رفض الفلسطينيون أفكاراً طرحها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الخميس، بشأن ترتيبات أمنية في إطار اتفاق سلام محتمل في المستقبل مع "إسرائيل" . وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم نشر اسمه ورفض أن يوضح هذه المقترحات، إن كيري قدم المقترحات للرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد أن بحثها بشكل منفصل مع رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو . وأضاف أن "الجانب الفلسطيني رفضها لأنها ستؤدي فحسب إلى مد أجل الاحتلال واستمراره" في الضفة الغربية . وقال كيري، للصحفيين عقب لقائه عباس مدة ثلاثة ساعات في رام الله أمس الخميس: "ناقشنا قضايا أمنية في المنطقة، أمن "إسرائيل" وأمن دولة فلسطين المستقبلية" . وأعلن كيري إحراز "بعض التقدم" في مباحثاته مع الجانبين، مشدداً على أن هدف المفاوضات الجارية "إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة للفلسطينيين، يعيشون فيها بسلام وجنباً إلى جنب مع دولة "إسرائيل"" . وأكد كيري أن تحقيق السلام مصلحة مشتركة، مشدداً على ضرورة الاتفاق على "مسائل جادة متعلقة بالأمن وقضايا المدى البعيد حول إنهاء الصراع بشكل نهائي وللأبد" . وذكر أنه سيعاود الاجتماع مع نتنياهو على أن يعود للمنطقة في غضون 10 أيام لاستكمال المباحثات . وكان كيري تحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو عن تقدم في المفاوضات بين "إسرائيل" والفلسطينيين، وأن الجانبين ملتزمان بالعملية التفاوضية . وأردف كيري "نحن ملتزمون بأمن "إسرائيل"، وقد التقيت أنا والجنرال الأمريكي جون ألين مع نتنياهو وقادة الجيش "الإسرائيلي"، وطرحنا مقترحات في الموضوع الأمني وسنستمر في هذه المحادثات صباح غد (اليوم الجمعة)، وليس لدينا خلافات في الموضوع الأمني والسلام الدائم في المنطقة، والعلاقة بين "إسرائيل" والولاياتالمتحدة غير قابلة للكسر" . وأكد كيري في بيان مشترك مع نتانياهو ان "أمن إسرائيل" على رأس جدول أعمالنا في هذه المفاوضات"، مجدداً "الالتزام الكبير بأمن "إسرائيل"" لدى الإدارة الأمريكية . وأضاف أن "الولاياتالمتحدة ستقوم بكل ما في وسعها لضمان إنهاء برنامج إيران النووي لإمكانات التسلح" . من جانبه، قال نتنياهو إن "إسرائيل" مستعدة لسلام تاريخي مع الفلسطينيين يستند إلى حل الدولتين للشعبين، وثمة حاجة إلى مفاوضات حقيقية وليس بتوجيه أصابع اتهام وافتعال أزمات، وفي أي اتفاق ستضطر "إسرائيل" إلى الحفاظ على قدرتها للدفاع عن نفسها وبقواها الذاتية"، في إشارة إلى رفضه لتواجد قوات دولية في الضفة الغربية بدلاً من القوات الاحتلال . وتشير تقارير إعلامية "إسرائيلية" إلى ان المفاوضات متعثرة بسبب مطلب "إسرائيل" السيطرة على غور الأردن وأجواء الضفة الغربية بعد قيام دولة فلسطينية فيما يرفض الفلسطينيون ذلك ويعتبرون أن إجراءات أمنية كهذه تنتقص من السيادة الفلسطينية . الى جانب ذلك حذر الرئيس السابق لجهاز الأمن العام "الإسرائيلي" (الشاباك)، يوفال ديسكين، من عواقب عدم التوصل إلى اتفاق سلام "إسرائيلي" - فلسطيني وقال إن ذلك أخطر من القضية النووية الإيرانية، ودعا إلى تشكيل حكومة "إسرائيلية" من أحزاب تؤيد السلام بدلاً من حكومة اليمين الحالية . (وكالات)