ورحل أحمد فؤاد نجم «شاعر الغلابة» والمعروف بلقب «الفاجومي».. وافته المنية صباح أمس الثلاثاء في منزله بالمقطم عن عمر يناهز 84 عامًا، وترك خلفه شعرًا لا يموت، سيظل ينبض بحكاوى المصريين ويختزل آهاتهم وقضاياهم، فهو كان شاعر الشعب وابن الشعب وكتب للشعب ومن أجل هذا الشعب سُجن ثمانية عشر عامًا. إنه الشاعر الذي خشيته السلطات، ووصلت أشعاره إلى الزعماء، ومن ينسى الرئيس نيكسون عندما قال عنه نجم: «شرّفت يا نكسون بابا يا بتاع الوتر جيت». كان أحمد فؤاد نجم صديق الجميع، لكنه كان يكره السلطة. هو عاشق جيفارا ومانديلا ونهرو وتيتو، وهو أحد أهم شعراء العامية في مصر، وأحد ثوار الكلمة، واسم بارز في الفن والشعر العربي الملتزم بقضايا الشعب والجماهير الكادحة. ويترافق اسم أحمد فؤاد نجم مع ملحن ومغن هو الشيخ إمام، حيث تلازمت أشعار نجم مع غناء إمام لتعبّر عن روح الاحتجاج الجماهيري الذي بدأ بعد نكسة 67. وُلد أحمد فؤاد نجم لأم فلاحة أمية من المنيا (هانم مرسى نجم) وأب يعمل ضابط شرطة (محمد عزت نجم) وكان ضمن سبعة عشر ابنًا لم يتبق منهم سوى خمسة والسادس فقدته الأسرة ولم يره. التحق بعد ذلك بكتّاب القرية، وقد أدت وفاة والده إلى انتقاله إلى بيت خاله حسين بالزقازيق حيث التحق بملجأ أيتام 1936، والذي قابل فيه عبدالحليم حافظ، ليخرج منه عام 1945 وعمره 17 سنة، بعد ذلك عاد لقريته للعمل راعٍ للبهائم، ثم انتقل للقاهرة عند شقيقه إلا أنه طرده بعد ذلك ليعود إلى قريته، وبعدها بسنوات عمل بأحد المعسكرات الإنجليزية وساعد الفدائيين في عملياتهم بعد إلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية، ودعت الحركة الوطنية العاملين بالمعسكرات الإنجليزية إلى تركها فاستجاب نجم للدعوة وعيّنته حكومة الوفد كعامل بورش النقل الميكانيكي، وفي تلك الفترة قام بعض المسؤولين بسرقة المعدات من الورشة، وعندما اعترضهم اتهموه بجريمة تزوير استمارات شراء كذبًا، مما أدى إلى الحكم عليه 3 سنوات، وفي السجن تعرّف على أخيه السادس (علي محمد عزت نجم) وفي السنة الأخيرة له بالسجن اشترك في مسابقة الكتاب الأول، التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة، وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية «صور من الحياة والسجن».. وبعد خروجه من السجن عُين موظفًا بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية، وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية، وأقام في غرفة على سطح أحد البيوت في حي شعبي، وبعد ذلك تعرّف على الشيخ إمام وسكن معه وارتبط به حتى أصبحا ثنائيا معروفا، واصبحت الحارة ملتقى المثقفين. حصل نجم على المركز الأول في استفتاء وكالة أنباء الشعر العربي، وتعد أعماله من أكثر الأعمال الشعرية قراءة، وتغنى بأشعاره كبار المطربين والمطربات برغم ثوريتها.. لم ينضم إلى حزب سياسي، لكنه انضم عام 2010 إلى حزب الوفد، لكن سرعان ما استقال ثم انضم لحزب المصريين الأحرار. في عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر، التابع للأمم المتحدة سفيرًا للفقراء.