في وقت تحتدم فيه الاشتباكات في شمال لبنان اليوم اتخذت حكومة رئيس الوزراء اللبناني قرارًا يقضي بوضع القوى الأمنية اللبنانية كافة تحت إمرة الجيش في مدينة طرابلس، في محاولة لإحلال الأمن المفقود الآن فيها مع سقوط قتلى الأحد. بيروت: أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم أن حكومته اتخذت قرارًا بوضع كل القوى الأمنية في مدينة طرابلس (شمال لبنان) تحت إمرة قيادة الجيش. وأعرب ميقاتي في بيان صادر من مكتبه الإعلامي عن تضامنه مع أهالي طرابلس، في ظل ما تشهده المدينة من أحداث ومواجهات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة. وأكد انه سيقوم بوضع الجميع أمام مسؤولياتهم وتحديد مكامن الخلل في معالجة الأوضاع بعد تجدد القتال للمرة الثامنة عشر في طرابلس. ولفت إلى أن الاجتماع الموسع، الذي عقد أمس، قرر بعد تشاور مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان تسليم الجيش قيادة القوى الأمنية المختلفة، وأن يقوم الجيش باتخاذ كل الإجراءات المناسبة والحاسمة لضبط الأمن. وقال: إن القضاء أصدر مذكرات توقيف بحق جميع المتهمين بالإخلال بأمن المدينة وأهلها، معربًا عن ثقته بقدرة الجيش على القيام بالمهمات الملقاة على عاتقه وتنفيذ المذكرات القضائية. ثلاثة قتلى في مواجهات طرابلس وكان قتل ثلاثة اشخاص الاحد في استمرار للعنف الطائفي الدامي في طرابلس شمال لبنان، ما رفع الى تسعة عدد قتلى هذا العنف المرتبط بالنزاع في سوريا، خلال 24 ساعة. وقال مصدر امني في المدينة ان الرجال الثلاثة قتلوا برصاص قناصين حين كانوا في شاحنة في منطقة باب التبانة السنية في المدينة. واستمر تبادل اطلاق النار طوال الاحد. وينتشر جنود الجيش اللبناني في هذه المنطقة منذ تشرين الاول/اكتوبر. الى ذلك، توفيت امراة الاحد متأثرة بجروح كانت اصيبت بها السبت. وياتي سقوط الضحايا الجدد اثر معارك عنيفة السبت وطوال الليلة الماضية بين منطقة باب التبانة السنية الداعمة للمعارضة السورية ومنطقة جبل محسن العلوية المؤيدة للنظام السوري. وقتل ستة مدنيين، بينهم فتى، في معارك السبت، فيما اصيب خلال يومين 49 شخصًا، بينهم احد عشر جنديا. وتشهد طرابلس كبرى مدن شمال لبنان بانتظام مواجهات بين المنطقتين منذ اندلاع النزاع السوري في آذار/مارس 2011. وتفاقم التوتر الخميس بعدما رفع كل حي علم الفريق السوري الذي يدعمه. وفي اليوم نفسه، اطلق مسلحون النار في طرابلس على اربعة عمال ينتمون الى الطائفة العلوية، ما اثار غضب العلويين. من جهة اخرى، قتل عنصر في حركة فتح الفلسطينية الاحد في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوبلبنان، وفق ما افاد قيادي في فتح. وقال ماهر شبايطة القيادي في فتح ان "رجلين ملثمين اطلقا النار على محمد السعدي العنصر في فتح (25 عاما) واردياه". على الاثر، خرج اقرباء للسعدي الى الشارع واطلقوا النار عشوائيا، ما اسفر عن مقتل احد المارة، ويدعى ابراهيم عبد الغني (خمسون عاما). وياتي هذا الحادث بعد يومين من مواجهات بين عناصر في فتح واخرين ينتمون الى جماعة "جند الشام" الاسلامية المتطرفة.