قتل خمسة أشخاص وأصيب أكثر من عشرين بينهم عدد من العسكريين بجروح اليوم السبت في الاشتباكات التي شهدتها مدينة طرابلس في شمال لبنان، وتأتي عقب جولة من العنف التي شهدتها المدينة قبل نحو شهر بين مؤيدين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ومتعاطفين مع المعارضة السورية. وذكر مراسل الجزيرة أن الجيش اللبناني أطلق النار باتجاه المسلحين في المنطقتين، وسيّر دوريات، وأغلق عددا من الطرق المحيطة بموقع تبادل إطلاق النار. وتزامنت المناوشات مع اجتماع عقد في منزل رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي في طرابلس، وحضره وزير الداخلية، للبحث في تطبيق الخطة الأمنية لضبط الوضع في المدينة بعد التفجيرين اللذين استهدفا مسجدين فيهما في أغسطس/آب الماضي. وكثيرا ما تنشب مواجهات بين منطقتي باب التبانة (ذات الغالبية السنية) وجبل محسن (ذات الغالبية العلوية) في طرابلس، منذ اندلاع الثورة السورية في منتصف مارس/آذار 2011. وحسب مصادر أمنية وطبية فإن من بين القتلى تلميذا دون العشرين من عمره يدعى عمر الحسواني ورجلا في الثلاثينيات يدعى جهاد مرعب، وهما من حي باب التبانة سقطوا في تبادل إطلاق النار المستمر، كما أصيب جنديان من الجيش اللبناني. وفي الوقت الذي ينفذ فيه الجيش اللبناني خطة أمنية للفصل بين المتقاتلين، أصيب عسكريان بجروح أيضا في تبادل إطلاق النار. وتجدد التوتر في طرابلس منذ الخميس الماضي بعد أن رفعت أعلام سورية في منطقة جبل محسن، فارتفعت على الأثر أعلام الثورة السورية في منطقة باب التبانة. وأعربت مصادر سياسية وأمنية لبنانية عن خشيتها من أن تتحول الاشتباكات التي تدور بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، إلى جولة جديدة من العنف بين باب التبانة وجبل محسن في المدينة التي شهدت منذ العام 2008 نحو 17 جولة أدت إلى مقتل 159 شخصا وإصابة 1165 بجروح.