قال سعيد علي بن رضا، الرئيس التنفيذي للقرية العالمية، إن دبي أصبحت مركزاً لصناعة "الترفيه" في منطقة الشرق الأوسط معتمدة في ذلك على بنية تحتية قوية في هذا القطاع، ويأتي على رأس الهرم لهذه الصناعة "القرية العالمية"، والتي ينضوي تحت مظلتها أجنحة ل 65 دولة تقدم تراث وثقافة شعوبها على مدار 161 يوماً . وتوقع ابن رضا، أن تحتل الإمارة خلال السنوات الخمس المقبلة مركزاً عالمياً متقدماً على خريطة هذه الصناعة، معتمدة في ذلك على رؤية ثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، تجلت في الأفكار الجديدة مثل مشروع "مدينة محمد بن راشد"، الذي يكمل منظومة دبي المستقبلية المرتكزة على قطاع السياحة والترفيه كقاطرة نمو للإمارة مستقبلاً . وأشار إلى أن القرية تحرك أنشطة اقتصادية (سياحية وتجارية)، تسهم ب 5 .1% من دخل الإمارة، حيث تتعاون "القرية" مع ما يزيد على 500 شركة لتنفيذ أنشطة الموسم الحالي . وقال سعيد بن رضا إن القرية العالمية تعد أحد أبرز معالم هذه الصناعة بدبي، حيث إن الكثير من الشركات السياحية أصبحت تضع القرية العالمية على خريطة الأماكن التي ترفد بها الوفود والأفواج السياحية القادمة لدبي والتي تشكل 30% من زوار القرية، مشيراً إلى أن هناك إمكانية أن تتحول القرية العالمية إلى شركة مستقلة لها وجودها في المحيط الإقليمي والخارجي، عبر تكرار التجربة في الدول المجاورة، وهذه الفكرة تحت الدراسة من قِبَل الشركة الأم وهي "تيكوم للاستثمار" . وأشار سعيد بن رضا إلى أن القرية العالمية لها دور رئيس في التنشيط السياحي بالإمارة، حيث نجحت في أن تكون عاملاً مؤثراً في زيادة السياحة الداخلية عبر زيادة نسبة الإنفاق من قبل الزوار، كما أنها أصبحت عاملاً مؤثراً على جدول الرحلات الخاص بوكلاء السياحة والسفر الذين ينظمون رحلات إلى دبي، حيث يدرج هؤلاء القرية العالمية ضمن على رأس الأماكن المفترض زيارتها بدبي . وفي ما يلي نص الحوار: بدايةً كيف ترى دبي بالنسبة لصناعة الترفيه بالمنطقة والعالم؟ - دبي تأتي في المركز الأول بالنسبة لصناعة الترفيه في الشرق الأوسط، كما أن من المتوقع أن تحتل الإمارة خلال السنوات الخمس المقبلة مركزاً متقدماً على خريطة هذه الصناعة، وذلك على مستوى العالم، حيث استطاعت دبي أن توفر بنية تحتية خاصة بهذه الصناعة غير موجودة في أي من البلدان المجاورة . ماذا عن دور القرية العالمية في التنشيط السياحي والتجاري للإمارة؟ - نجحت القرية العالمية في أن تكون عاملاً مؤثراً في زيادة السياحة الداخلية عبر زيادة نسبة الإنفاق، حيث أضحت عاملاً مؤثراً في جدول الرحلات الخاص بوكلاء السياحة والسفر الذين ينظمون رحلات إلى دبي، حيث يدرجون القرية العالمية ضمن أهم الأماكن المفترض زيارتها بدبي، فنسبة لا تقل عن 30% من زوار القرية، هم وفود سياحية تأتي من خارج الدولة، بالإضافة إلى أن "القرية" تحرك أنشطة اقتصادية وتجارية بما يوازي 5 .1% من دخل إمارة دبي . ما الجديد الذي قدمته القرية العالمية لزوارها هذا الموسم؟ - بدأت القرية العالمية في إظهار قدرتها على التفرد والتميز عبر موسمها السابع عشر وعبر استضافتها لاحتفالات عيد "الاتحاد"، حيث استضافت القرية العالمية العديد من الفرق الفنية والمطربين والشعراء، وتحاول العروض الاعتماد على كل تقنيات حديثة تستخدم لأول مرة ستكون محل إعجاب وانبهار من كل الجمهور من جميع الجنسيات . ماذا يمثل لكم أن تكونوا الواجهة الرئيسية للاحتفال بالعيد الوطني؟ - الاحتفال بالعيد يعد إنجازاً حقيقياً لنا ونفتخر باحتضان مثل هذا الحدث الذي يعبر عن العيد الوطني ويحمل بين طياته رسائل نعتز بتوصيلها للعالم، حيث تفتخر القرية العالمية بكونها الوجهة الرئيسية في دبي للإحتفال باليوم الوطني الحادي والأربعين من خلال إقامة "مهرجان الاتحاد"، ما يساهم في تعزيز التلاحم والتماسك الاجتماعي والوطني وتدعيم المسيرة الحضارية لدولة الإمارات باعتبارها صاحبة أرقى تجربة إنسانية عبر احتضانها لحوالي 200 جنسية تعيش في وئام واستقرار وأمان، وتشمل الاحتفالات سلسلة متنوعة من الفقرات التراثية والعروض الفنية والوطنية التي تعكس تاريخ الدولة ونشأة اتحادها وتطورها وتسليط الضوء خلالها على القيم والعادات والتقاليد والتراث الإماراتي الأصيل وسط اجواء تعبق بروح وروعة الاتحاد . كيف ترون منافسة دبي لاستضافة معرض إكسبو ،2020 وما الدعم الذي تقدمه القرية للملف؟ - إن القيادة الحكيمة والبيئة العملية المتطورة والاستثمار المستدام في البنية التحتية كانت هي أهم العوامل التي أسهمت في ترسيخ مكانة دبي الريادية في قطاع الأحداث والفعاليات الدولية وهو ما دفع عددا من كبرى شركات إدارة الأحداث والفعاليات في العالم إلى إقامة الفعاليات في الامارة التي أصبحت من أهم الوجهات المفضلة لعقد المعارض والمؤتمرات على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، ونحن نقوم بواجبنا بتعريف كل شركائنا سواء شركات أو وفود أجنبية أو أجنحة دول بالإمكانيات الكبيرة لدولة الإماراتولدبي . ما توقعاتكم للموسم الحالي بالنسبة لأعداد الزوار وحجم المبيعات؟ - نتوقع أن يتعدى عدد الزوار 5 ملايين، حيث حققت القرية العالمية ما يقارب مليوناً ونصف المليون زائر منذ افتتاحها وحتى الآن، حيث زدنا عدد الأيام خلال هذه الموسم حتى أنه أصبح الموسم الأطول في تاريخ القرية العالمية . ويتوقع أن يبلغ حجم المبيعات بالقرية العالمية 7 .1 مليار درهم، وذلك بالمقارنة ب 5 .1 مليار درهم حققتها القرية العالمية في الموسم الماضي . كم عدد الدول المشاركة بأجنحة القرية العالمية وتوقعات المشاركة خلال السنوات المقبلة؟ يوجد أكثر من 37 جناحاً تمثل ثقافة وتراث 65 دولة، وتوجد طلبات كبيرة لافتتاح أجنحة أخرى ولكن الأمر يخضع للتدقيق الفني من قبل إدارة القرية، حيث لابد من شروط يجب توافرها في الجناح الجديد، فلابد أن تكون قيمة مضافة للقرية، ونتوقع ان يزيد هذا العدد العام المقبل حيث تشهد القرية العالمية على بعد آخر مشاركات جديدة من دول مختلفة . كيف يتم اختيار العروض التي يتم تقديمها بالقرية؟ - نحن نقوم بالبحث عن العروض الأشهر والأكثر إغراء لزوارنا في العالم من خلال التعاون مع شركات متخصصة في مجال الترفيه، ثم نقوم بتقييم هذا العرض من قبل لجنة خاصة بنا وذلك للوقوف على مدى استجابة زوار القرية مع هذا العرض الجديد وكم من الزوار سوف يستقطب هذا العرض الجديد؟ وهل سوف يحقق جداوه الاقتصادية من عدمه؟ وهناك عدد كبير من العروض الفنية التي تتميزها بها القرية هذا العام، ما سوف يسهم في زيادة نسبة الإقبال على القرية في موسم الاحتفال بالعيد الوطني . هل تختلف الأجنحة فيما بينها من ناحية العروض والأنشطة؟ - إقامة العروض الفنية وبناء مسارح خاصة بالأجنحة يرجع لمنظم الجناح ولا يوجد أي فرض من القرية العالمية على مثل هذا الأمر، حيث يعبر المسرح عن تراث الدولة المقامة عليها، وهذا العام هناك توسع كبير في المسارح فعدد قليل جدا من الأجنحة لا توفر مسرحاً وهو أمر عادي وليس إلزامياً، الأجنحة النشطة مرتبطة بثقافة الدولة ومرتبطة بالجالية ومدى وجودها وبمدى سهولة أو صعوبة قدوم العارضين من الدول الأخرى، وهو السبب الذي يفسر لماذا لا يوجد جناح لدولة عظمى مثل أمريكا، وهو ما يفسر نجاح الجناح المصري واللبناني بشكل كبير في القرية، حيث توجد جالية كبيرة، كما أن الجناح نفسه يمتاز بتهيئة المناخ الثقافي الخاص بالجالية التابع لها، ما يجعله جاذباً لهذه الجالية وغيرها من الجاليات التي تحب مشاهدة ثقافات البلدان الأخرى، وبخاصة أن هناك أكثر من 65 دولة موجودة في القرية العالمية عبر هذه الأجنحة والمشاركين فيها . هل اختلفت أسعار التأجير بالنسبة للقرية العالمية؟ وما نسبة الإشغال الحالية؟ - حافظت إدارة القرية على أسعار مساحات التأجير مقارنة بالعام الماضي التزاماً منها بتوفير احتياجات المشاركين بأسعار معقولة، حيث إن النجاح الكبير الذي تشهده القرية العالمية سنوياً يزيد من أعباء المسؤولية وتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات مع كل دورة من دورات هذا الصرح الحضاري المتميز وذلك من خلال استقطاب أضخم الفعاليات العائلية وأكثرها جذباً لجمهور القرية العالمية المتعدد الأذواق والجنسيات، وتم تأجير كل المساحات في القرية العالمية حيث بلغت النسبة 100% (إشغال كامل)، بل إننا زدنا المساحات وتنقسم تلك المساحات إلى تقسيمات معينة مثل الأجنحة والأكشاك ومنطقة الألعاب الترفيهية والمطاعم وغيرها . هل هناك مساحات جديدة أضيفت للقرية وبالخاصة بالنسبة للعروض الفنية؟ - القرية أضافت مساحات تجارية ومساحات للعروض أيضاً، فهناك مجموعة من المسارح ومنها مسرح العالم الذي يتسع ل3000 فرد في وقت واحد ومسرح الثقافة العالمي في الهواء الطلق ويقدم العروض الثقافية الأصيلة ومسرح المدينة الذي تم تأسيسه ليتيح الفرصة للفنانين والمجموعات والمدارس المحلية لعرض مواهبهم، إضافة إلى خيمة الفعاليات التي تتسع لأكثر من 500 شخص للعروض من مختلف أنحاء العالم . ماذا عن العروض المائية التي تقدمها القرية؟ - لدينا عروض مائية يتم تقديمها في منطقة النافورة التي تم تصميمها لتقديم لوحات فنية مائية ويبلغ ارتفاع النافورة 25 متراً على مساحة عرض تصل إلى 15 متراً، وتشمل الفقرات الاستعراضية عروض الليزر والشاشة المائية التي يبلغ طولها 20 متراً، كما أن النافورة تقدم 6 عروض يوميا لمدة 5 دقائق للعرض على الطراز العربي والأوروبي والهندي . كم وصل عدد الألعاب الموجودة بالقرية العالمية؟ وهل تم رفع أسعارها مؤخراً؟ - تضم القرية ما يزيد على 55 لعبة ترفيهية متنوعة تناسب الكبار والصغار من مختلف الأعمار، إضافة إلى الألعاب الجديدة التي أضيفت لأول مرة، لم تشهد الأسعار أي زيادة خلال الموسم الحالي . ماذا عن التأشيرات التي أصدرتها القرية خلال الدورة الحالية؟ - هناك الالاف من التأشيرات التي أعطتها القرية للمستثمرين والتجار والافراد، كما أن ادارة القرية استخرجت بالتعاون مع الجهات الحكومية 10 آلاف بطاقة دخول لموظفين وعاملين يعملون بالقرية، حيث قدمت جميع الدوائر الحكومية الكثير من التسهيلات للمشاركين والحرص على سلامة الزوار، ومنها على سبيل المثال لا الحصر إدارة الجنسية والإقامة بدبي التي تعمل على تسهيل إجراءاتهم . كيف تتجاوب إدارة القرية مع متطلبات زوارها؟ وهل تتفاعل معهم؟ - القرية شهدت تغييرات كبيرة تتماشى مع متطلبات الزوار وملاحظاتهم التي وردتنا العام الماضي، وتم تعديل وإضافة الكثير من المرافق التي تسهل على الزوار قضاء تجربة تسوق وترفيه متكاملة، حتى الفئات الخاصة لم تنسهم القرية، فتصميم القرية يراعي ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن . ما هي معايير السلامة في القرية؟ - وفرت القرية العالمية كل معايير الأمن والسلامة للزوار من كل أماكن وبوابات الدخول والخروج، كما أن كل المحال التجارية بالقرية مؤمنة، واهتممنا أكثر بالاطفال، حيث يوزع "سوار الأمان" الذي يكتب عليه اسم الطفل ورقم هاتف ذويه للاتصال بهم في حال الطوارئ، الذي يثبت على معصم كل طفل من عمر سنة وحتى 13 عاماً . ما الدعم الذي تقدمه "القرية" لشباب المواطنين من رواد الأعمال؟ - نحن نقوم بمساعدة مؤسسات مثل محمد بن راشد لدعم وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فنحن لدينا 120 كشكاً، نؤجر منها 40 كشكاً للمؤسسة بتخفيض 50%، كما نقدم الدعم أيضاً لمؤسسات إنسانية أخرى عاملة بالدولة . هل هناك مشكلات في مواقف السيارات وبخاصة في أوقات الذروة؟ - لدينا ما يزيد على 17 ألف موقف للسيارات، ولا يوجد لدينا أي مشكلات حتى في أوقات الذروة، حيث المواقف تستوعب كل زوار القرية من خلال تنظيم الدخول والخروج من القرية . ماذا عن السحوبات والعروض الترويجية التي تقدمها "القرية"؟ - "القرية العالمية" تقوم بعمل الكثير من السحوبات والعروض الترويجية منها سحب على سيارة شيفروليه يشترك فيه الزائر بمجرد شراؤه لتذكرة بقيمة 10 دراهم، وفازت بالسحب الأول إحدى المواطنات الإماراتيات .
