كتب أحمد فاروق افتتحت عروض الدورة 35 لمهرجان القاهرة السينمائى صباح أمس بأزمة بين الجمهور وأمن الاوبرا، فرغم أن الحضور كان ضعيفا جدا الا أن امن المسرح الكبير تمسك بمنع جمهور المهرجان من الدخول لمشاهدة الفيلم البولندى «موسم السنة الخامسة» المشارك بالمسابقة الدولية للمهرجان، حيث اغلقت القاعة فى العاشرة صباحا ومنع الجمهور من الدخول، والمفاجأة أن مخرج الفيلم جيرزى دومارادزكى كان من بين الممنوعين، ورغم أنه حاول مرارا وتكرارا اقناع الامن بأنه مخرج الفيلم الا أن الامن رفض متحججا أنه ينفذ تعليمات سهير عبد القادر نائب الرئيس، بأن تغلق القاعة فور بداية الفيلم ولا يسمح بدخول أحد. ولم تحل الازمة الا عندما اتصل المترجم المرافق لصناع الفيلم وأجرى مفاوضات مع إدارة المهرجان، ليشعر مخرج الفيلم حينها بأنه يمن عليه بمشاهدة فيلمه مع الجمهور الذى لم يتجاوز 10 افراد. وأبدت منتجة الفيلم غضبها لما تعرضت له أمام قاعة العرض، ورفضت الدخول الفيلم قبل أن تتأكد من سلامه النسخة المعروضة، وعندما واجهها أحد الافراد بأنها من تأخرت قالت إنها ليست السبب وانما ادارة المهرجان هى التى احضرتها متأخرة، ولأنه لم يكن هناك أحد من ادارة المهرجان ولم يجد صناع الفيلم أمامها الا أن يدخلوها لمشاهدة الفيلم. مع بداية ندوة الفيلم حرصت الناقدة خيرية البشلاوى مدير الندوة أن تتقدم باعتذار علنى لصناع الفيلم وجميع الحضور الذين منعوا من الحضور، وتحدثت عبر الهاتف أمام الحضور الى سهير عبد القادر وأبلغت الحضور أن نائب رئيس المهرجان تنفى اصدار اوامر لأمن الاوبرا بمنع الحضور، وأكدت أن هذا الخطأ لن يتكرر. وفى ندوة الفيلم أكد المخرج جيرزى دومارادزكى أنه اعتمد على قصة قصيرة لأحد تلاميذه فى السيناريو تبلغ من العمر 25 سنة، واعجب بالقصة لأن الكبار او المتقدمين فى العمر عادة لا يكونون مادة ثرية للأفلام، عكس هذا الفيلم الذى قدم علاقة انسانية وصداقة قوية بين رجل وامرأة تجاوزا الستين من عمرهما. وقال إنه تحمس للقصة لأنه لاحظ فى بولندا أن المتقدمين فى العمر فى بولندا واستراليا هم أكثر الناس التى تتردد على السينما لأنهما أكثر استقرارا ماديا عكس الشباب الذى يكون منشغلا دائما بالعمل، لذلك قدم الفيلم. وكشف المخرج أن الشخصيات المتقدمة فى العمر تنتمى وتعبر عن النظام القديم قبل حرية بولندا، أما الشباب فهم يعبرون عن بولندا الآن بعد الحرية، وقال إنه قد ترك المشهد النهائى مفتوحا على امل ان يبدأ البطلان حياة جديدة بعيدة عن الاستبداد والقمع الذى كانت تعيشه بولندا. يذكر أن الفيلم تدور أحداثه حول رجل وامرأة فى ظاهر الامر لا يبدو ان بينهما سمات مشتركة، وهما «فيتيك» السائق الارمل، و«باربارا» معلمة موسيقى متقاعده لا تستطيع أن تتجاوز ذكرى موت حبيبها «الرسام» الذى قضت معه اجمل ايام عمرها.