عندما نقول «لا يوجد موقع أو مكان أو بيت أوشارع في الإمارات من أدناها إلى أقصاها، إلا وكان على موعد مع الاحتفال باليوم الوطني الثاني والأربعين للدولة»، فإننا لن نكون مبالغين أبداً، بل هي الحقيقة والواقع التي رسمت ملامح الوطن في كل أرجائه يوم أمس الأول. ولن نكون في موقع المبالغة والتضخيم عندما نقول «لا يوجد شعب في العالم ينتظر هذه اللحظات وهذا اليوم بهذه الصورة، لكي يعبّر عن مكنون أحاسيسه ومشاعره تجاه الوطن بهذه الطريقة وتلك الصورة، بطريقة فطرية، وفي مشهد عفوي وبلا سابق تحضير أو إعداد للتعبير عن حقيقة ذلك الحب، وتلك العلاقة التي تربط بين القيادة والشعب في حب الوطن». عندما ترتفع رايات الوطن على أسقف كل البيوت فإن أحداً لم يطلب من الشعب أن يرفع علم الدولة على بيوتهم، بل تسابق الجميع بالتفنن في وضع علم الإمارات على كل بيت تعبيراً عن الحب والانتماء إلى العلم الذي وحّدنا جميعاً في مثل هذا اليوم قبل 42 عاماً، وعندما يتسابق الجميع على رسم شعار الوطن على الوجوه وعلى السيارات وعلى كل ركن من أركان الوطن، فإن أحداً لم يطلب من الشعب ذلك، وعلى الرغم من الأعباء المالية التي تترتب عليها مثل تلك الممارسات والمظاهر الاحتفالية، إلا أن الجميع كانوا في حالة سباق وتسابق من أجل إظهار مشاعر الحب والولاء والانتماء إلى الوطن الذي يحمل مكانة كبيرة في قلب كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة. وعندما تتسابق المؤسسات والهيئات في الدولة للاحتفال بهذا اليوم وتخصص الموازنات وتتكلف الكثير من الأعباء المالية والإدارية، فإن تلك الصور الحية ليست سوى تجسيد واقعي لحقيقة المشاعر التي تغلف العلاقة بين أبناء الإمارات تجاه وطنهم، علماً بأن أحداً لن يفرض على أي جهة أن تحتفل أو أن تتكبد الخسائر للتعبير عن مشاركتها في احتفالات الدولة، ولكن ولأن العلاقة التي تربط بين أبناء هذا الوطن بكل ما يمثل الوطن علاقة خاصة، ولا يمكن أن يكون له مثيل في أي مكان آخر على هذه المعمورة، نجد أن ما يحدث في الإمارات حالة استثنائية وفريدة من نوعها، لهذا نحن في الإمارات نفتخر بأننا من أسعد شعوب العالم. كلمة أخيرة اليوم الوطني ذكرى يوم فاصل في تاريخنا، واحتفالنا به يعكس مدى الحب والولاء الذي يكنه الإماراتيون لوطنهم الإمارات .. محمد بن راشد آل مكتوم. The post أسعد شعب (3) appeared first on صحيفة الرؤية.