إن الإدارة سلوك وظيفي نمطي، يعتمد على مراقبة آليات تنفيذ السياسات والإجراءات التي تم الإنفاق عليها من مجهود مؤسسيها، فلذلك لا يمكن أن نصنف العمليات الإدارية على أساس أنها عمليات معقدة وغير قابلة للتنفيذ في كل الأحوال، لان هذا الاعتقاد يضعف الفكر ويقلل من الإبداع، ولكن المفترض والمنطقي أن تكون العملية الإدارية كإدارة هي (فن المم... كن) ، ولقد اخترت هذا التوصيف على أساس ان كل الاجراءات والعمليات هي موضوعة لاستكمال اعمال وليس لعرقلتها، او عرقلة منفذيها. قالت عالمة الأنثروبولوجي الاجتماعية (مارغريت ميد) ذات مرة: (ليس هناك من شك أن مجموعة صغيرة تملك أفكارًا رائعة، والتزامًا صادقًا بإمكانها تغيير العالم بأسره). ولا عجب، فالتغيير لا بد له أن يأتي من مكان ما، على يد شخص ما. فلماذا لا يكون هذا المكان، وذلك الشخص أنت شخصيًّا؟ أنت تتفهم جيدًا ضرورة وأهمية ما تفعله، وأهمية التدريب، والتعلم التي تساعد على فهم أعمق وأكبر للوظيفة الإدارية. وعلى ذلك، فإن كل يوم جديد يحمل إليك فرصة جديدة وعظيمة لصنع فرق كبير في المؤسسة، وخلال بيئة العمل التي تعيش فيها، ولا يهم إذا كنت تعمل بمكتب محلي صغير، أو بمؤسسة عالمية مشهورة لها سمعة جيدة. فجميع محترفي الإدارة يسعون إلى تحمل المسؤوليات، وإلى استغلال الفرص للتوجه نحو مستقبل شخصي ومنظم أفضل، في خلال بيئة العمل، أيًّا كانت تلك البيئة. احدى الدراسات التي أجراها كل من (ليون وهاوس) عام 1970 دلت على أن المنظمات التي اعتمدت هذا المفهوم في قطاعات صناعة الأدوية والصناعات الكيماوية والآلات فاقت المنظمات الأخرى المماثلة التي تعتمد هذا المفهوم في مؤشرات المبيعات ومعدل العائد على رأس المال المملوك والعائد على الأسهم والعائد على رأس المال المستثمر. تتفق معي حقا حينما نعترف بأنه مازال لفظ «المدير» لدينا يستعمل كمرادف للسلطة والهيمنة وهو مرادف عجيب للكلمة، والأعجب منه أن يستخدم مع كلمة «مسؤول» نفس المترادفات التي تعني الهيمنة والسلطة.. مع أن مسؤول تعني أنه سوف يسأل عما يقوم به.. ومازال الكثير من المديرين يؤمنون بهذا.. لكني أعتقد أنك لا تحب هذا الكلام؛ لذلك أدعوك إلى أن تنسى مرادفات الهيمنة والسلطة وتتذكر المرادف الوحيد الصحيح وهو «الرعاية ف»كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته»، كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ولذلك فإن اعتقادي الأمثل من وجهة نظري الإدارية ان المدير الناجح هو الذي يتعامل مع العمليات الإدارية بأكملها علي انها عمليات ممكنة بنسبة تصل إلى 100٪، وان دوره فقط هو الإبداع في تنفيذها حسب الوضع الراهن والتوقيت المنفذة فيه، وبالتالي سيكون المدير هو المايسترو لتلك المعزوفة الإدارية، ومستوى فنه ومستوى أدائه هو من يقوده إلى ادارة (فن الممكن). وأستطيع أن أختم خاطرتي بقولي، إن كل ما نملك من خبرة لا يساوي شيئًا عندما يصطدم بأسلوب إدارة مقتنع بأن هناك مستحيلاً، وليس مقتنعًا بأن كل شيء ممكن..!! محمد دهشان يونس - جدة