أكد مدير عام دار الصدى رئيس تحرير مجلة دبي الثقافية، الشاعر سيف المري، أن «المجلة ستتحول إلى مشروع ثقافي طموح يصل إلى كل بلداننا العربية». وقال إن «المجلة مكرسة لأبناء وبنات أمتنا المسكونة بالحلم»، موضحاً أن الأمة العربية عظيمة بتاريخها وأمجادها وقاماتها، ولن يثنيها شرق أو غرب عن مواصلة عطائها وإبداعاتها، على الرغم من الأزمات. أقيم أول من أمس حفل توزيع جوائز دبي الثقافية، الذي يحتفي من خلال فئات الجائزة بمجموعة من المبدعين الشباب في الشعر والرواية والقصة القصيرة، وكذلك التشكيل، والأفلام والبحوث. وحضر الحفل مجموعة من الشعراء والروائيين والمسرحيين والفنانين التشكيليين، إلى جانب نخبة من أصحاب الأقلام المميزة في الوطن العربي. ووزعت خلال الحفل الجوائز التكريمية للجان التحكيم، إلى جانب جوائز الفائزين بالمراكز الأولى. قدمت الحفل الذي أقيم في فندق جميرا بيتش، الشاعرة بروين حبيب، التي تحدثت في مقدمتها عن المشهد الثقافي العربي، مشددة على أن «الثقافة هي ارض السلام في معناها العميق». أما عن مجلة دبي الثقافية فقالت «استطاعت المجلة أن تحفر لنفسها موقعاً في العالم العربي، وباتت منبراً لكل مثقف عربي، وهي فرصة لنشر الإبداعات العربية»، ولفتت إلى أن الجائزة باتت منعطفاً في حياة الكثير من الشباب العربي مادياً وثقافياً. صوت جاهدة وهبي اختتم حفل توزيع جوائز الدورة الثامنة لجائزة دبي الثقافية بصوت الفنانة جاهدة وهبي التي قدمت مجموعة من القصائد التي كانت أغلبها من ألحانها، وكان من بينها قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، «يطير الحمام»، وقصيدة للشاعر اللبناني طلال حيدر عنوانها «صوتك». الى جانب هذه الأغنيات قدمت بعض الأغاني القديمة، ومنها «جفنه علم الغزل» لتختم بأغنية للروائي والشاعر الألماني غونتر غراس. وعرض في بداية الحفل فيلم «عشت من جديد» للفائزة البحرينية مريم خليل الذوادي، وهي المشتركة الوحيدة التي حصلت على جائزة الأفلام، إذ تم حجب المراكز الأخرى. وقدم الفيلم حكاية السلحفاة التي تم إنقاذها ومنحها حياة جديدة. الفيلم يوثق الأبعاد الإنسانية في التعاطي مع الكائنات بالاستناد إلى قصة واقعية. وتلت الفيلم مجموعة من الكلمات، كانت أولاها كلمة لجان التحكيم، التي ألقاها واسيني الأعرج، وتحدث عن عمل اللجان على وضع الموهبة في الدرجة الأولى، معتمدين على الجدية والموضوعية. ولفت إلى أن «اللجنة أعطت القيمة الأساسية للنصوص التي تحاور عصرها ولا تخشى مواجهته»، مؤكداً أن «المهمة ليست بسيطة، والموهبة التي تفصح عن نفسها تحتاج إلى سند حقيقي يضعها في مرمى القارئ، وكانت (دبي الثقافية) الجسر الذي يربطها بالقارئ». في المقابل ألقى وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية بالإنابة، عضو مجلس إدارة جمعية المسرحيين، ناجي الحي، كلمة الفائز بشخصية العام الثقافية، التي منحت لجمعية المسرحيين، وقال إن «ما تقوم به مجلة دبي الثقافية هو مشروع نبيل، فهي تتبنى تكريم الجهود الابداعية الثقافية، وقد أولت المجلة اهتماماً خاصاً بالمسرح، وان تحظى جمعية المسرحيين بالتكريم هو أمر يشعرنا بالفرح والفخر». ولفت إلى أن الحصول على الجائزة ضاعف من الأعباء التي تقع على عاتق الجمعية، للمضي قدما نحو التطوير في الأداء ولاسيما من خلال المهرجانات المسرحية التي تقام في الإمارات على مدار السنة. أما جائزة المبحث النسوي ففازت بها الدكتورة خالدة سعيد، وألقى الكلمة بدلاً منها زوجها الشاعر أدونيس، آسفاً على الظروف الصحية التي أعاقت حضورها الحفل. وتوجهت سعيد إلى الحضور في كلمتها قائلة «أشكر منحي الجائزة ولاسيما أن المجلة تخصص جائزة للبحوث، ونعرف جميعاً أن الجائزة تثمن بمن يمنحها قبل أن تثمن بمن ينالها، وأنا شديدة الاعتزاز بمصدر الجائزة بقدر اعتزازي بموضوعها». واعتبرت أن القضية النسوية في طليعة الخط النضالي لإعادة تعريف الإنسانية وللرجوع إلى الجوهري، فهي تصحيح النظر إلى الفوائد التي كانت يوماً في أشكال مقنعة. ولفتت إلى أن هذه المجلة ينهض بها مستنيرون من مبدعين ومبدعات في الوطن العربي، مضيفة أن «هذه الجائزة بعينها هي جائزة معنوية تكرم العمل النسائي الماضي في الاتساع والتعمق، لا من أجل قضية النساء فحسب، وإنما لدفع البحوث الإنسانية والعلمية والحقوقية قدماً». واعتبرت التكريم تكريماً لنضال النساء عموماً، مقدمة تحية للحضور النسوي في المجالين الفني والأدبي في مختلف الفروع. وقالت إن «نسبة عالية من النتاج العربي النسائي، وخصوصاً في المجالين التشكيلي والروائي هو من الأرقى عربياً». وفي الختام قال مدير عام دار الصدى، رئيس تحرير مجلة دبي الثقافية، الشاعر سيف المري، إن «هذه المجلة تشكل واجهة لجميع الأقلام العربية الصادقة لأبناء وبنات الأمة المسكونة بالحلم، التي تمضي بخطى من دون خطة، تفاجئها وتحاصرها الأزمات وتنبعث في بعض عواصمها الثورات، ولكن على الرغم من ذلك لاتزال أمة حية عظيمة وراسخة ومتألقة وموعودة بمستقبل أفضل». واعتبر أن «الأمة العربية لن تحطمها القيود، ولن ينجح الشرق أو الغرب في كسر شوكتها»، مؤكداً أن الأمة العربية عظيمة بتاريخها وأمجادها وقاماتها، وان الأعمال الثقافية ليست أكثر من تحصيل حاصل. وأضاف أن «(دبي الثقافية) اليوم ماضية في تحولها من مجلة إلى مشروع ثقافي، وقد اعتادت دبي التألق في مشروعاتها»، واعداً الجمهور بأن يمتد المشروع إلى جميع بلدان الوطن العربي. وتضمن الحفل قراءة شعرية للشاعر سالم الزمر. ووزع سيف المري ووزير الثقافة المصري، الدكتور محمد صابر عرب، الدروع التكريمية على أعضاء لجان التحكيم، وهم واسيني الأعرج، إبراهيم محمد إبراهيم، الرشيد بوشعير، إسلام بوشكير، عمر عبدالعزيز، محمد سيد أحمد، نبيل سليمان، يوسف أبولوز، صالح هويدي، عبدالفتاح صبري، أحمد بورحيمة، نجوم الغانم، عزت عمر، علي العامري وحسين درويش. وتم تكريم الفائزين بالمراكز الأولى لفئات الجائزة المختلفة. وأقيم على هامش توزيع الجوائز معرض ضم الأعمال التشكيلية للفائزين في المراكز الخمسة الأولى، وهم العيدي الطيب من الجزائر، ومحمد تيسير حامد حسن من مصر، وجورج جوزيف شمعون من سورية، وزياد ناصر العنسي من اليمن، وأوغور حمدي محمد من العراق. وحملت الأعمال الموجودة في المعرض الكثير من المشاهد التي ترتبط بالتراث، ولاسيما من خلال الأزياء، وكذلك الوجوه البشرية، معتمدة بشكل أساسي على مشاهد من الحياة اليومية.