حمّل سمير جعجع فريق 8 آذار وحزب الله تحديدًا مسؤولية تعطل الحوار في لبنان، بسبب إصراره على عدم مناقشة مسألة السلاح، وتخطيه إعلان بعبدا بطائرة أيوب وتورطه في سوريا. كما أكد أن الاستمرار في حوار مع الاغتيالات غباء. بيروت: غيّر سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، اسم فريق 8 آذار إلى فريق I Love حوار، معلقًا بسخرية على ما يبديه أقطاب هذا الفريق من تمسّك بالحوار، ومؤكدًا: "عندما نقول إننا ضد الحوار فنحن لسنا ضده بالمطلق، وإنما ضد هذه الطاولة بالذات، التي يجلس إليها محمد رعد وأسعد حردان والجنرال عون للتسلية، فهي تسمية على غير مسمى وتغطيّة لأمور أخرى". وأتى كلام سمير جعجع في مؤتمر صحفي عقده في منزله بمعراب، استهله مرحبًا باعتراف الجمعيّة العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين على حدود 1967، إذ اعتبره "الخطوة ما قبل الأخيرة في موضوع الإعتراف بالدولة الفلسطينيّة". أين شهود الزور؟ ذكّر جعجع بأن "حزب I Love حوار هو من عطل الحوار في العام 2010، فنحن حضرنا إلى الجلسة إلا أن الفريق الآخر لم يحضر بسبب قضية سمّاها شهود الزور، ولم تحصل أي جلسة من بعدها إلى هذا العام، وقال الرئيس لا يمكن أن نستمر بالحوار من دون الفريق الآخر". وتساءل جعجع أين قضيّة شهود الزور التي أسقطوا الحكومة من أجلها وعطلوا الحوار سابقًا؟ وعاد جعجع إلى 5 نيسان 2003، حين قال العماد ميشال عون عن حزب الله: "لا استطيع أن أحاوره وهو يحمل البندقية، فليضع البندقية جانبًا عندها أتحاور معه". أضاف: "نحن يا عماد عون لا نزال عند مواقفنا، لكنك أنت من تراجع عن موقفه، وأنت تعيّب علينا موقفنا وهو في الاساس موقفك انت، فهناك الكثير من الاشخاص الذين غيروا مواقفهم من أجل حفنة من المقاعد النيابية". ما بعده غباء بعدما عدد جعجع انعقاد 42 جلسة حوار منذ العام 2006، استغرقت 150 ساعة تقريبًا، قال: "لو لم تؤدّ هذه الجلسات إلى نتيجة لكان الامر سهلًا، لكن نتيجة ساعات الحوار هذه كانت اغتيال بيار الجميل في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006، واغتيال وليد عيدو في 13 حزيران (يونيو) 2007، واغتيال انطوان غانم واحداث 23 كانون الأول (ديسمبر) 2007 الشهيرة التي حصل فيها تكسير ارصفة وحرق اطارات واغلاق طرق، ومن بعدها احداث 7 أيار (مايو) 2008 المجيدة، ثم في العام 2012 بعد دعوة سليمان لانعقاد طاولة الحوار، محاولة اغتيال سمير جعجع ومحاولة اغتيال بطرس حرب، وأكملنا الحوار، وبعد أقل من شهر من جلسة الحوار، اغتيل وسام الحسن". وهنا قال: "استمرار الحوار في حين استكمال الأعمال العسكريّة التي تتم... غباء ما بعده غباء". على أي اساس؟ انتقل جعجع إلى سبب الحوار، وقال: " عندما دعا الرئيس نبيه بري للحوار في العام 2006، كان هناك جدول أعمال يضم بنود كشف حقيقة اغتيال الرئيس الحريري وسلاح حزب الله والعلاقة مع سوريا، فيما عاد ودعا الرئيس سليمان إلى الحوار على الإستراتيجيّة الدفاعيّة". أضاف: "الكبير والصغير يدرك أن الحوار يدور حول سلاح حزب الله، فيما نصرالله يريد وضع موضوع السلاح جانبًا وعقد مؤتمر تأسيسي للبحث في الدستور اللبناني، ويقول النائب محمد رعد إن كل من يناقش سلاح المقاومة يخدم المصلحة الإسرائيليّة." تابع قائلًا: "بعد 6 سنوات من نقاش سلاح حزب الله، قدم كل الأقطاب المشاركة تصورهم للإستراتيجيّة الدفاعيّة إلا طرف واحد لم يقدم أي أمر مكتوب، هو حزب الله". وشدد جعجع على أن حزب الله ليس بصدد مناقشة موضوع سلاحه، "فعلى أي اساس نذهب إلى الحوار من جديد؟" انسحبوا وأقفلوا المجلس قال جعجع إن موضوع المحكمة الدولية كان أول نقطة طرحت بالحوار، واُقرت متابعة موضوع الجرائم عبر التحقيق الدولي بالاجماع، "ثم خرج وزراء أمل وحزب الله من الحكومة عند طرح موضوع المحكمة في مجلس الوزراء، ثم كان انسحابهم واقفال المجلس النيابي، وهنا لم يكن أي خيط من خيوط التحقيقات قد عُرف بعد، وفي تموز (يوليو) 2010 دعا نصرالله إلى مقاطعة المحكمة، وفي تموز (يوليو) 2011 اعتبرها محكمة اسرائيلية أميركية". وتناول جعجع في مؤتمره الصحفي موضوع السلاح الفلسطيني، قال: "في أيار (مايو) 2007، بفاجأنا بموضوع فتح الاسلام واغتيال 16 شخصًا قرب مخيم نهر البارد، ثم اعتبر نصرالله ان اقتحام مخيم نهر البارد خطير وحذر من الذهاب إلى الفتنة"، أضاف: "خرج احمد جبريل وقال إن حزب الله والجبهة الشعبية والنظامين السوري والايراني في محور واحد، فلماذا اذا نضحك على انفسنا ان كانت الامور واضحة؟". خرقوا الدوحة تابع جعجع تفنيد مواقف الفريق الآخر في مؤتمره الصحفي، فقال: "بعد أحداث أيار (مايو) 2008 ذهبنا إلى الدوحة، واتفقنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتعهدت الأطراف بعدم الاستقالة أو إعاقة عمل الحوار، إلا أن وزراء أمل وحزب الله استقالوا من الحكومة وأسقطوها بذريعة شهود الزور، وأذكر أنهم لم يقبلوا وقتها أن يتم وضع البند إلا على جدول أعمال أول جلسة للحكومة، فكيف يمكننا أن نثق بالجلوس مع هؤلاء على طاولة الحوار؟". وتناول ما نص عليه اتفاق الدوحة من عدم استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية، "إلا أنه في كانون الثاني (يناير) 2011 تم الانتشار الترهيبي بالقمصان السود من أجل إخراج الرئيس سعد الحريري من الحكم، باللإضافة إلى مقتل النقيب سامر حنا في سجد". أضاف: " في الدوحة، اتفقنا على تسليم المتهمين، فيما يجاهرون بعدم تسليم المتهمين كما رفض أحد المشتبه بهم في اغتيال النائب بطرس حرب الحضور أمام الأجهزة الأمنيّة بحجة الإنتماء إلى أحد أجهزة حزب الله، كما هدد نصرالله بقطع يد يجرؤ على اعتقال اللواء السيّد من الكتف، وهو الذي صدرت بحقه استنابة قضائيّة، كما تم اقتحام المطار بإشراف وفيق صفا لإستقبال اللواء السيّد. فأين اتفاق الدوحة؟" للرئيس.. استمر! أكد جعجع موقف القوات اللبنانية المؤيد لإعلان بعبدا، موضحًا أن هذا الاعلان يقول بتحييد لبنان عن سياسة المحاور، "لكن في 11 تشرين الاول (أكتوبر) 2012، اعلن نصرالله اطلاق طائرة ايوب، واعلنت القيادة الايرانية أن الصور التي صورتها الطائرة اصبحت بحوزتها، ثم اعترف بوجود عناصر من حزب الله يقاتلون في سوريا". وخاطب جعجع الرئيس ميشال سليمان قائلًا: "أتمنى عليك أن ترى كيف يعيش قادة 14 آذار البطلة، وهم لا يمكنهم اللقاء ويجلسون في منازلهم لأنهم أبطال، فأي حياة سياسية هذه وكانوا يحاولون قتل النائب بطرس حرب فقط من أجل تفريغ مقعد نيابي في البترون، وأي حياة سياسيّة هذه وأي انتخابات يمكن أن نجريها، مع تمسكنا بإجرائها؟". و إذ أكد جعجع أن موقع الرئاسة هو الموقع الوحيد المقبول من كافة الاطراف، قال: " أدعو الرئيس إلى مضيه بالحوارات الثنائيّة، لأن التواصل يجب أن يبقى مهما كان هناك تباعد، وما من أحد يمكن أن يؤمن التواصل غير الرئيس سليمان، فأتمنى عليه أن يستمر بالإتصالات الثنائيّة، وإيصال رؤيتنا ووجهة نظرنا إلى الفريق الآخر، الذي لا يريد أن يسمع رأينا عبر الإعلام." واستغرب جعجع بدعة الاجتماع على طاولة الحوار لبحث التغيير الحكومي، قائلًا: "لا اعرف من أين أتت، وهي قشرة موز ألقاها الفريق الاخر، فالحوار في تأليف الحكومة يكون بالاستشارات الالزاميةالتي يجريها الرئيس". أين يعيش الجنرال؟ وعن قانون الانتخاب، رد جعجع على الجنرال عون الذي يقول إن القوات والكتائب توافقان على قانون العام 1960، فقال: "كأن عون لا يعيش في البلاد، ولم يعلم بما جرى بيننا وبين حلفائنا في هذا الإطار، كما يقول إن قبولنا بهذا القانون يعني أننا نقبض الأموال وكأنه يظن الجميع مثله". أضاف: "نحن أكثر من عمل على تغيير قانون الإنتخابات، وجهدنا في تحضير اقتراحنا، وتم الإتفاق أخيرًا في بكركي أمام البطريرك بشارة الراعي على أن قانون الدوائر الصغرى هو الأحسن إذا تمكننا من إقراره. إلا أن عون رفض الأمر بعد أن خضنا معارك من حلفائنا في تيار المستقبل لإقناعهم به".