أنا من هناك بقلم/ سماء غنيم فوضاوية اللون أنا، أغدو كأربع فراشات بلا أجنحة، ألتهم جسدك لأتوحدَ بك فيلتهمني الغياب ... لم اسمع يوماً عن عاشقين شتت الهواء حبهما فغابوا، أو عن حبٍ تصدَّع كأجِنَّة التهمها الريح فخرج من تلاشيهم غبار مقيت اللون ... شَتت أثرَ الفراشةِ ، شَتِته بهدوء ، اششششتْ .... ها هي تمنح نفسها للضوء، فامنحني بعضاً منك لأموت . من وأين وكيف أصبح الهناكَ هُنَاي ؟ و أسألُنِي من أنتِ ؟ ( من أنا ! ) أنا من هناك حيث ولد أول خيط ضباب على تلةِ حلمنا، وقبل أن يرحل أمسَكتَهُ بقلبك ... أنا من هناك حيث بكى الغيم على أول بيت رممناه معاَ، وسكناه معاَ وبنينا أحلامنا فيه معاً، فمات البيت قبل أن نموت معاَ ... أنا من هناك حيث خبأ الليل أولى ضحكاته وسَخِرَ منّا من حيث صرف الوقت عنا غربته ونما الحب بيننا من حيث المجهول القابع خلف ظلمة تعكس تلاشيها على أجسادنا.. أنا من هناك حيث اللاهنا يصنع معجزاته ببذخٍ فذَ، ويقصِي غباره عنا .. أنا من حيث أنت تضعني كصورةٍ على رفٍ يزين حائطك فتنساني ويواسيني الغبار .. من حيث النبضة الأولى والرعشة الكبرى والتجلي الحر والموت الأعظم ... من حيث غفت عيناكَ على صورة تجمعنا ونحن صغار من حيث الغياب والتيه والوجع الأول ْ من حيث آخر صرخةٍ هزَّتْ غيمتنا ، وسقطنا مطراً مُوحِلْ ... الثلاثاء 29/10/2013