اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية، الاتفاق الذي توصلت اليه ايران الاسبوع الماضي مع 5+1 بأنه نموذج لانتصار الدبلوماسية والذي أوجد تغيير كبيرا في الشرق الاوسط ومن شأنه ان يؤدي الى تسوية الازمة السورية. لندن (مواقع) كتبت صحيفة الغارديان البريطانية، في تحليل لها عن اتفاق جنيف واحتمال مساهمته في مفاوضات السلام في سوريا: ان التعامل مع ايران أثبت جدية المفاوضات؛ فالجدية ذلك الموضوع الذي كان مفقودا لفترة طويلة، وهذه الجدية ذاتها من شأنها ان تكون مفتاحا لمفاوضات السلام في سوريا. ووصف ولي نصر، رئيس مؤسسة جون هوبكينز، في حوار اجرته معه نيويورك تايمز الاسبوع الماضي، وصف الاتفاق المؤقت في جنيف بشأن البرنامج النووي هكذا: "ليس مهما كيف تفكرون، فهذا الاتفاق كان اتفاقا تاريخيا. وقد أوجد هذا الاتفاق تغييرا كبيرا في المنطقة، وأعاد ترتيب الاحجار على رقعة الشطرنج". وجاء في جانب آخر من مقال الغارديان: ليس فقط من المحتمل تغيير خارطة الشرق الاوسط. بل هنالك قضية أكبر. فموضوع الاتفاق بين ايران ومجموعة من القوى العالمية بزعامة اميركا، وبعد 3 عقود من الاحتكاك الشديد، يعد انجازا هاما للدبلوماسية، في نهاية مرحلة مرحلة اتسمت بالحديث عن استخدام القوة العسكرية الاميركية لتسوية المشكلات. واضافت: بعد سنوات من الحديث حول الحرب والمساومة، عادت الدبلوماسية الدولية مرة اخرى الى جدول الاعمال. وقال مستشار السياسة الخارجية الاميركي الاسبوع الماضي: لقد غيرنا توجهنا العسكري في سياستنا الخارجية الى الاتجاه الدبلوماسي. وتابعت: رغم ان الرئيس الاميركي باراك اوباما، تعرض لانتقادات في الدوائر الخاصة، بسبب حديثه عن الحرب، الا ان رغبته في التقارب مع اعداء اميركا كانت دوما عاملا محفزا. وفي جانب آخر من مقالها كتبت الغارديان: ان الدبلوماسية خطيرة ومعقدة ومليئة بالاتفاق، ومملة وفاقدة لأي نوع من الجاذبية. وفي المشكلات المعقدة، فالدبلوماسية بحاجة الى شيء اكثر بقليل من حسن الحظ، اي التطابق والتناسق بين الخصائص الفردية مع الاوضاع والظروف وبالتالي الرغبة للتعمق في هذه الفرص. وبشأن ايران، تزامنت هذه الظروف مع انتخاب حسن روحاني، رئيسا للجمهورية في ايران. ومضت الصحيفة في مقالها: في حين نشهد المصالحة الكاملة مع ايارن، فإن الاتفاق المؤقت غيّر ظروف القضايا الاقليمية على نطاق اوسع من الشرق الاوسط. فالتعامل مع ايران، أثبت جدية المفاوضات، تلك الجدية التي كانت مفقودة منذ فترة طويلة، والآن من شأنها ان تكون مفتاحا لمفاوضات السلام في سوريا، التي زعزعت الازمة فيها المنطقة بأسرها. وقد اوجد هذا الامر عملية شفافية وفرت فرصة لواشنطن وموسكو للتعاون البناء فيما بينهما. واختتمت الغارديان مقالها: ان تراث الحروب التي تهدف (على الظاهر) الى إرساء الاستقرار، تمثل دوما في المزيد من الحروب وانعدام الاستقرار. وبعد ان واجهت الحرب الفشل، فإن استخدام الدبلوماسية يكون ممكنا مرة اخرى. وقد أكدت احداث الاسبوع الماضي على مبادئ في العلاقات الدولية، بأن المفاوضات حتى في نوعها الصعب والمعقد، يمكنها ان تؤدي الى تقدم في المشكلات العويصة. /2926/