شهاب الدين: البدء بتشغيل مركز جابر الأحمد للطب النووي والتصوير الجزيئي وافتتاحه رسمياً فبراير المقبل * الإعداد لإطلاق مشروع نموذجي آخر يهدف للترويج لاستخدام أنظمة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية المثبتة على أسطح المنازل والمباني عاشور: الجائزة تسعى دائماً للتميز والإبداع في مجالات العلوم المختلفةتحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أقيم صباح أمس حفل توزيع الجوائز وشهادات التقدير على الفائزين بجوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لعام 2012، وقد أناب سموه سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد لحضور الحفل. هذا ووصل ممثل سموه مكان الحفل حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي د.عدنان أحمد شهاب الدين وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة. وشهد الحفل رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم ورئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي وكبار الشيوخ ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد وسمو الشيخ ناصر المحمد ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح وكبار المسؤولين بالدولة. وبدأ الحفل بالنشيد الوطني وتلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها تم عرض فيلم قصير عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ثم ألقى مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي كلمة فيما يلي نصها: نجتمع من جديد برعاية سامية من صاحب السمو الأمير رئيس مجلس إدارة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وحضور كريم من سمو الشيخ نواف الأحمد ولي العهد ممثلا عن سموه لنحتفل بتكريم كوكبة جديدة من العلماء والباحثين الكويتيين والعرب الذين تميزت عطاءاتهم العلمية بالغزارة والابتكار والمساهمة الملموسة في تقدم المعرفة استحقوا بمقتضاها عن جدارة منحهم جوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لعام 2012. فباسم المؤسسة ومجلس إدارتها أتقدم إلى جميع الفائزين بخالص التهنئة داعيا المولى عز وجل ان يكلل أعمالهم دائما بالنجاح وأن يوفقهم في سعيهم الدؤوب لخدمة أوطانهم والإنسانية جمعاء. أيها الحفل الكريم.. استضافت الكويت بعد منتصف شهر نوفمبر من هذا العام الدورة الثالثة للقمة العربية الأفريقية بدعوة كريمة من صاحب السمو الأمير تحت شعار «شركاء في التنمية والاستثمار»، حيث تكللت أعمالها بنجاح باهر أشاد به الجميع بفضل القيادة الحكيمة والرؤية الصائبة لسموه. ولقد جاءت نتائج القمة الملموسة لتعكس النظرة الإنسانية الشمولية المتجذرة في الوجدان الكويتي قيادة وشعبا والمتمثلة في التعاون والتكاتف وحب الخير وتقديم العون للغير والشراكة في تحمل المسؤولية أفرادا ومؤسسات. وما المبادرة الكريمة لصاحب السمو الأمير في جلسة افتتاح القمة إلا ترجمة ساطعة لهذا النهج المبارك الذي جبل عليه أهل الكويت، حيث أعلن سموه عن عزم الكويت تخصيص جائزة مالية سنوية كبرى باسم المرحوم د.عبدالرحمن السميط تختص بالأبحاث والمبادرات التنموية في أفريقيا. ولم يكن إنشاء مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 1976 إلا دليلا ناصعا على تأصل هذه السمات في نفوس أبناء هذا الوطن حين تلاقت فكرة رائدة أطلقها المغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، مع رغبة صادقة لشركات القطاع الخاص المساهمة متمثلة في غرفة تجارة وصناعة الكويت في تحمل مسؤوليتها الاجتماعية نحو تقدم العلوم وبناء مجتمع مؤسس على المعرفة فأثمر هذا التلاقي إنشاء مؤسسة خاصة للنفع العام يوجهها ويشرف على إدارتها مجلس يرأسه صاحب السمو الأمير وتمولها الشركات الكويتية المساهمة باستقطاع ما نسبته حاليا 1% من صافي أرباحها السنوية كجزء من تحملها لمسؤوليتها المجتمعية. ولقد حظيت المؤسسة منذ انطلاقتها بالعناية والاهتمام الفائقين من صاحب السمو الأمير الذي مازال يشملها برعايته ويشرف عليها ويوجهها منذ ان كان رئيسا للوزراء. على ان هذا التميز في الرعاية والدعم يضع المؤسسة أمام تحديات جادة لتحقيق الطموحات المرجوة منها ولتكون أهلا للثقة وهي مسؤولية تحتم على جميع العاملين في المؤسسة ومراكزها العلمية ان يستشعروها دائما وان يوصلوا سعيهم لتحقيق المزيد من الإنجازات الملموسة بكفاءة أكبر وفعالية أعظم ترقى لرؤية رئيس وأعضاء مجلس إدارتها وما ينشده جمهور المستفيدين من أنشطتها وما يتطلع إليه المانحون من القطاع الخاص الذين ائتمنوا المؤسسة على تعظيم العائد من مساهماتهم بما ينفع المجتمع. أيها الحفل الكريم، ان ما حققته الكويت من التقدم وازدهار يستلزم لاستدامته ان يؤسس على الإرث الإنساني المتزايد للمعرفة وتطبيقاتها التقنية التي تتضاعف أبعادها وتتوسع آفاقها بتسارع مذهل لا يدع لنا مجالا للتراخي ويوجب علينا العمل المتواصل في نشر ثقافة العلم لدى جميع أفراد المجتمع وتشجيع الناشئة والشباب منهم على الانخراط في العلم والإعلاء من شأن المعرفة ودعم العلماء والباحثين ورعاية الموهوبين والمبدعين. وهو الأمر الذي مازالت المؤسسة تسعى حثيثا للمساعدة على تحقيقه، حيث واصلت تنفيذ برامجها في إطار خطتها الاستراتيجية الخمسية في عامها الثاني مع الحرص على انتقاء أنشطتها واستحداث مشاريع جديدة تعود بالمنفعة على قطاعات عريضة من جمهور المستفيدين منها، أذكر أهمها في هذا العام: أولا: البدء بتشغيل مركز جابر الأحمد الصباح للطب النووي والتصوير الجزيئي بالتعاون مع وزارة الصحة وجامعة الكويت وهو أحدث مركز علمي أنشأته المؤسسة يوفر خدمة عالية الجودة في التشخيص الطبي لبعض الأمراض المستعصية كأورام الدماغ والسرطان وأمراض القلب، كما يوفر مختبرا أكاديميا مميزا للتعليم والتدريب والبحث العلمي خاصة فيما يتعلق بدراسة خصائص وتأثير العقاقير المستحدثة لمعالجة العديد من الأمراض. والمؤسسة تتطلع لافتتاحه رسميا في احتفالات الكويت بعيدها الوطني في فبراير المقبل. ثانيا: وسعيا منها للمساهمة في تحقيق رؤية صاحب السمو الأمير في التوسع في استخدامات الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في الكويت باشرت المؤسسة بتنفيذ مشروعها النموذجي لتزويد بعض المباني العامة كجمعيتي الزهراء وكيفان التعاونيتين بأنظمة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، حيث ينفذ هذا المشروع بالتنسيق مع اتحاد الجمعيات التعاونية. كما يجري الإعداد لإطلاق مشروع نموذجي آخر يهدف للترويج لاستخدام أنظمة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية المثبتة على سطوح المنازل والمباني وسيشمل المشروع في مرحلته الأولى 150 منزلا في عدد من المناطق السكنية النموذجية، ويهدف هذان المشروعان اللذان ينفذان بالتعاون مع وزارة الكهرباء والماء ومعهد الكويت للأبحاث العلمية إلى تخفيض الحمل الكهربائي عند الذروة وتوفير الوقود من النفط والغاز بما يعود بالمنفعة الاقتصادية للدولة والمواطنين والصناعة المحلية. ثالثا: مشروع توسعة المركز العلمي، حيث يتم حاليا إعداد التصاميم الهندسية للمشروع الذي سيتضمن مركزا للدلافين ودارا جديدة للاستكشاف تضاف إلى ما يوفره المركز من تعليم ترفيهي مما سيضاعف من اعداد الزوار والمستفيدين والتي بلغت حوالي 8 ملايين منذ إنشائه. رابعا: استكملت المؤسسة خلال هذا العام دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لمشروع إنشاء جامعة الكويت الافتراضية، حيث يهدف المشروع الى ان تسهم هذه الجامعة في تقديم خدماتها مستقبلا لعشرات الآلاف من أبناء الكويت ومئات الآلاف من أبناء الدول العربية الذين تحول الطاقة الاستيعابية لمؤسسات التعليم العالي او ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية دون استكمال دراستهم الجامعية أو تحصيل المزيد من المعارف والمهارات. كما ضاعفت المؤسسة في السنوات ال 3 الأخيرة من عدد مشاريع البحوث التي تمولها ليصل عددها إلى أكثر من 60 مشروعا عام 2012، حيث تضاعفت القيمة الإجمالية لهذا الدعم للفترة نفسها بأكثر من 3 أضعاف. كما باشرت المؤسسة هذا العام بتقديم دعم مالي جزئي لمساعدة عدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة لإتمام الدراسات والبحوث الخاصة بتطوير منتجاتها وخدماتها. وفي الختام.. لا يسعني إلا ان أتقدم بوافر الشكر وعظيم التقدير إلى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لتفضله برعاية هذا الحفل والشكر موصول لسمو الشيخ نواف الأحمد ولي العهد ممثل صاحب السمو الأمير، كما أشكر الحضور الكرام على تلبية الدعوة وأكرر التهنئة للفائزين مشفوعة بالأمنيات الصادقة بأن يتواصل عطاؤهم ونجاحهم. بعد ذلك تم عرض فيلم قصير عن جوائز المؤسسة وألقى د.أحمد صقر عاشور كلمة الفائزين بجوائز المؤسسة فيما يلي نصها: إن من دواعي سعادتي ان أتشرف بإلقاء كلمة الفائزين في حفل تكريم الحاصلين على جوائز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لعام 2010. لقد درجنا على مجلات الكويت من (العربي الصغير) فمجلة (العربي) الى مجلة (العلوم) الترجمة الرائعة للمجلة العالمية الأميركية (ساينتيفيك أميريكان). كذلك كثيرا ما كنا ننهل مما تقدمه السلسلة المتميزة (عالم الفكر) التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. لقد جاء إنشاء مؤسسة الكويت للتقدم العلمي سنة 1976 لحرص دولة الكويت الدائم على إعلاء مكانة الثقافة والعلوم فكانت جائزة الكويت للتقدم العلمي ثمرة لذلك. فهذه الجائزة كانت دائما تسعى للتميز والإبداع في مجالات العلوم المختلفة حتى أضحت بحق (نوبل العرب) فاختيار موضوعاتكم المعلن عنها وتشكيل لجان فحص الأبحاث المقدمة يدلان على مدى المصداقية والشفافية التي تتمتع بها هذه الجائزة الرفيعة التي يسعى إليها الباحثون وتشرف كل من يحصل عليها وتشهد له بالتميز والتفرد في مجال تخصصه. ولا يسعني في هذه المناسبة التي تشرفت بها إلا ان ارفع باسمي وباسم زملائي الفائزين بالجوائز أصدق آيات الشكر والعرفان لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لشموله هذا الحفل برعايته السامية واهتمامه الكبير. كما أتوجه بالشكر إلى القائمين على مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وعلى رأسهم مديرها العام والعاملون في مكتب الجوائز على ما شملونا به من حفاوة وتكريم وعلى التنظيم المميز لهذه الاحتفالية التكريمية. اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما وانفعنا بما علمتنا وانت السميع المجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم تفضل ممثل سموه بتقديم الجوائز وشهادات التقدير على الفائزين بجوائز المؤسسة لعام 2012 وتم تقديم هدية تذكارية لممثل سموه بهذه المناسبة. وقد غادر ممثل سموه مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.