قالت المخرجة التركية "زينب أوستنيك" إن جمهور السينما في بلادها يفضل الأعمال الرومانسية، فضلا عن أفلام الحركة والأكشن، مشيرة إلى أن الأفلام الروائية التي تتناول أحداثا واقعية لا تجد الصدى المطلوب في أغلب الأحيان. وأضافت المخرجة التركية، خلال ندوة مناقشة فيلمها "الحب في حديقة الأسرار" الذي عرض بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته ال35، أن الفيلم هو تجربتها الأولى في عالم السينما الروائية بعد أن قدمت سلسلة أفلام روائية من قبل. وأوضحت "زينب أوستنيك" أن تكلفة الفيلم كانت متواضعة للغاية حيث لم تتعد 10 آلاف دولار أمريكي فقط، وقالت إنها صورت العمل بالكامل بكاميرا متواضعة المستوى ما جعل الفيلم يخرج على هذا النحو الخالي من الابهار السينمائي. ولفتت إلى أن فكرة الفيلم تتناول فترة الانقلاب العسكري الذي جرى في عام 1980، من القرن الماضي عقب صدام بين العسكريين وقوى سياسية محسوبة على التيار الاسلامي. وأشارت إلى أن بلادها عانت الأمرين خلال الانقلابات العسكرية الكثيرة التي جرت فيها والتي تسببت في مقتل المئات واختفاء عدد كبير من الشباب في سجون العسكر الذين كانوا يعادون - ليس فقط الاسلاميين - ولكن كذلك كل من ينادي بالحرية الحقيقية لأنها تهدد وجودهم في هذا البلد.وأضافت المخرجة التركية أنها عندما فكرت في تقديم تجربتها السينمائية الأولى لم تجد أفضل من تلك الفترة باعتبارها محفورة في أذهان كثير من الأتراك الذين عايشوها ويمكنهم تذكرها بسهولة، لافتة إلى أن الجيل الحالي في تركيا محظوظ للغاية لأنه يعيش في دولة ديمقراطية بعيدا عن نفوذ العسكر في الحياة السياسية. وأعربت "زينب أوستنيك" عن سعادتها البالغة بالمشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تشارك فيها في هذا المهرجان العريق الذي يعد أحد أكبر المهرجانات بالعام. وتمنت زيادة التعاون بين بلادها ومصر في المجال الفني لا سيما وأن هذا المجال قادر على التعريف بثقافة وتقاليد كلا الشعبين القريبين إلى حد كبير في العادات والتقاليد، فضلا عن الدين المشترك. يذكر أن أحداث الفيلم تبدأ عام 1978، ويتناول قصة حب بين فتاة قروية وبين ناشط سياسي يسعى إلى توعية المواطنين بضرورة الانقلاب على السلطة الحاكمة لانهاء نفوذ الجيش في الحياة السياسية قبل أن يجرى اعتقاله ويتعرض لأبشع أنواع التعذيب.