ملمحا بذلك مرة جديدة الى ان الرئيس باراك اوباما يرفض اي مغامرة عسكرية جديدة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط. واضاف كارني "ان الاميركيين يفضلون حلا سلميا يمنع ايران من اقتناء السلاح النووي"، اي حل يمر عبر تسوية دبلوماسية في جنيف. واستطرد قائلا "ان البديل سيكون العمل العسكري". واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركي جنيفر بساكي من جهتها ان وزير الخارجية جون كيري سيوجه الرسالة نفسها بعد ظهر الاربعاء امام اللجنة المصرفية النافذة في مجلس الشيوخ. وشددت المتحدثة على "ان وزير الخارجية سيكون واضحا: فرض عقوبات جديدة سيكون خطأ. نطلب في الوقت الراهن استراحة، استراحة موقتة لجهة العقوبات"، مؤكدة ان واشنطن "لن تتراجع" عن رزمة الحظر الحالية المفروضة على ايران. واوضح مستشار في هذه اللجنة لوكالة فرانس برس ان رئيسها السناتور الديمقراطي تيم جونسون "لن يقرر" اي حظر اضافي قبل التمكن من مناقشة ذلك مع زملائه في الكونغرس. فبالاضافة الى الحظر الدولي، اعد الكونغرس بعناية خلال سنوات ترسانة تشريعية سعيا الى احتواء البرنامج النووي الايراني. وفي مقابل تقديم تنازلات في جنيف تأمل طهران تخفيف بعض الحظر، وبخاصة تجميد ارصدة في مصارف خارج الولاياتالمتحدة تقدر بعشرات مليارات الدولارات. لكن رغبة ادارة اوباما بتخفيف الضغط عن ايران لم يلق استحسانا لدى بعض اعضاء الكونغرس الاميركي، أكان في الحزب الديمقراطي او الجمهوري، حتى ان بعضهم يحضرون لتعزيز نظام الحظر. وقد صوت مجلس النواب الذي يشكل فيه الجمهوريون الغالبية، على نص في هذا المعنى، فيما استجاب مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الديمقراطيون لدعوات الحكومة الاميركية الى التريث من اجل افساح المجال امام الجهود الدبلوماسية. الا ان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الديمقراطي روبرت مينينديز كتب في صحيفة يو.اس.اي توداي، ان فرض حظر جديد سيكون بمثابة "بوليصة تأمين ضرورية" تكفل ان تتفاوض طهران بحسن نية. وطالب زميله الجمهوري في اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ مايك كرابو ايضا ب"التقدم سريعا" في الكونغرس مع حزمة حظر جديد. لكن عددا من المحللين ينتقدون كثيرا هذا الخط المتشدد، معتبرين ان الكونغرس قد ينسف بذلك المفاوضات الدبلوماسية. ويخشى كولن كال الخبير في مركز ابحاث الامن القومي الاميركي من ان يعطي البرلمانيين الاميركية "ذرائع لاصحاب الخط المتشدد (في ايران) الذين يعتبرون ان الغرب ليس جديا" في مساعيه الدبلوماسية مع طهران. كما يتخوف تريتا بارس رئيس المجلس الوطني الايراني الاميركي بدوره من ان لا يتمكن الرئيس الايراني حسن روحاني من الصمود طويلا في نهجه المنفتح. وقال لوكالة فرانس برس ان على ايران ومجموعة الدول الست المكلفة الملف النووي الايراني (مجموعة 5+1) "ان تتوصل الى اتفاق قبل ان يخرج الكونغرس بموقف واضح ويوصد نافذة الدبلوماسية". /2336/