GMT 0:01 2013 الأحد 1 ديسمبر GMT 0:40 2013 الأحد 1 ديسمبر :آخر تحديث ثريا شاهين يبدو أنّ ملف الانتخابات الرئاسية قد فتح على الأقل على المستوى الداخلي. ويأتي هذا الاستحقاق بالتزامن مع تغييرات في العلاقات الدولية الاقليمية وتحديداً الإيرانية، فضلاً عن أنّه يتزامن مع الانتخابات الرئاسية السورية في أيار المقبل. تعرب المصادر الديبلوماسية المطلعة عن اعتقادها ان الموقف الإيرني سيكون مؤثراً في ظل الوضع المستجد لإيران في تفاهمها مع الدول الكبرى، بحيث انه عندما يتعزز موقع الرئيس حسن روحاني يضعف تشدّد المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي. الحوار الدولي مع إيران قد يفضي إلى التفاهم الخارجي على رئيس للجمهورية في لبنان وعلى وجوب حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها واحترام الموعد الدستوري، وعدم السماح بحصول الفراغ، لكن من المؤكد ان إيران لن تختار الرئيس. كما انه بالنسبة إلى النظام السوري، فلم يعد لديه موقع في مجال اختيار الرئيس، إذ ان همّه ينحصر في مصيره. النظام السوري وعلى الرغم من استعادته بعض المواقع، لا يزال غير قوي بحسب المصادر، ذلك أنّ الحرب في سوريا دائرة وهناك صعوبة في الحسم على الأرض، والنظام في النهاية ليس مسيطراً على بلده، والمعارضة لا تزال موجودة بغض النظر عن خسارتها للعديد من المواقع، ولكن لا يمكن القول ان النظام يسيطر على الوضع العسكري. النفوذ السوري أغلبه من خلال "حزب الله"، المرتبط ارتباطاً عضوياً بإيران التي تعود إليها الكلمة الفصل في توجهاته، وليس النظام السوري الذي لن يستطيع تعديل موقف إيران من أي مسألة إذا ما جرى تفاهم حولها مع الدول الكبرى. وهذا ما ينطبق على بلورة أي توجه إيراني بالنسبة إلى الاستحقاقات اللبنانية الكبرى. القوة الوازنة في 8 آذار هي "حزب الله"، لكنه وحده في البرلمان لا يستطيع أن يأتي برئيس جمهورية. كل قوى 8 آذار الأخرى، تعمد إلى تليين مواقفها والاتجاه نحو الاعتدال تحسباً لما يمكن أن يبلوره الاتفاق الدولي الإيراني على صعيد الوضع اللبناني. وهناك التقارب المسيحي من جانب 8 آذار مع المسيحي في 14 آذار، فضلاً عن التقارب المسيحي في 8 آذار مع قوى أخرى في 14 آذار ومنها "تيّار المستقبل". ولذلك موقف الحزب من الاستحقاق مرتبط بإيران، وبالوضع الذي ستكون عليه بعد نحو ستة أشهر، أي بعد انتهاء مرحلة بناء الثقة بينها وبين الغرب والنتائج التي قد تحملها هذه المرحلة. وفي حالة عدم النجاح، توضح المصادر، فإنّ الحزب يستطيع ان يعرقل الاستحقاق، لكنه لا يستطيع فرض رئيس جمهورية، داخل "التيار الوطني الحر" توجهات متعددة وتفاوت في النظرة إلى العديد من الامور لا سيما حول خلافة النائب ميشال عون. رئيس مجلس النواب نبيه بري حاول إظهار موقف معتدل من خلال الاعراب عن استعداده للتوسط لتقارب سعودي إيراني. وتتوقع المصادر بعد ستة أشهر، وعندما يبدأ العد العكسي للاستحقاق اللبناني أن يتم التفاهم بين الدول الكبرى وإيران على انتخاب رئيس جديد للبنان، وسيصار الى طرح أسماء جدية لا تقوم ايران بمعارضتها. هذا في اطار توقع تفاهمات على مسائل محددة في ملفات المنطقة، ومن بينها التفاهم على مرحلة انتقالية في سوريا من دون رأس النظام الرئيس بشار الأسد. وبالتالي لن يكون هناك رئيس جمهورية موالٍ لإيران. طهران باتت في تفاهم مع الغرب، وتريد أن تجني ثمارها على مستوى الوضع الداخلي لا سيما ازالة العقوبات الدولية بما فيها عقوبات مجلس الأمن. وقد تستطيع المشاركة في قرارات مهمة في ملفات المنطقة المفتوحة ومن بينها لبنان، لكنها لن تتمكن من ان تختار وتفرض خيارها. ايران والغرب يجتازان طريق بناء الثقة، ما يعني ان الثقة حالياً غير مكتملة. وبعد ستة أشهر إذا ما أثبتت إيران ان إجراءات بناء الثقة معها مثمرة، فإنّ الغرب سيطلب منها "ضبضبة" "حزب الله"، والحد من نفوذه، وبأن يتخلى عن الجهاد العسكري ويصبح حزباً سياسياً مثل غيره من الأحزاب اللبنانية. "حزب الله" بحسب المصادر، لا يناسبه الفراغ في الرئاسة الأولى، إذ يعتريه الخوف على الأمن ولديه هم أساسي هو الأمن في المرحلة الحاضرة، ويسعى الآن إلى الضغط للمشاركة في الحكومة، و14 آذار لا تريد أن يشارك ولا هي، وباقية على موقفها. ويرى الحزب انه وحده لا يمكنه تأليف حكومة. و14 آذار لا تريد ان يفرض أي طرف شروطه على التأليف، لذلك استطاع الحزب عرقلة التأليف لكنه لم يستطع فرض شروطه. إذا ما تغيّرت المعادلات الخارجية من الآن وحتى ستة أشهر نتيجة تعاون إيران دولياً فستتغير معطيات كثيرة بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي.