فجّر انتحاري سيارة مفخخة، أمس، عند مدخل مجمع وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء، قبل أن تندلع اشتباكات مع مسلحين اقتحموا مباني تابعة للمجمع، ما أسفر عن 25 قتيلاً وعشرات الجرحى، فيما تفقد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، المجمع بعد الهجوم، وطلب تشكيل لجنة تحقيق ترفع تقريراً أولياً في غضون 24 ساعة. وتفصيلاً، أكدت وزارة الدفاع أنها استعادت السيطرة على مجمع المباني التابع لها بعد أن «تم التعامل مع معظم المجموعة المسلحة» التي اقتحمت خصوصاً المستشفى العسكري في المجمع و«القضاء عليها». وأشارت في رسالة نصية لموقعها الإلكتروني إلى مقتل 20 شخصاً على الأقل في الهجوم، قبل أن يؤكد مصدر امني لوكالة «فرانس برس» ارتفاع الحصيلة إلى 25 قتيلاً. «التعاون الخليجي» يدين الهجوم دانت دول مجلس التعاون الخليجي الهجوم الانتحاري الذي استهدف، أمس، مجمع وزارة الدفاع اليمنية. ووصف الأمين العام للمجلس، عبداللطيف الزياني، الهجوم بأنه «عمل جبان يتنافى مع كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية». وأضاف أن هذا العمل جريمة تستهدف زعزعة أمن اليمن واستقراره. ويحمل الهجوم بصمات تنظيم القاعدة الذي سبق أن نفذ عدداً من الهجمات المثيرة بهذه الطريقة. وذكر مصدر أمني لوكالة «فرانس برس» أن السلطات أغلقت منطقة وزارة الدفاع بشكل كامل، فيما شوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان لإخراج القتلى والجرحى. وأكد المصدر أن التفجير الانتحاري وقع عند المدخل الغربي لمجمع مباني وزارة الدفاع، وبالتحديد أمام المستشفى العسكري. وأفاد المصدر بأن «سيارة أخرى اتجهت إلى وزارة الدفاع بعد الانفجار واشتبك مسلحون على متنها مع حراس الوزارة». وأشار مصدر امني آخر إلى أن مسلحين من خارج مجمع وزارة الدفاع كانوا بدورهم شاركوا في الاشتباكات، فيما تمكن المسلحون من السيطرة مؤقتاً «على بعض المقار التابعة للمجمع» من بينها مبنى المستشفى. بدوره، اكد موقع وزارة الدفاع أن الانفجار استهدف المستشفى العسكري، وان «سيارة تحمل عدداً من الأفراد قد دخلت إلى المبنى بعد الانفجار». وأفاد الموقع أنه «تم التعامل مع معظم المجموعة المسلحة والقضاء عليها في نطاق المستشفى، وأن الوضع تحت السيطرة». وأكد مصدر طبي لوكالة «فرانس برس» أن بين قتلى الهجوم على المستشفى العسكري ستة أطباء أجانب، من بينهم فنزويلي وفلبينيتان. وأكد المصدر أيضاً أن بين الأطباء القتلى ثلاثة يمنيين من بينهم جرّاحة، إضافة إلى خمسة مرضى يمنيين لقوا حتفهم من بينهم قاضٍ. كما ذكر مصدر أمني أن شقيق رئيس الجمهورية كان موجوداً في المستشفى ولم يتعرض لأذى. وظلت اشتباكات متقطعة تدور داخل المجمع، وعزتها مصادر أمنية إلى تحصن عدد قليل من المسلحين داخل مسجد المجمع. كما سقطت في وقت لاحق قذائف صاروخية في باحة مجمع وزارة الدفاع. وقام رئيس الجمهورية، عبدربه منصور هادي، بزيارة إلى مجمع الوزارة، وترأس اجتماعاً للقادة العسكريين داخل المجمع. وبحسب الإعلام الرسمي، طلب هادي تشكيل لجنة تحقيق ترفع تقريراً أولياً في غضون 24 ساعة. ونفذ الجنود عمليات تمشيط في المجمع العسكري الضخم الواقع بالقرب من الوسط التاريخي للعاصمة اليمنية. من جهتهم، أكد جنود جرحى أن سلسلة انفجارات وقعت داخل المباني التي سيطر عليها المسلحون قبل أن تستعيد الشرطة العسكرية وقوات أخرى تابعة لوزارة الدفاع السيطرة على المكان. وذكر احد الجنود أن «الجيش قصف بيتاً قريباً في صنعاء القديمة، استخدمه مسلحون لاستهداف مجمع وزارة الدفاع». واستمرت الاشتباكات لفترة خارج نطاق مجمع وزارة الدفاع. وذكرت مصادر أمنية متطابقة إلى أن الهجوم والاشتباكات اسفرا أيضاً عن عشرات الجرحى الذين نقلوا إلى مستشفيات مجاورة. وبث التلفزيون اليمني صوراً لجثث متفحمة وأشلاء جثث أمام مباني مجمع وزارة الدفاع مؤكداً أنها جثث «عناصر إرهابية». وبدا حجم الدمار كبيراً نسبياً في المكان.