أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الاثنين، أن ممثلي الحكومة السورية والمعارضة سيجتمعون للمرة الأولى في جنيف في 22 يناير بعد مرور 32 شهرًا على النزاع. ولدى إعلانه عن موعد هذا المؤتمر التاريخي حول سورية، قال الأمين العام للأمم المتحدة: إنه «مهمة تبعث على الأمل». لكنه ذكر الطرفين بأن هدف الاجتماع هو تطبيق الخطة لحل النزاع سياسيًا، التي اعتمدت في يونيو 2012 من قبل القوى الكبرى. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي، إن «الأمين العام ينتظر من المندوبين السوريين أن يحضروا إلى جنيف، وهم مدركون أن هذه الخطة هي الهدف، ومع نية جدية بوقف الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص وشردت نحو 9 ملايين من منازلهم وتسببت بعدد لا يحصى من المفقودين والمعتقلين، وأثارت الاضطراب في المنطقة وفرضت عبئًا غير مقبول على الدول المجاورة لسورية». وأضاف الناطق نقلًا عن الأمين العام للأمم المتحدة أن «النزاع مستمر منذ فترة طويلة، وسيكون أمرًا لا يغتفر عدم اقتناص هذه الفرصة لوقف المعاناة والدمار اللذين سببهما». ميدانيًا، يحاول مقاتلو المعارضة الحد من تقدم القوات النظامية الذي أحرزته مؤخرًَا في ريف دمشق وحلب عبر قيامهم بشن هجمات مضادة، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، وأسفر هذا التصعيد الهادف إلى كسر الحصار الذي يفرضه النظام السوري على الغوطة الشرقية في ريف دمشق إلى مقتل العشرات من كلا الجانبين. وذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس، أن مقاتلي المعارضة «قاموا بالسيطرة على عدد من البلدات الصغيرة والحواجز خلال الأيام الثلاثة الفائتة في الغوطة الشرقية وجنوب حلب بعد أن شن هجمات مضادة على هذه المناطق». وكانت القوات النظامية أحرزت عدة نجاحات على الأرض خلال الأسابيع الفائتة، خصوصًا حول دمشق وحلب في الشمال. وأضاف عبدالرحمن أن القوات النظامية «لم تعد تحرز تقدما هناك»، مشيرًا إلى أن «المعارك تركزت (الاثنين) حول منطقة المرج في ريف دمشق الشرقي، بالإضافة إلى خناصر الواقعة جنوب شرق حلب. وعزا الائتلاف الوطني المعارض تقدم المقاتلين إلى إعلان فصائل اسلامية أساسية تقاتل في سورية ضد النظام السوري السبت، اندماجها لتشكل «الجبهة الإسلامية»، ولا تضم هذه الجبهة الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة. وأفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس «أن المسلحين يحاولون تحقيق بعض الإنجازات في الغوطة الشرقية بعد التقدم الذي أحرزه الجيش، إلا أن الطوق محكم ولن يستطيعوا تحقيقها»، لافتًا إلى أن «محاولاتهم بائسة وفاشلة ويتكبدون خسائر كبيرة». وأشار إلى أن «الطوق محكم من مطار دمشق باتجاه شريط البلدات في الغوطة الشرقية حتى عدرا»، لافتا إلى أن هذا الطوق «حرمهم من إمكانية الاستفادة من الإمدادات الداخلة أو الاتصال بالريف الشرقي والشمالي الشرقي في دمشق». وفي ريف حلب الجنوبي، لفت المصدر إلى أن «العمليات التي تجري هناك هي امتداد وتوسيع لعمليات ريف حلب الشرقي والجنوب الشرقي وتندرج تحت تأمين المنطقة التي تم استرجاعها بشكل أكبر حتى تكون هناك إمكانية لفتح كل الطرق وإعادة النشاط إلى المطار» في مدنية حلب والمتوقف عن الخدمة منذ عام. ونقلت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطة عن أهالي في مدينة دير عطية (شمال دمشق) «أن قوات الجيش أعادت انتشارها في محيط بلدة دير عطية، تمهيدًا للسيطرة عليها بعد تسلل أكثر من 500 مسلح إليها معظمهم من جنسيات غير سورية». وكان مقاتلو المعارضة سيطروا الجمعة بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية في منطقة القلمون شمال دمشق، الاستراتيجية والمتاخمة للحدود اللبنانية.