حمد العنزي دعا عدد من المتخصصين والمهندسين المعنيين بقضايا النقل والمرور، الى زرع فكر وثقافة القيادة الآمنة لدى مختلف شرائح المجتمع، بحيث تحترم انظمة وقوانين المرور وتلتزم بها، لافتين الى غياب الوعي لدى نسبة عالية من مستخدمي الطريق موضحين أن الالتزام بالأنظمة والقوانين المرورية يحد من الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تقع جراء حوادث السير. هذه الدعوة جاءت على لسان جميع المتحدثين في الحلقة النقاشية التي اقامتها لجنة النقل والمرور بجمعية المهندسين الكويتية والتي استضافت المشاركين في الورشة العالمية التي اقامها جهاز تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للمرور بالكويت، وقد أقيمت الحلقة بمقر جمعية المهندسين الكويتية مساء يوم أمس الأول (الخميس). جهود مبكرة بدأت الحلقة بتقديم من رئيس اللجنة بالجمعية م.لافي الحصبان الذي اكد مشاركة الجمعية في المساعي الرسمية والشعبية للحد من الخسائر المالية والبشرية الكبيرة التي تتكبدها البلاد جراء استفحال هذه المشكلة التي تكاد ان تصل الى ازمة مزمنة رغم وجود الحلول والجهود الكبيرة في هذا المجال، لافتا الى ان جمعية المهندسين الكويتية ومنذ العام 2003 وهي تقدم الدراسة تلو الأخرى وتمد يد التعاون لكل يد المعنيين بهذه المشكلة. وزاد م.الحصبان: ان تشعب القضية المرورية وتعقيداتها لا يعنيان الاستسلام لها، بل لابد من تنفيذ البرامج والخطط الموضوعة لتطويقها، مضيفا ان الخطوات التنفيذية لزيادة الوعي بهذه القضية وزرع ثقافة الوعي المروري لاتزال محدودة فالمجلس الأعلى للمرور لايزال دوره استشاريا ولا يملك اي صلاحيات تنفيذية، كما انه لابد من برامج تأهيل للراغبين بالحصول على رخص القيادة، وكذلك عمليات تدريب مستمر للأفراد من المدنيين والعسكريين المعنيين بالنقل والمرور. حلول جماعية وفي كلمته أمام الورشة قال المدير الوطني لمشروع الاستراتيجية الوطنية للمرور وقطاع النقل في الكويت العميد ناصر مخلف العنزي: يخطئ من يعتقد أن الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للمرور قادرة على حل هذه المشكلة منفردة، فلابد من تعاون وتظافر الجهود من قبل الجميع في القطاعين الحكومي والمجتمع المدني ومؤسساته لحل هذه المشكلة، لافتا الى ان الكثير من اللوم يقع على قائدي المركبات ومستخدمي الطرق. وأضاف ان الجهود الجبارة التي تقوم بها اجهزة الداخلية وخاصية الادارة العامة للمرور خفضت اعداد الضحايا وحدت من الخسائر البشرية والمادية التي تقع على الطرقات، الا ان هذه الجهود تحتاج الى مزيد من التعاون ورفع مستوى التوعية وزرع ثقافة مرورية لدى مختلف شرائح المجتمع والقضاء على جهل الكثير من قائدي المركبات بالقيادة الآمنة على الطرقات. من جانبه، قال المدير الفني للاستراتيجية الوطنية للمرور وقطاع النقل في الكويت الدكتور م.كيم جريو: ان دور المجتمع مهم وكبير في زرع الوعي وثقافة احترام الأنظمة والقوانين، لافتا الى الدور الايجابي الذي تقوم به جمعية المهندسين الكويتية في هذا المجال. ولفت م.جريو: ان اهمية معالجة المشكلة المرورية وقضايا النقل تنبع من ان المشاريع ذات العلاقة بها تشكل نحو 45% من مشاريع خطط التنمية في الكويت، مشيرا الى ان الاستراتيجية الكويتية التي وضعت بالتعاون مع بعض منظمات الأممالمتحدة ستوفر على الدولة نحو 8 مليارات دينار خلال 5 سنوات، وتعزز مكانة الكويت اقليميا ودوليا فالكويت اول دولة بالمنطقة تضع هذه الاستراتيجية المتكاملة والتي تحتاج لمزيد من تضافر الجهود لتطبيقها. التجارب العالمية من جهته، أكد مدير مرور لندن ليز ألين على ان الهدف هو الوصول الى انعدام الضحايا الذين يسقطون جراء حوادث السير والاستخدام السيئ للطرق والمركبات، موضحا ان هذا الهدف طموح كبير لدى جميع المؤسسات القائمة على المرور في بلاده. وأشار الى ان استراتيجية الكويت للمرور والتي اطلع عليها وزملاؤه طموحه ومبنية على تحليل للمعلومات الواقعة، داعيا الى استخدام مزيد من الوسائل لزرع ثقافة الوعي بأهمية القيادة الآمنة وتطوير الكوادر البشرية العاملة في مجال المرور والنقل وادارة الطرق وتصميمها.