نعكف حالياً على تعديل المناهج الدراسية من رياض الأطفال وحتى المراحل النهائية * تحقيق استقرار سياسي وأمني في لبنان مرتبط بتغليب منطق الحوار على لغة النار * ضمان الجودة هو السبيل الوحيد لتحقيق تعليم جامعي جيد ينافس التعليم الأوروبي * عدد الجامعات التي تعتمد أسلوب التعليم المفتوح في تزايد مستمر بيئة التعليم العالي في لبنان جاذبة للطلبة الخليجيين والعرب كل جامعة تقول إنها الأفضل ولكن الذي يحسم الأمر هو الاعتماد المؤسسي الذي تحصل عليه توجد لدينا مدارس وجامعات فرانكوفونية وأخرى إنجلوفونية ثقافة الحوار يجب أن تكون جزءاً من المناهج تشرّب للطالب بالملعقة منذ الصغر لكي يتقبل الآخرين لدينا مليون طالب في 3000 مؤسسة تعليمية ما بين القطاعين الخاص والحكومي المدرسة اللبنانية في الكويت ستؤمّن تعليماً متميزاً ليس فقط للبنانيين ولكن لكل من يقصد هذه المدرسة أجرت الحوار: آلاء خليفة كشف وزير التربية والتعليم العالي اللبناني د.حسان دياب ان الوزارة قامت بتغيير المناهج الدراسية وتعكف حاليا على تعديل مقررات الصفوف النهائية من المراحل الدراسية، موضحا ان المناهج التعليمية في لبنان لم تعدّل منذ 15 عاما، وقال دياب في حوار مع «الأنباء» بمناسبة تواجده في الكويت للمشاركة في أنشطة مؤتمر التعليم المفتوح: ان موضوع الاعتراف بالجامعات مرهون بسياسات المؤسسات الجامعية الخاصة، مؤكدا أن بيئة التعليم العالي في لبنان جاذبة للطلبة الخليجيين وأن التنوع في الجسم الطلابي من ضمن الخطة الاستراتيجية للعديد من الجامعات اللبنانية. وأشار دياب الى مدى تأثير الأوضاع الأمنية في لبنان على العملية التعليمية والإجراءات التي اتخذتها الوزارة للحدّ من تلك الآثار على المدارس والجامعات، مبينا ان هناك مليون طالب في لبنان يدرسون في نحو 3000 مؤسسة تعليمية ما بين القطاعين الحكومي والخاص، وكشف ان لبنان استقبل 45 ألف طالب من اللاجئين السوريين والعام الحالي سيتم استقبال 200 الف طالب سوري، موضحا ان ذلك يعتبر تسونامي تربويا، ولكن الوزارة ستحاول جاهدة تقديم المساعدة لهؤلاء الطلبة، وطالب دياب وزير التربية والتعليم العالي د.نايف الحجرف بتسهيل اجراءات انشاء المدرسة اللبنانية في الكويت، مؤكدا ان تغليب منطق الحوار على لغة النار هو السبيل لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني في لبنان، وفيما يلي تفاصيل الحوار: في البداية نودّ تسليط الضوء على مشاركتكم في المؤتمر العالمي الأول للتعليم المفتوح والذي انعقد مؤخرا بتنظيم من الجامعة العربية المفتوحة. ٭ المؤتمر العالمي الأول للتعليم المفتوح والذي استضافته الكويت يعالج مسائل تشكل موضوع الساعة في مجال التعليم العالي وهي قضية التعليم عن بعد الذي اصبح واقعا ونحن على يقين بأن عدد الجامعات التي ستعتمد على اسلوب التعليم عن بعد ستزداد مستقبلا ولا أقول في المنطقة فحسب وانما على الصعيد العالمي، والسبب في ذلك هو تزايد اعداد الطلبة الذين يتجهون للتعليم العالي، والتعليم عن بعد شكّل مخرجا لعدد كبير منهم من اجل دراسة التخصصات التي يرغبون فيها من خلال التعليم المفتوح، والتعليم عن بعد ليس امرا جديدا فالجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة تقدم برامج عديدة من عقود بعيدة والجامعة العربية المفتوحة أنشئت منذ 10 سنوات في 8 دول عربية وسيتم افتتاح افرع جديدة خلال الفترة القادمة وهناك توسع في التعليم عن البعد سواء على المستوى العربي او العالمي نظرا لتزايد اعداد الطلبة الذين يسعون الى التعليم المفتوح، والمؤتمر يعالج امورا مهمة وحيوية لاسيما مواضيع ضمان الجودة وأساليب التعليم ووضع المناهج للمواد التي تدرس في برامج تحت مظلة التعليم عن بعد والمحاكاة المطلوبة في الكثير من المواد لضمان تقديم الشرح بطريقة سلسة للطلبة وجميع تلك الأمور يجب معالجتها من اجل ان تصل البرامج الى بر الأمان من ناحية تأمين الاعتماد المطلوب، ونحن نقول في لبنان «ما حدا بيقول عن زيتاته عكرين»، فكل جامعة تقول انها الأفضل ولكن الذي يحسم الأمر هو الاعتماد المؤسسي الذي تحصل عليه الجامعة على صعيد المؤسسة واعتماد البرامج على صعيد كل برنامج، والأمور التي ترتبط بضمان الجودة في مختلف التخصصات لابد من معالجتها لكي ترى تلك البرامج النور، فنحن نتحدث عن جامعات افتراضية في المستقبل تقدم برامج مختلفة ليس فقط في الانسانيات وفي علم الاجتماع ولكن ايضا في الهندسة والعلوم واختصاصات عدة، ونحن في بداية الطريق في هذا المجال وجميع تلك الأمور حيوية ومهمة. هناك العديد من الطلبة الملتحقين بنظام التعليم المفتوح سواء في الجامعات الحكومية او الخاصة ولكن ليس هناك اعتراف بهم على المستوى الاقليمي، فما الحل لتلك الإشكالية؟ ٭ موضوع الاعتراف مرهون بسياسات الجامعات الخاصة، فهناك بعض الجامعات تتقبل ذلك الأمر ليس فقط في لبنان والمنطقة العربية وانما ايضا في الولاياتالمتحدة الأميركية والدول الأوروبية ولكن بعض الجامعات الأخرى وفقا لقوانينها الداخلية لا تتقبل ذلك الأمر ولا يمكن تعميم تلك القضية، وعلى صعيد وزراء التربية في العالم العربي هناك تقبّل لوجود جامعات تقدم التعليم المفتوح، وبالتالي منحها التراخيص المطلوبة، نظرا لأنها تؤمن مخرجا لمشكلة حقيقية ليس فقط في العالم العربي وانما على مستوى العالم، والكويت حاليا تفكر في انشاء الجامعة الافتراضية وبالتالي فخلال السنوات القادمة ستكون هناك أعداد كبيرة من الجامعات وفروع الجامعات، والتغيير هو اصعب الأمور، فعلى سبيل المثال الجامعة الأمريكية في بيروت عمرها اليوم 150 عاما وعندما فكرنا في اقرار الاعتماد المؤسسي تساءل الكثير ما الحاجة لهذا الاعتماد ولكن بعد ان حصلنا عليه وجدنا ان الوضع اليوم افضل بكثير عن السابق، والتوجه في المستقبل هو للتعليم عن بعد وأصبح خيارا استراتيجيا لابد منه على مستوى العالم ولابد من العمل من اجل توفير ضمان الجودة لتلك الجامعات. التعليم العالي هل أصبحت بيئة التعليم العالي في لبنان طاردة للطلبة الخليجيين بعد ان كانت جاذبة لهم وما ابرز معوقات التعليم العالي بلبنان؟ ٭ بيئة التعليم العالي في لبنان جاذبة لجميع الطلبة والطالبات من مختلف البلدان، سواء كانوا خليجيين او عربا وأيضا الأجانب، ومن ضمن الخطة الاستراتيجية للعديد من الجامعات اللبنانية هي التنوع في الجسم الطلابي وعلى سبيل المثال الجامعة الأميركية في بيروت تضم 8300 طالب وطالبة من 70 جنسية مختلفة وهذا التنوع في الجنسيات امر أساسي لأن الطالب يختلط في الحرم الجامعي مع ثقافات متعددة بما يساهم في بناء شخصيته وصقل مهاراته وخبراته، ولكن لا بد ان نؤكد ان الوضع الأمني حاليا في لبنان خارج عن ارادة وزارة التربية والتعليم العالي ولكن نحاول بكل الامكانيات استمرار العملية التعليمية دون توقف سواء في المدارس او الجامعات. كيف تتعاملون مع تذمر المواطنين من رفع الأقساط في المؤسسات التعليمية الخاصة لاسيما في ظل الاغلاق المتكرر للمدارس نتيجة الأوضاع الأمنية والسياسية وخاصة في شمال لبنان؟ ٭ نظام التعليم العام والعالي في لبنان على مستوى القطاع الخاص هو نظام أكاديمي حر، ولهذا السبب توجد لدينا مدارس وجامعات فرانكوفونية وأخرى انجلوفونية، وهناك ضوابط لرفع الأقساط من بينها تمثيل أهالي الطلبة في المدارس عن طريق مجلس الأهل الذي يجب ان يوافق على موازنة المدرسة الخاصة وبالتالي فهناك مسؤولية على تلك المجالس في كل مدرسة بان تكون متيقظة فيما يخص الموافقة على الموازنة، وفيما يخص الوضع الأمني فنحن نعالج هذا الموضوع بشكل استثنائي فعندما تكون هناك مشكلة في مدينة ما في منطقة ما نعالجها استثنائيا ولا نغلق جميع المدارس في لبنان وهذه السياسة التربوية نجحت في العامين الماضيين مع الأخذ بالاعتبار ان لبنان في مناطق مختلفة مر بمراحل امنية صعبة. المناهج الدراسية هل تركز المناهج الدراسية في المدارس والجامعات اللبنانية على تعزيز روح المواطنة والتسامح وثقافة الحوار لدى الطلبة لاسيما أن الدستور اللبناني ينص على تلك المبادئ؟ ٭ أشكرك على هذا السؤال، فقد شاركت في اعمال المنتدى العالمي لحوار الأديان الذي انعقد في العاصمة النمساوية فيينا تحت عنوان «صورة الآخر» وذلك بدعوة من مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الأديان والثقافات، فمنذ ان توليت وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان أوليت هذا الموضوع أهمية بالغة حيث وجدت ان المناهج التربوية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر لم تعدل منذ 15 عاما، ومنذ عامين عندما توليت مسؤولية الوزارة باشرت بإعادة النظر في المناهج وقد وافق مجلس الوزراء على المناهج الجديدة فيما يخص رياض الأطفال والحلقة الأولى من الصف الأول حتى الثالث الابتدائي، وحاليا نحن على وشك الانتهاء من الحلقة الثانية بدءا من الصف الرابع الابتدائي وحتى الصف السادس، وموضوع المواطنة هو جزء من التربية الوطنية وبالتالي فإن كل تلك المبادئ ستدخل في المناهج الجديدة، كما ان هناك أنشطة تدعم تلك المبادئ في مادة التربية الوطنية، وأؤكد على اهمية ذلك الموضوع كونه يعمم ثقافة الحوار وقبول الآخر والعالم العربي اليوم في امس الحاجة لتلك المبادئ ليس فقط في لبنان وانما في العالم بأسره، فمن يحاربون اليوم في سورية ليسوا فقط عربا وانما يأتون من الشيشان وأميركا وأوروبا ومن كل العالم، وبالتالي فإن ثقافة الحوار يجب ان تكون جزءا من المناهج تشرب بالمعلقة منذ الصغر لكي ينمو الطفل ويتقبل الآخر ويرى ان وجهة النظر المخالفة هي أيضا قد تكون صحيحة، وهذا تحد كبير فقد استطعت ان أنهي 9 سنوات من المناهج وتبقى تعديل المناهج من الصف السابع وحتى الصف الثاني عشر، وأتمنى اذا تم تشكيل حكومة جديدة ان يتولى الوزير القادم هذا الموضوع لانهاء تعديل المناهج الدراسية كافة. هل هناك تيارات سياسية او تكفيرية عارضت تعديل المناهج الدراسية؟ ٭ نحن ننظر الى الموضوع نظرة أكاديمية بحتة وننظر للإنسان كإنسان فالمركز التنموي للبحوث والانماء الذي يعمل تحت مظلة وزارة التربية والتعليم العالي هو المخول بتعديل المناهج الدراسية التي يدرسها الطلبة وبالتالي فهو يعمل لكي يبني الانسان، وتلك المناهج تطبق على طلبة القطاعين الحكومي والخاص، ولدينا في لبنان مليون طالب في نحو 3000 مؤسسة ما بين القطاعين الخاص والحكومي ولدينا اكثر من 150 جنسية في المدارس الخاصة و20 جنسية في المدارس الحكومية وعندما نضع المناهج لا تكون للمواطن اللبناني فقط وانما لأي انسان يدخل تلك المدارس. أصبحت الساحة اللبنانية مشتعلة دائما والأجواء الطائفية مشحونة وطال هذا الأمر المؤسسات التعلمية فما الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها بالجامعات لتحاشي وقوع مثل هذه الفتن؟ ٭ ما يحدث داخل الجامعات لاسيما بالنسبة للانتخابات الطلابية فهذا امر تقرره الجامعات الخاصة تحت مظلة الحرية الأكاديمية، اما اذا خرجت عن هذا النطاق فالقوى الأمنية هي التي تتولى تهدئة الأمور ولم تكن هناك حاجة لهذا الموضوع في السنوات الماضية ما عدا حالات استثنائية قليلة. اللاجئون السوريون لبنان بلد مضياف بطبعه يستضيف حاليا عددا من اللاجئين السورين من بينهم طلبة فكم عددهم؟ وهل يشكل وجودهم عبئا على النظام التربوي اللبناني؟ ٭ استقبلنا العام الماضي 45 ألف طالب وطالبة من اللاجئين السوريين في القطاع الرسمي، أما العام الحالي فأقول اننا نواجه تسونامي تربويا لأننا نستقبل 200 الف طالبا من اللاجئين السوريين الى القطاع الرسمي فقط بزيادة تبلغ 80% وهذا الأمر شبه مستحيل ولكننا سنعالجه لأننا ننظر لهذا الموضوع من منظور انساني بحت، فلا بد من مساعدة جميع الطلبة على التحصيل العلمي، ومن منطلق آخر فإن هذا الطالب داخل المدرسة سيكلف اقل بكثير مقارنة بوجوده خارجها نظرا لأن وجوده في الشارع سيخلق اشكاليات امنية واجتماعية. هل سيمنح الطلبة شهادات او تصاريح تدل على اتمامهم العام الدراسي في حال أرادوا معادلتها في اي دولة اخرى؟ ٭ نعم بالتأكيد فهم ينخرطوا في نظام التعليم اللبناني واذا نجحوا يحصلون على شهادات. المدرسة اللبنانيةبالكويت متى سترى المدرسة اللبنانية في الكويت النور؟ وهل هناك اجراءات جادة لتحقيق ذلك الهدف؟ ٭ أتمنى ان يتم ذلك الموضوع بأسرع وقت ممكن ولكنه حاليا في عهدة وزارة التربية الكويتية برئاسة د.نايف الحجرف هو أدرى بمتطلبات هذا الموضوع وأتمنى من الكويت كما عاهدناها دائما ان تساعدنا في تحقيق ذلك المطلب وهي دائما سباقة في مساعدة لبنان واللبنانيين، فإنشاء المدرسة اللبنانية في الكويت سيؤمن تعليم متميز ليس فقط للبنانيين ولكن لكل من يقصد هذه المدرسة. كيف يمكن تحقيق استقرار سياسي وأمني في لبنان خاصة بعد التفجيرات التي حدثت مؤخرا وتلافي تأثيرها على النظام التربوي؟ ٭ يمكن تحقيق استقرار سياسي في لبنان عندما يكون منطق الحوار هو السائد وليس لغة القتل والنار ولا بد للمتخاصمين ان يجلسوا على طاولة الحوار وان يعتمدوا على الحوار كأسلوب لحل مشاكلهم، هذا ينطبق ليس فقط على لبنان بل على جميع دول العالم، فنحن قد نختلف ولكن لا بد ان نحترم بعضنا البعض، فالاتحاد الأوروبي يضم دولا من ثقافات ولغات متعددة ومختلفة ويجتمعون لايجاد حلول اجتماعية واقتصادية، فلا بد من التركيز على الحوار المتبادل والبناء الذي يجمع جميع الأطراف بدلا من التطرق الى الأمور التي تؤدي الى التفرقة من اجل حل جميع مشاكلنا. وأنت عضو من اعضاء الحكومة اللبنانية الحالية كيف تنظرون الى الاتفاق الإيراني الأميركي؟ ٭ أنا لست مخولا بأن أتحدث باسم الحكومة اللبنانية وهذا السؤال يجب ان يوجه لرئيس الحكومة اللبنانية. ما الذي ينقص التعليم في العالم العربي بشكل عام حتى تتوجه الغالبية للدراسة في أوروبا؟ ولماذا لا نوفر بيئة التعليم الخارجي في دولنا العربية؟ ٭ ضمان الجودة هو السبيل الوحيد لتحقيق تعليم جامعي جيد ينافس التعليم في الدول الأوروبية المتقدمة، وأن تسعى الجامعات للحصول على الاعتماد من المؤسسات العالمية. خلال زيارتكم للكويت وأثناء لقائكم بوزير التربية والتعليم العالي د.نايف الحجرف هل تم الاتفاق على اي مشاريع مشتركة بين البلدين في مجال التربية والتعليم العالي؟ ٭ أبوابنا دائما مفتوحة للتعاون مع الكويت، وتباحثت مع الوزير د.نايف الحجرف في عدة أمور وأتمنى ان يستمر التعاون بين لبنانوالكويت التي أعتبرها بلدي الثاني، في قضايا التربية والتعليم العالي.