تختزن الدورة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي ينطلق مساء اليوم، الكثير من الوعود المستقبلية المبهجة للسينمائيين الإماراتيين والخليجيين والعرب، فبالرغم من الطابع الدولي للمهرجان، إلا أن زخم الأفلام العالمية لمشاركة فيه، لم يؤثر على خيارات المهرجان وتوجهاته في عرض واستقطاب التيارات السينمائية المستقلة والأقرب للتصنيف الفني مقارنة بالهوى والمطلب الجماهيري، وهو الأمر الذي بدا واضحا أيضا في توجه المهرجان لتخصيص مسابقة مستقلة للأفلام المحلية والعربية، ولتلك الأفلام القادمة من أفريقيا وآسيا، ضمن خارطة بصرية متعددة الأنساق والرؤى والاتجاهات الإبداعية التي تحظى بنصيب متوازن من الاهتمام الإعلامي المكثف في أروقة المهرجان. ولعل وجود الشاعر والسينمائي الإماراتي مسعود أمر الله، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي، وسط هذا الكرنفال البصري شديد الثراء والتنوع، هو وجود يخدم السينمات المجهولة أيضا، والمواهب الشابة التي استطاعت خلال السنوات العشر الفائتة أن تفصح عن قدراتها الإخراجية المتميزة، بعد انطلاقتها المبكرة والواعدة في مهرجان دبي السينمائي الذي عمل ضمن خطة منهجية على اكتشاف وتبنّي واحتضان وتمويل هذه الأفكار والمشاريع السينمائية وهي ما زالت في بداية تعرّفها على مناخات السينما الاحترافية. وفي الحوار التالي مع مسعود أمر الله نحاول تلمّس ورصد القفزات النوعية التي وصل إليها المهرجان في احتفاليته بالدورة العاشرة، مقارنة بالسنوات الأولى، والتي كان لمسعود أمر الله دور وافر وملحوظ في تأسيس خطها البياني المتصاعد سواء من حيث عدد الأعمال المشاركة، وطبيعتها الفنية الناضجة، والتحولات التنظيمية الكبيرة والمفصلية في أقسام وبرامج ومسابقات المهرجان المختلفة. دلالات الأرقام يقول أمر الله: "لا شك أن وضع مقارنات فنية وتنظيمية بين ما يحققه مهرجان دبي السينمائي، وهو يحتفل اليوم بدورته العاشرة وبين دورته الأولى أو الثانية، هي مقارنات تتأسس على ضرورة الوعي بأهمية التوسع والتطور والانتشار، وخلق اسم وحضور مميز بين المهرجانات العديدة في الوطن العربي والشرق الأوسط". ويضيف أن مهرجان دبي السينمائي "بات اليوم أكثر قربا وإخلاصا للسينما الفنية المستقلة وأكثر انحيازا للنتاجات المحلية والعربية"، مشيراً إلى أن "مقارنة إحصائية بسيطة يمكن أن تعكس مدى التطور الكمي والنوعي في حجم وطبيعة الأفلام التي قدمها المهرجان"، لافتاً إلى أن الدورة الأولى شهدت مشاركة 74 فيلما فقط ، بينما هناك ما يقارب ال 180 فيلما في الدورة الحالية، تم اختيارها من بين 3700 فيلم تقدم للمشاركة في الدورة الحالية. ... المزيد