دشن نشطاء سياسيون حملة لمقاطعة المنتجات التركية في مصر بسبب تدخل أنقرة في الشأن المصري، واتهم نشطاء رجب طيب أردوغان بالسعي إلى "عودة الإمبراطورية العثمانية بقيادة الحكومة التركية الإخوانية". القاهرة: رحبت القوى السياسية المصرية بقرار طرد السفير التركي من القاهرة، فيما دشن نشطاء سياسيون حملة لمقاطعة المنتجات التركية، لاسيما في ظل نجاح حملة مقاطعة الدراما التركية. ورد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على القرار برفع شارة رابعة، معلناً تضامنه مع الرئيس المعزول محمد مرسي، وأنصاره، فيما تداول نشطاء موقع فايسبوك الإجتماعي صورة من الصفحة الأولى لجريدة الأهرام القاهرية في العام 1954، عقب ثورة 23 يوليو/ تموز 1952، حول طرد السفير التركي، بسبب التدخل في الشؤون المصرية وسب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، معتبرين أن التاريخ يعيد نفسه. واعتبرت القوى السياسية المصرية أن قرار طرد السفير التركي من مصر خطوة جيدة، لكنها تأخرت، معربين عن أمانيهم في إتخاذ قرار مماثل مع السفير القطري بمصر، بسبب تدخل بلاده وقناة الجزيرة في الشؤون المصرية، وقال المهندس محمود مهران، رئيس حزب مصر الثورة في تصريح له تلقت "إيلاف" نسخة منه، أن قرار وزارة الخارجية المصرية باستدعاء سفير مصر من انقرة وطرد السفير التركي من مصر جيد، مشيراً إلى أن قرار طرد "السفير الاردوغاني جاء نتيجة انتقادات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للسلطات المصرية الأخيرة التي أدلى بها، مساء الخميس 21 نوفمبر الجاري، قبيل مغادرته إلى موسكو حول الشأن الداخلي المصري". ووصف مهران تصريحات اردوغان بأن "علامة رابعة أصبحت إشارة دولية للتنديد بالظلم" ب"التافهة والهزلية، مؤكداً ان "ما انتهجته الحكومة الاردوغانية معادي لمصر" ولفت إلى أنها دبرت الكثير من المؤامرات والاجتماعات المعادية لمصر، وزرع دبلوماسيين للتجسس على أحوال البلاد. ولفت مهران إلى أن أردوغان يحلم "بعودة الإمبراطورية العثمانية بقيادة الحكومة التركية الإخوانية". وأعلن مهران "تدشين حملة قوية لمقاطعه كافة المنتجات التركية مطالباً كافة أبناء الشعب المصري بالمشاركة الايجابية في الحملة". كشف تداعيات طرد السفير التركي فيما دعا صفوت عمران الأمين العام لتكتل القوي الثورية الوطنية الحكومة المصرية إلى "كشف التداعيات التي اوصلتها الي طرد السفير التركي من القاهرة واستعداء السفير المصري من انقرة"، مشيراً إلى أن "من حق الشعب المصري بعد ثورتي يناير ويونيو ان يعرف حقيقة كل ما يحدث". ولم يستبعد عمران في تصريح له تلقت إيلاف نسخة منه، أن "يكون تورط الحكومة التركية في اعمال العنف والارهاب التي شهدتها مصر خلال الفترة الاخيرة وراء القرار المصري"، معتبره أنه "صائب"، ويمثل "بداية لمرحلة قوية للدبلوماسية المصري في الخارج ضد كل من يقفون ضد ارادة الشعب المصري بعزل محمد مرسي، مطالبا ب"اجراء مماثل ضد قطر، لموقفها المشين ضد الثورة المصرية". وقلل عمران من حجم التأثير السلبي نتيجة هذا القرار علي الاستثمار التركي في مصر، لافتا إلي أن الأتراك المستفيد الأكبر من العمل في السوق المصرية، وليس العكس. ودعا إلى "تدشين حملة شعبية لمقاطعة المنتجات التركية اذا استمر عداء الحكومة التركية للثورة المصرية، مع التأكيد ان ذلك الموقف ضد اوردغان وحكومته لاجبارها علي الاستقالة وليس ضد الشعب التركي الذي تجمعنا به علاقات عديدة تاريخيا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا". ولفت إلى أن "القرار يعكس نفاذ صبر المصريين من تصرفات أردوغان ودعمه لجماعات العنف والإرهاب في مصر بل وتمويل المتطرفين في مصر". أردوغان يرد على طريقته ومن جانبه، رد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان على القرار المصري بالمثل، بل ورفع شارة رابعة العدوية، في نهاية مؤتمر ترابزون، وقال: "نرد كما فعلوا في ميدان رابعة العدوية"، ثم رفع يده ملوحاً ب"شعار رابعة"، الذي كان أول من رفعه، وصار رمزاً لدعم مرسي في مصر ومختلف أنحاء العالم. وأضاف: "نحن نحترم دائماً من يحترم إرادة الشعوب، وسنستمر في تقديم الاحترام، إن الموقف الذي اتخذ بحق سفيرنا أعقبه من جانبنا خطوة مقابلة، فقد منحنا سفيرهم حتى 29 نوفمبر الجاري لمغادرة تركيا". وأشاد أرودغان بموقف الرئيس المعزول محمد مرسي أثناء الجلسة الأولى لمحاكمته، وقال: "أشيد بتصرف مرسي في المحكمة، فأنا أحترمه، ولكنني لا أحترم أولئك الذين يحاكمونه". ورفض مرسي الإعتراف بمحاكمته في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، وقال أنه مازال الرئيس الشرعي لمصر، مطالباً "القضاء بألا يوفر غطاء للإنقلاب العسكري"، على حد قوله. التاريخ يعيد نفسه وفي السياق ذاته، تداول نشطاء فايسبوك، صورة زنكوغراف من الصفحة الأولى لصحيفة الأهرام القاهرية، في عدد 4 يناير/ كانون الثاني بالعام 1954، وجاء المانشت "طرد سفير تركيا من مصر"، وجاء في سياق الخبر المنشورة بالصحفية "أذاعت وزارة الإرشاد القومي بيانًا رسميًا، أعلنت فيه أن مجلس الوزراء قرر في اجتماعه له رفع الحصانة الدبلوماسية عن سفير تركيابالقاهرة، فؤاد طوغاي، واعتباره شخصًا عاديًا"، وأضاف الخبر: "كما قرر المجلس طرده من أراضي جمهورية مصر العربية خلال 24 ساعة"، وأرجع ذلك إلى "حملاته المستمرة على سياسة قادة الثورة (ثورة 23 يوليو1952) وتوجيهه ألفاظًا نابية لجمال عبد الناصر". وعلق النشطاء على الصورة بالقول "التاريخ يعيد نفسه"، فيما كتب آخرون "مش فاضل غير النكسة".