شارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية والإفريقية في الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة العربية الإفريقية الثالثة تحت شعار "شركاء في التنمية والاستثمار" بقاعة التحرير في قصر بيان بدولة الكويت الشقيقة ظهر أمس. حضر الجلسة سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لسمو الأمير. كما حضر الجلسة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسمو الأمير. وحضرها أيضًا عدد من أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود ومنظمات المجتمع المدني العربية والإفريقية والدولية وكبار المسؤولين وقد ألقى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت كلمة في افتتاح أعمال القمة العربية الإفريقية أعلن فيها عن تقديم بلاده قروض ميسّرة للدول الإفريقية بمبلغ مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى جانب تخصيص جائزة سنوية بمبلغ مليون دولار باسم المرحوم الدكتور عبد الرحمن السميط تختص بالأبحاث التنموية في إفريقيا. ونوه بأن القمة تنعقد في ظل استمرار ظروف سياسيّة دقيقة واقتصادية غير مستقرة تستوجب مواصلة العمل وتكثيف الجهود لمواجهتها وتجنيب الدول العربية والإفريقية واقتصادياتها تبعاتها. ورأى كذلك أن انعقاد القمة في موعدها المحدّد والحرص على حضورها في هذا المستوى يؤكد العزم على الارتقاء بالتعاون المشترك للتصدي للتحديات التي يواجهها الجميع وتجاوز العقبات التي تحول دون الوصول إلى ما يتطلعون إليه من آمال مشروعة في التنمية والبناء. وتابع أمير الكويت قائلاً: " إن اختيارنا شعار (شركاء في التنمية والاستثمار) لهذه القمة يعكس إدراكنا لأهمية التعاون الاقتصادي الذي يُشكل قاعدة للمصالح المشتركة ننطلق من خلالها لتحقيق الشراكة الاستراتيجية التي ننشدها..كما أن هذا الشعار يؤكد أيضًا حرصنا على أن يحتل الجانب الاقتصادي والتنموي الجزء الأكبر من جدول أعمالنا بما يعكس تفهمًا عميقًا لمتطلبات المرحلة المقبلة واستشعارًا بآلية العمل المناسبة له". وفي هذا السياق طالب الجميع برسم خطوط العمل المستقبلي القائم على مفهوم الشراكة الحقيقية، معتبرًا أنه "لم يَعد مقبولاً ولايجسّد الشراكة المنشودة أن تقدّم دولنا الدعم من جانب واحد ولا يكون هناك تفاعل وعطاء من الجانب الآخر فلا بد من التكامل لنجسّد الشراكة الحقة". ولدى إشارته للتنمية المستدامة المنشودة، أوضح أنها تعنى استغلال الثروات استغلالاً مثاليًا لا تبذير فيه واستثمار الموارد في مشاريع تعزّز التكامل بين الدول العربية والإفريقية. ولفت سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمته إلى أن عناصر توفير الأمن الغذائي متاحة في محيط الفضاء العربي الإفريقي الجغرافي، داعيًا إلى استغلالها على أمثل وجه لتحقيق ذلك الأمن. وفي معرض تناوله الأزمة السورية، طالب مجلس الأمن الدولي، باعتباره الجهة المناط فيها حفظ الأمن والسلم الدوليين، بأن يتحد في ظل هذه الظروف وأن يضطلع بمسؤولياته وأن يتفق على خطة لوقف الاقتتال لحقن دماء الأشقاء في سوريا والحفاظ على ما تبقى من وطنهم . وضمن هذا الإطار دعا أمير الكويت كافة الأطراف السورية للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2) للوصول إلى حل سياسي. كما أكد ان الاستقرار في المنطقة لن يتحقق في ظل استمرار تعنت وصلف إسرائيل وعدم تنفيذها لقرارات الشرعية الدولية وإصرارها على التوسع في بناء المستوطنات. وفي هذا الصدد طالب المجتمع الدولي ولاسيما مجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية بالضغط على إسرائيل لحملها على تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وفق القرارات الدولية ومبادرة السلام العربية. وسيناقش القادة الموضوعات المُدرجة على جدول أعمال القمة وفي مُقدمتها تطورات الأوضاع في المنطقة العربية والإفريقية إضافة إلى سبل تفعيل العمل العربي الإفريقي المشترك في ظل التحديات الراهنة.