في خضمّ تغريدات مختلفة يعجُّ بها موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، وعدد كبير من «هاشتاقات» بعضها ذات مغزى وهدف وقضية، وبعضها الآخر يفوح سخافة أو عنصرية أو سخرية، يُطالعنا «تويتر» بين الحين والآخر ب»هاشتاقات» لافتة للنظر، مثيرة للإعجاب، جديرة بالمشاركة والمتابعة، أساسها مبادرات إنسانية أخلاقية سلوكية، تحفّز أفراد المجتمع على الاهتمام بمشكلات جديرة بالنقاش، لترفع من مستوى الفكر، وتشجع على الالتفات لقضايا تنفع الناس وتمكث في الأرض، عوضا عن الزَّبد الذي يذهب جفاء. من ضمن هذه المبادرات الجميلة، مبادرةٌ وسْمُها «الذوق العام»، تخاطب أفراد المجتمع بمنطق سليم، وغاية واضحة لا جدال فيها، تنشر بينهم الاهتمام بسلوكيات إنسانية ودودة، وتصرّفات آدمية سويّة، وأخلاقيات كريمة جاء الإسلام ليتمّمها ويحثّ عليها، تعكس تربية عائلية فاضلة، والتزامًا بأنظمة اجتماعية راقية، تنتشر حُسن التصرّف وتبعث على الارتياح بين أفراد المجتمع، وتحفظ الحقوق الإنسانية في بيئة مُحترمة لا يستغل فيها الغني الفقير، ولا يتغوّل القوي فيها على الضعيف، يُوَقَّر فيها الكبير، ويُرْحَم فيها الصغير، وتكرِّس الاهتمام بحقوق أصحاب الحاجات الخاصة، وتنبّه على أهميّة إكرام المرأة وتقديرها وجبر خاطرها من أبواب الدّين والعُرف و «الإيتيكيت». وأرى أن مُبادرات إنسانية سلوكية كمُبادرة «الذوق العام»، من أهم ما يحتاجه المجتمع السعودي، الذي ينتشر فيه سوء السلوك الاجتماعي في الشوارع والمجمّعات التجارية والمؤسسات الحكومية وغيرها، ويتميّز كثير من أفراده باضطرابات في الذوق السليم وتدهور في التصرفات العامة، التي لا يجد بعضها رادعا من قانون أو وازعا من أخلاق، لتُسهم هذه المبادرات الاجتماعية في محاولات ضبط السلوك العام، والارتقاء بالأخلاق الإنسانية والإسلامية، وبخاصة لدى الأطفال والشباب، وهي مبادرات لن تؤدي دورها المنشود مالم يتم دعمها بشكل رسمي من مؤسسات الدولة، وتحويلها إلى مشروع حكومي تتضافر فيه جهود عدد من الجهات التربوية والتنفيذية، ويرعاها الإعلام بقنواته المختلفة، وترافقها أنظمة اجتماعية وإدارية واضحة وصارمة، تحفظ هيبتها بتطبيقها على الجميع دون مُحاباة، كأنظمة المرور وعقوبات التدخين في الأماكن العامة وإلقاء المهملات في الشوارع والتحرّش وغيرها، هذا إن أراد المجتمع تحسُّنا حقيقيا في سلوكيات أفراده، وتطورا إيجابيا في تعاملاتهم الإنسانية، فالله يزَع بالسلطان، ما لا يزَع بالقرآن. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (92) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain