كتب - طارق الشيخ (قنا) : افتتح سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة يوم أمس بفندق جراند حياة - الدوحة مؤتمر قطر للبترول الثاني للصحة المهنية والذي يعقد تحت عنوان : "الإبداعُ من أجلِ بيئةِ عملٍ صحية"، وتنظمه قطر للبترول بالتعاون مع المجلس الأعلى للصحة في دولة قطر، وذلك بحضور عدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في قطر للبترول والشركات التابعة لها وممثلي الشركات العالمية. وفي كلمة افتتح بها المؤتمر قال د. السادة إنّ قطر للبترول تُولي الصحةَ والسلامةَ العامةَ، وسلامةَ المنشآتِ وأماكنَ العملِ أقصى درجاتِ الاهتمام. "فقد تَمَّ استحداثُ عيادةٍ متخصصةٍ لإدارةِ ومتابعةِ الحالاتِ المرضيةِ وإصاباتِ العمل، وعيادةٍ أخرى لإدارةِ الإجازاتِ المَرَضِيّة. وتهدفُ هاتانِ العيادتانِ إلى الوقوفِ على أسبابِ الحالاتِ المرضية، ووضعِ الحلولِ المناسبةِ، وإعادةِ هذه الحالاتِ للعملِ في أسرعِ وقتٍ ممكنٍ دونَ المساسِ بصحةِ أو سلامةِ العامل" .وأضاف إن قطر للبترول قد استهدفت رفعَ نسبةِ الملائمةِ للعمل في مناطقَ العملياتِ الصناعيةِ إلى ما بين 90 و95% وتمكنت بالوصول بهذهِ النسبةِ إلى 100% خلالَ عامين. وقال د. السادة "لأننا نتعاملُ مع أثمنِ موارِدِنا، وهو الإنسان، فإنني أوجهُ الدعوةَ للجميعِ للعملِ على رفعِ مستوياتِ الوعيِ الصحيِ، والمحافظةِ على الصحةِ والسلامةِ لجميعِ الموظفينَ والعاملينَ من خلالِ أفضلِ الممارساتِ العالميةِ في هذا المجال. داعيا "لأن يكونَ الإنسانُ مِحوَرَ اهتمامِنا ... وأن تكونَ الصحةُ المهنيةُ الأداةَ الأساسية لتحسينِ صحةِ العاملين، وخفضِ معدلاتِ الاعتلالِ الصحّي المرتبطِ بالعمل، ودعمِ أولئكَ الذين يريدونَ العودةَ إلى عَملِهِم ... وأن تَتواصَلَ الجهودُ لتحسين بيئةِ العمل التي قد تؤثرُ على صحةِ الموظفِ وذلك من أجل الحفاظِ على قدرتِهِ على العملِ والإنتاجِ بالكفاءةِ المطلوبةِ منذ لحظةَ التحاقِه بالعمل". وقال وزير الطاقة والصناعة إن قطر للبترول تعملُ على أن تكونَ مؤسسةً وطنيةً عالميةَ المستوى في كلِّ ما تقومُ به من عمليات. هذا هو ما أكدتهُ رؤيةِ قطر للبترول الجديدةِ وهذا هو التزامُها تجاهَ الجميعِ، خاصةً في الأداءِ المتعلِّقِ بالصحةِ والسلامةِ والبيئة. موضحا أن هذا الالتزامُ ينبعُ من مسؤوليتِها نحوَ موظفيها والعاملينَ في مختلفِ مواقِعِها، بل حتى في المجتمعاتِ التي نعملُ بها. وهو يتأصلُ مِن مبدأ الصحةِ البدنيةِ والنفسيةِ كما نَصَّت عليهِ رؤيةُ قطر الوطنية، التي أطلقَها ويرعاها سيّدي حضرة صاحبِ السموِّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أميرُ البلادِ المفدى. ومضى يقول "تجمعُنا قيَمٌ أساسيةٌ تلخصُ أهدافَنا في تحقيقِ الصحةِ والعافيةِ والسلامة. هذه القيَمُ هي ركائزَ أساسية تعتزُ قطر للبترول بالعملِ على ترسيخها في كل أماكنِ تواجُدِها وعلى مختلفِ الأصعدة، بالتعاونِ مع المجلسِ الأعلى للصحة". وقال د. السادة إن موضوعَ مؤتمرِ هذا العام هو "الإبداعُ من أجلِ بيئةِ عملٍ صحية"، مؤكدًا على الأهميةِ الكبيرةِ للصحةِ والعافيةِ في بيئةِ العمل، والتزاماً بتعزيزهِما. داعيا إلى تحمّلَ الجميع واجبِ حمايةِ موظفينا من الأذى ومن الأمراض، ومسؤوليةَ خلقِ بيئةِ عملٍ توفرُ الفرصةَ لتعزيزِ صحةِ الفردِ وسلامته. وأضاف "نعملُ للمحافظةِ على هذا الإنجاز من خلالِ برنامجٍ للفحصِ الدَوري للعاملينَ في مناطقِ العملياتِ البريةِ والبحرية يَستهدِفُ الحفاظَ على صحتِهِم وسلامتِهِم. هذا بالإضافةِ إلى تطويرِ برامجَ للتوعيةِ الصحيةِ والتثقيفِ الصحيِّ بين صفوفِ العاملينَ وأُسَرِهِم". وقال د. السادة إن قطر للبترول أصبحت واحدةً من أقلِّ شركاتِ النفطِ والغازِ في العالم في نسبةِ الإجازات المرضية وذلك بفضلِ التعاونِ والتنسيقِ المستمرِ بين إداراتِ الصحةِ والمواردِ البشريةِ والأقسامِ التي ينتمي إليها العاملون. وأوضح "فقد بلغت نسبةُ الغيابِ بسببِ الإجازاتِ المرضيةِ أقلَّ من واحدٍ ونصفْ في المئة من مجموعِ أيامِ العملِ في عام 2012، وهي من أقلِّ المعدلاتِ بين شركاتِ النفطِ والغازِ العالمية التي تتراوحُ نسبتُها بينَ واحدٍ في المئةِ وأربعةٍ في المئة ". وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية قال سعادة الشيخ ثاني بن ثامر آل ثاني نائب المدير العام لشركة شل قطر، راعي المؤتمر، إن إدارة الصحة المهنية في الشركة ترتكز على القيم التي تعكس هويتها إذ تؤكد قيم العمل التي يتبناها موظفو الشركة على النزاهة والصدق واحترام الآخرين بالإضافة إلى الثقة وضرورة العمل كفريق واحد. وقال إنه تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية شل- قطر فإن شل توفر الدعم الكامل لموظفيها على مستوى الرعاية الجسدية والذهنية والاجتماعية وذلك عن طريق توفير بيئة تحث الجميع على أن يكونوا بأفضل حال حتى يتمكنوا من أداء وظيفتهم على أكمل وجه.. مشيرًا إلى أن شركة شل قطر تسعى إلى تفادي الوفيات غير الناجمة عن الحوادث، حيث حازت في هذا الصدد خلال الأسبوع الماضي على جائزة أفضل مشروع للنفط والغاز في مجال الصحة والسلامة والبيئة وذلك في مؤتمر أيبك الدولي بمدينة أبوظبي تقديرًا لجهود الشركة في السنوات الأخيرة في هذا الميدان. ونوه بأن بناء مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل وظف 50 ألف عامل في موقع المشروع تراوحت أعمار 80% من العاملين في الشركات المقاولة ما بين 20و40 عامًا.. مضيفا أنه وفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية حول معدل الوفيات غير الناجمة عن الحوادث بين العمال، أشارت التوقعات إلى إمكانية حصول ما يقارب 200 حالة وفاة خلال 500 مليون ساعة عمل مطلوبة لتنفيذ هذا المشروع. وأضاف سعادة الشيخ ثاني بن ثامر آل ثاني نائب المدير العام لشركة شل قطر، إنه بالنظر إلى عدم وجود قواعد في قطاع النفط والغاز حول الوفيات غير الناجمة عن الحوادث، بادر مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل بوضع تدابير وقائية للتخفيف من آثار هذه الوفيات من بينها تقييم ما قبل التوظيف والحصول على الرعاية الصحية المجانية والأدوية، إضافة إلى المراجعة الطبية اللازمة والاستجابة لحالات الطوارئ الطبية على مدار الساعة، مع توفير شبكة من الأطباء النفسيين لمراقبة الرعاية الذهنية والاجتماعية للعمال وغيرها من الضوابط الاحترازية. وقال إنه نتيجة لجهود الشركة في هذا المجال، تمكنت شل قطر بصورة ناجحة من تقليل عدد الوفيات غير الناجمة عن الحوادث بنسبة 70% عند انتهاء المشروع وذلك مقارنة بالتقديرات الأولية، فيما أصبح برنامجها الريادي مثالا لأفضل الممارسات في مختلف شركات شل حول العالم. مؤكدًا على أولوية الاهتمام بصحة العمال ورعايتهم، والتي تبدأ من الإدارة ويتم تنقلها من المديرين إلى المشرفين وصولا إلى كل عامل وموظف، لتفادي ما قد يتعرض له العمال من موت أو خطر إذا لم تخلق ثقافة سليمة يلزم بها الجميع. أشاد الدكتور السيد أحمد البدران، رئيس المؤتمر ونائب مدير إدارة الخدمات الطبية في قطر للبترول بالتطور الكبير الذي حققته إدارة الخدمات الطبية بقطر للبترول في خدماتها ونشاطاتها في مجال الصحة المهنية وتحولها من النشاط الأحادي الذي يركز على مخاطر العمل في قطاع النفط والغاز إلى نشاط متعدد الجوانب يأخذ بنظر الاعتبار سلامة العاملين الجسدية والعقلية والاجتماعية، والتطور الإنمائي للفرد. وقال إن النسخة الأولى من هذا المؤتمر مثلت محطة مهمه وحدث مميز في مجال الصحة المهنية من خلال ما تم تقديمه من مقالات علمية وبحوث ودراسات مهمة وحلقات نقاشية تصب في تعزيز صحة العاملين والحفاظ على سلامتهم. وقال د. بدران إن دعم المسؤولين في القطاع وعلى رأسهم سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة والنجاح الذي حققه المؤتمر بنسخته الأولى كان حافزا للمضي قدما في إقامة المؤتمر الثاني لهذا العام. وأضاف إن المؤتمر الحالي سيزيد من الاهتمام بإبراز آخر التطورات العلمية والعملية في مجال الصحة المهنية وتبادل الخبرات وإيجاد حلول ومعالجات للتحديات التي تخص السلامة والصحة في مجال العمل "وهذا من أولويات قطاع النفط والغاز في دولة قطر والتي تعد التزاما من القطاع تجاه استراتيجية التنمية الوطنية". مشيرًا إلى أن المؤتمر الحالي يتميز بالشراكة مع المجلس الأعلى للصحة، حيث أبدى المجلس بكوادره وقيادته كل أشكال العون والمساعدة لإنجاح المؤتمر. كذلك يتميز بوجود أربعة من الرعاة والداعمين للمؤتمر .. شل قطر، أوريكس جي تي أل، كافاك وقطر غاز. وقال إن المؤتمر سيكون ذو قيمة علمية عالية ومردود كبير على صحة وسلامة العاملين في قطاع النفط والغاز، وجميع القطاعات الصناعية. يُشارك في المؤتمر أكثر من 250 شخصًا من الوفود، معظمهم من الأطباء وأطقم التمريض في مجال الصحة المهنية، والمختصين بالصحة الصناعية، والعاملين في مجال الصحة والسلامة والبيئة، وغيرهم من المختصين في هذا القطاع. وإلى جانب المتحدثين من قطر، كما يشارك في المؤتمر متحدثون من دول أخرى منها دولة الإمارات العربية المتحدة، والكويت، والبوسنة، وماليزيا، والهند، وإيران، وأيرلندا، وهولندا، وتايوان، والمملكة المتحدة. ويناقش المؤتمر العديد من الموضوعات القيّمة منها "القضايا الصحية المستجدة في قطاع النفط والغاز"، و"أفضل الممارسات لتوفير بيئة عمل صحية"، و"المراقبة الصحية بتكلفة معقولة"، و"كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في مواقع العمل"، و"الإدارة الفعالة لكوادر التمريض في مجال الصحة المهنية". كما تتطرق ورش العمل إلى مواضيع أخرى مثل "كيفية الوقاية من التعرض لفقدان السمع" ، و"إدارة مرضى الربو في المناطق الصناعية"، و"أمراض العظام والعضلات الناتجة عن العمل" ، فضلا عن الصحة النفسية والعديد من المواضيع الأخرى المتعلقة بالصحة المهنية. ويهدف المؤتمر الذي عقد لأول مرة في شهر مارس 2012 ، بشكل رئيسي إلى توفير التسهيلات اللازمة لتحقيق التطور المستمر والتوسع في مجال الصحة المهنية.