بيروت (وكالات) - تواصلت الاشتباكات الطائفية بين منطقتي باب التبانة السنية المعارضة للنظام السوري وجبل محسن العلوية المؤيدة في طرابلس شمال لبنان امس، حيث تم إحصاء سقوط 3 قتلى جدد، لترتفع الحصيلة إلى 9 إضافة إلى 50 جريحاً بينهم 12 جندياً خلال 24 ساعة. وقال مصدر أمني لوكالة "فرانس برس" "إن القتلى الثلاثة سقطوا برصاص قناصين، حين كانوا في شاحنة بحي باب التبانة، وأن الجيش اللبناني المنتشر في القطاع منذ أكتوبر لا يزال يحاول إخراج الجثث". بينما نسبت وكالة "رويترز" إلى سكان في طرابلس قولهم "إن دوي إطلاق رصاص كثيف وانفجارات سمع في أرجاء المدينة منذ منتصف ليل السبت وحتى السادسة صباح أمس"، وأضاف هؤلاء "أن الأوضاع في المدينة أصبحت أهدأ، ولكنها لا تزال هشة، وأن الجنود يجوبون الشوارع الخاوية تقريباً، ولكن يتجدد إطلاق الرصاص من آن لآخر". وأعلنت قيادة الجيش اللبناني- مديرية التوجيه في بيان أنها أوقفت 8 مسلحين وضبطت كمية من الأسلحة الحربية الخفيفة والذخائر العائدة بينها بندقية وقناصة، بالإضافة إلى أعتدة عسكرية متنوعة. مشيرة إلى أنه تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة لإجراء اللازم. إلى ذلك، أعربت مصادر سياسية وأمنية عن خشيتها من أن تتحول الاشتباكات إلى جولة جديدة من العنف في طرابلس التي شهدت منذ 2008 نحو 17 جولة أدت إلى سقوط 159 قتيلاً و1165 جريحاً. وقال وزير الداخلية مروان شربل "إن الوضع في طرابلس معقد وصعب"، معتبراً أن النزاع ليس جديداً بل يرجع للثمانينيات والتسعينيات، وأن الخلافات لا تزال قائمة وأن الناس تغيرت لكن أسلوب التفكير لم يتغير". وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تضامنه مع أبناء طرابلس، وقال في بيان "أتوجه إلى أهلي وإخواني الصابرين لأقول بكل ألم، لم يبق سبيل لم أسلكه لوأد أحداث أدمت قلوبنا وقتلت أبناءنا ودمرت أرزاقنا"، وأضاف "حتى الاستقالة لم أتردد في الإقدام عليها عسى أن يكون ذلك مدخلاً لإنهاء الأحداث الأليمة في لبنان، وبالأخص في طرابلس وبدء مرحلة جديدة من التعاون بين جميع القيادات اللبنانية لحماية لبنان وأهله". وتظاهر نحو 150 من أقارب ضحايا انفجاري أغسطس في ميدان بطرابلس أمس، ودعوا لحملة عصيان مدني لحين محاكمة مرتكبي الهجومين اللذين يلقون بالمسؤولية عنهما على الأقلية العلوية. وطالب المتظاهرون أيضاً بقطع إمدادات الكهرباء والمياه عن جبل محسن وتعهدوا بعدم التراجع عن مطالبهم.