انهار المسجد الأقصى المبارك بعد معاناة طويلة مع الاحتلال والقهر والتنكيل الذي ألم به وهو في حالة مالية ومعنوية وصحية متدنية تماماً بسبب عدم نجدته أو معالجته من هذا المرض السرطاني الخبيث ، من قبل أولياء أموره الذين يعيشون في أسوأ حالاتهم على مر العصور المتعاقبة. ربما تتفق مع أخي القارئ على أن هذا الخبر الذي يتحدث عن انهيار المسجد الأقصى أتى مثل الصاعقة على تفكيرك ودماغك وجسدك ...أعذرني أخي فأنا لم أقصد استفزازك أو إلقاء الحسرة والندامة في نفسك ، وإنما قصدت بذلك لفت الانتباه إلى ما يعانيه المسجد الأقصى المبارك من عمليات هدم وتهويد وانشقاقات في أرضيته ستعمل مع مرور الوقت على جعل خبر انهياره حقيقة واقعية وليس مجرد فكرة تراود مشاعرنا وأنفسنا بين الحين والآخر. لا شك في أن الكيان الصهيوني وبمساندة محمود عباس زعيم سلطة الخنوع والخضوع الفلسطينية تمكن في الآونة الأخيرة من زيادة وتيرة عمليات تهويد القدس وهدم منازل المقدسيين على رؤوس أصحابها ..مستغلاً بذلك الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية والإسلامية برمتها؛ في خطوة سابقة وخطيرة لم تحدث على مدى 1400 سنة منذ أن فتح الفاروق بيت المقدس أثناء خلافته . من المؤسف أن تعيش الأمة العربية والإسلامية حالة من الجمود والسكوت في ما يتعلق بتهويد القدس والمحاولات الصهيونية المتعاقبة لهدم المسجد المبارك وبناء مكانه الهيكل المزعوم ، ولا سيما أن المسجد الأقصى هو أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ،ويحتل مكانة عالية في نفوس المسلمين ولا يجوز شرعاً التفريط فيه أو التنازل عن جزء منه أو خذلانه ؛ حيث أن المساهمة في بيعه والتفريط فيه أعدها بعض العلماء من الموبقات التي تخرج المسلم عن دينه والعياذ بالله؛ فضلاً على أن داعي العروبة والوطنية والأخلاق يحتم علينا أن نقف وقفة صادقة مع الأقصى المبارك إذ أنه أصبح الآن في سكرات الموت ينتظر لحظة الخلاص ،أو الموت بسبب كثرة الحفريات تحته والأنفاق ،والمحاصرة الشديدة له من خلال عمليات البرمجة الديمغرافية لسكانه . أيها العرب والمسلمون في كل مكان عليكم أن تدركوا أن الخطر يداهم المسجد الأقصى، وهو يناديكم ويشد على أياديكم .. اللهم إني بلغت اللهم فاشهد .