عباس يشكر مسانديه ويعد ب 'استمرار الكفاح' حتى تحرير القدس وحكومة إسرائيل تهدد بإعادة احتلال الضفة الغربيةغزة 'القدس العربي' أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة أن حصول فلسطين على صفة 'دولة غير عضو' في الأممالمتحدة يعد 'انتصارا للسلام والحرية والشرعية الدولية، وبعث بتهنئة من نيويورك إلى الشعب الفلسطيني وقدم شكره للدول التي صوتت لصالح القرار، ورحبت التنظيمات الفلسطينية على اختلاف رؤاها السياسية بالخطوة، واعتبرتها انتصارا سياسيا جديدا على الاحتلال، في الوقت الذي هدد فيه وزير إسرائيلي كبير بإعادة احتلال الضفة الغربية. وبعث الرئيس عباس برسالة تهنئة للشعب الفلسطيني على 'الانتصار في الأممالمتحدة'، كذلك قدم شكره ل 'الشعوب العربية والإسلامية، (..) وأحرار العالم الذين صوتوا لصالح الشعب الفلسطيني'، ووعد عباس ب'استمرار الكفاح الوطني حتى رفع علم فلسطين على مآذن وكنائس القدس الشرقية'. إلى ذلك، قال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة في أعقاب التصويت لصالح الطلب الفلسطيني 'اليوم هزم الاحتلال الإسرائيلي وانتصرت دولة فلسطين وشعب فلسطين'. وتعهد بأن تقوم القيادة الفلسطينية بمحاسبة الاحتلال بالطرق الشرعية، مضيفا 'بعد اليوم لن ينجو أحد من العقاب والعالم وقف مع الحق وضد الاحتلال'. ومنتصف ليل الخميس أصبحت فلسطين 'دولة غير عضو' في الأممالمتحدة، بعد حصولها خلال عملية تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة أيدها 138 دولة مقابل 9 ضد وامتناع 41 دولة عن التصويت. وكان التمثيل الفلسطيني قبل ذلك التاريخ يشارك في المنظمة الدولية بصفة 'كيان مراقب'، لكن مع الخطوة الجديدة تستطيع فلسطين الانضمام رسمياً لكل الهيئات الدولية المنبثقة عن الأممالمتحدة وفي مقدمتها محكمة العدل الدولية. وحصلت فلسطين على الصفة الجديد بتصويت تاريخي، قوبل بفرحة عارمة عمت المدن والمخيمات الفلسطينية في المناطق الفلسطينية ودول الجوار، وسبق الخطوة بساعات أن خرجت مسيرات ضخمة كبيرة في مراكز المدن الفلسطينية تدعم الخطوة، أطلق خلالها الألعاب النارية، وردد المحتفلون هتافات مؤيدة. وبحسب ما علمت 'القدس العربي' فإن هناك ترتيبات لخروج الفلسطينيين بمسيرات تأييد ودعم كبيرة في مدن الضفة الغربية، وخاصة في مدينة رام الله، يوم رجوع الرئيس عباس والوفد المرافق له من نيويورك. وأغاظ التأييد الكبير للطلب الفلسطيني من دول العالم كثيراً إسرائيل، المنتظر أن تتخذ خطوات ضد السلطة الفلسطينية، وهاجم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو القرار الأممي، وصفه ب'الخاطئ'، وقال 'هذا القرار لن يحدث تغييرا على ارض الواقع، والدولة الفلسطينية لن تقوم حتى الاتفاق على الترتيبات الأمنية التي تضمن أمن وسلامة إسرائيل'. لكن نائبه سيلفان شالوم كان أكثر تصلباً في الموقف، حيث طالب بأن تقوم بلاده باحتلال مناطق الضفة الغربية، التي تديرها السلطة الفلسطينية بحسب اتفاق 'أوسلو'. واتهم شالوم الرئيس عباس بسبب ذهابه للأمم المتحدة ب 'إلغاء اتفاق أوسلو'، وقال 'قيام محمود عباس بخرق اتفاق أوسلو معناه بطلان الاتفاق، مما يسمح لإسرائيل بأن تقوم هي الأخرى بخطوات أحادية الجانب'. وعن الخطوات الممكن أن تتخذها حكومة إسرائيل قال 'ما قامت به السلطة يسمح لإسرائيل من بسط سيادتها على الضفة الغربية والربط بين مستوطنة معاليه أدوميم ومدينة القدس'. وفي تصريحات أخرى هاجم نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيلون، موقف المجتمع الدولي ووصفه ب 'الموقف المنافق'، وهاجم الدول الصديقة لإسرائيل التي لم تصوت لجانبها. وفي إسرائيل وجهت أقطاب المعارضة انتقادات شديدة لنتنياهو، وقالت رئيسة 'حزب العمل' شيلي يحيموفيتش ان قرار الجمعية العامة جاء في أعقاب استمرار الجمود السياسي، وقالت انه يدل على ضرورة ان 'تسيطر إسرائيل على العملية السياسية بدلا من أن تتكبد خسائر فادحة'. ورأت تسيبي ليفني رئيسة حزب 'الحركة' أنه كان باستطاعة الحكومة أن توقف التحرك الذي قام به الفلسطينيون في الأممالمتحدة لو كانت قد تفاوضت معهم. ولجأ الرئيس الفلسطيني لخطوة التوجه للجمعية العامة للأم المتحدة، بعد عدم تمكنه من تمرير قرار يعطي فلسطيني صفة العضو الكامل، من خلال التصويت في مجلس الأمن في ايلول (سبتمبر) من العام الماضي، والذي كان سيواجه وقتها ب 'فيتو أمريكي'. وجاءت هذه الخطوات بعد توقف مفاوضات السلام التي خاضها مع حكومة بنيامين نتنياهو، بعد أن رفضت الحكومة تمديد قرار البناء في المستوطنات، وتحديد مرجعية لعملية التفاوض، وهو أمر يطلب به الفلسطينيون قبل الدخول في أي مفاوضات مستقبلية. وفلسطينياً اعتبرت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس إقرار دول العالم برفع مكانة فلسطين ل 'دولة مراقب' بانه يمثل 'انتصارا تاريخيا للشعب الفلسطيني'. وقال المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي 'إن تصويت 138 دولة من دول العالم لصالح القرار، إنما هو إقرار عالمي بالحقوق الثابتة لشعبنا على أرضه وإدانة قانونية عالمية لدولة الاحتلال'، وقدم شكره للدول التي ساندت القرار، وقال ان 'محكمة التاريخ لن ترحم حكومات وقفت ضد مسار شعوبها، واختارت تغليب مصالحها مع دولة الاحتلال على حساب استقلال وحرية شعب فلسطين'. من جهته رحب إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس بالخطوة على قاعدة عدم التنازل أو التفريط بالثوابت الفلسطينية، مع التزامنا بالإستراتيجية الثابتة نحو تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر، وأكد على أن التصويت 'جاء تتويجا لانتصار المقاومة في قطاع غزة'، وقال في تصريحات صحافية 'زمن الانتصارات للاحتلال الإسرائيلي ولى بلا رجعة'. من جهته قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس 'إننا نرحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنح فلسطين صفة دولة مراقب ونعتبر أن هذا مكسب لشعبنا، رغم أن فلسطين تستحق أكثر من ذلك'. أما الدكتور رمضان شلح فقد قال 'إن كان قبول دولة فلسطينبالأممالمتحدة عضوا غير مراقب سيعيد وطن فلسطين بكاملة من النهر إلى البحر من الطبيعي أن نبارك هذه الخطوة'. وأشار إلى أن حركته أبلغت قيادة السلطة أنها لن تبارك هذه الخطوة ولكن لن نتصدى لها، مضيفا 'لندع الوقت والأيام والوقائع التي ستحكم على الأرض بأن تبين لنا ما الذي سيتحقق من وراء هذه الخطوة'. إلى ذلك، باركت الجبهة الشعبية على لسان عضو لجنتها المركزية كايد الغول الخطوة، وقال 'إن النجاح في استصدار قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنح فلسطين صفة دولة مراقب يشكل انتصاراً وتقدماً في مكانة القضية الفلسطينية في إطار المنظومة الدولية'. وطالب بتحويل القرار ل 'واقع ملموس خاصة في ظل التهديدات التي صدرت عن مندوبي أمريكا وكندا والاحتلال، والتي حاولت أن تجرد هذا القرار من مضمونه، وعدم إعطائه أي قيمة'. وأكد ضرورة استثمار هذا القرار من أجل 'تحقيق مزيد من المكتسبات في إطار الصراع السياسي والأممالمتحدة'.