أكدت المجلة البريطانية "إيكونومست" ان الشعب الاميركي سئم من الحرب والصراعات الدولية، ولابد لرئيس الوزراء الاسرائيلي ان يغرد داخل سرب الرئيس الاميركي باراك اوباما في النووي الايراني. لندن (فارس) وأشارت المجلة في عددها الصادر امس السبت، الى المحادثات النووية المزمع عقدها 20 نوفمبر الجاري، في جنيف، بين طهران ومجموعة 5+1، ومحاولة نتنياهو منع الولاياتالمتحدة من التوصل الى اي اتفاق مع ايران، وأكدت ان الرأِي العام الاميركي يعارض توجهات رئيس الوزراء الاسرائيلي بشأن النووي الايراني. وعلقت المجلة على المناوشات الكلامية بين السلطات الاسرائيلية والاميركية حول النووي الايراني، وذكرت ان الامر قد وصل الى حد امتنع الجمهوريون عن ادانة الديمقراطيين بسبب انتقادهم العلني لحلفاء واشنطن كإسرائيل. وذكرت المجلة ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري رد على نتنياهو موضحا موقف البيت الابيض تجاه ايران، قائلا "نحن لسنا عميان. ولا اتصور ان نكون حمقى"، مضيفة: يبدو ان هذه التصريحات بامكانها ان تكون بداية لصراع حزبي في الولاياتالمتحدة وكان من المتوقع ان ينتقد الجمهوريون الديمقراطيين بسبب التعامل السيء مع الحلفاء امام الاعداء، الا انه لم يحدث مثل هذا الصراع حتى انضمت بعض الشخصيات من الجمهوريين الى صف المنتقدين لمواقف نتنياهو. وتابعت ايكونومست: يمكن افتراض توضيح محتمل لهذا السلوك. وهو ان الاميركان سئموا الحرب بل من تصريحات تقوم ان على الولاياتالمتحدة ايجاد حل للصراعات الدولية. اذ يرى الناخبون الاميركيون انهم تلقوا تحذيرات فارغة كثيرة حول اسلحة الدمار الشامل خلال السنوات الاخيرة وحاليا هم بحاجة الى ان يتنفسوا الصعداء، وان كان هناك من يرى ان موضوع النووي الايراني ذريعة جيدة للراغبين في قضايا السياسة الخارجية. من جهة اخرى، اقر النائب الجمهوري في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ، باب كروكر، الذي اعرب عن قلقه حيال سياسات ادارة اوباما، ان جون كيري لم يتلق اي اتصال من ناخبيه لينتقدوه، عندما حضر جنيف ليشارك في المحادثات مع الايرانيين. فيما لم ننس بعدُ ان موظفي مكتب وزير الخارجية فوجئوا بحجم الاتصالات الشعبية المعارضة لمشروع كيري لضرب سوريا عسكريا، عندما قدم المشروع للكونغرس للتصويت عليه، سبتمبر الماضي. وأشارت المجلة الى الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الاميركي، قائلة ان قادة المجلس يعملون على تشديد الحظر على ايران لتكون المبادرة بيد الادارة الاميركية في المحادثات النوويه، الا انهم لا يريدون ان يقفوا امام رئيسهم الديمقراطي الذي يعارض تشديد الحظر على ايران (في الوقت الحالي) وهو ماادى الى اضعاف موقف "أيبك" الداعم الرئيس لاسرائيل في الكونغرس. وختمت المجلة بالقول "ان الازمة المتعلقة بالنووي الايراني اشعلت الخلافات القديمة بين نتنياهو والرئيس اوباما"، الا ان ملل الرأي العام الاميركي من الصراعات الدولية سبب ان يكون الكونغرس حليفا اضعف من المعتاد. وعلى كل حال، اصبح نتنياهو في المواجهة مع الرئيس اوباما في قضية الصراع مع ايران، حيث انهما قد يختلفان حول الاساليب ولكن الدعم الذي يطلبه نتنياهو من الولاياتالمتحدة، اقل مما يمنح له بكثير. /2336/ 2811/