ذكرت دراسة أمريكية أن الشقيق الأكبر سناً في العائلة يعاني ارتفاع ضغط الدم بسبب أشقائه الأصغر سناً . وقال الباحث، وو زانغ، من جامعة برانديس، في ولاية ماساسوشتس الذي شارك في كتابة الدراسة المنشورة في دورية (إكونوميكس إند هيومان بايولوجي) الأمريكية "في العائلة الكبيرة، قد يؤثّر عدد الأشقاء الأصغر سناً في ضغط دم الأكبر سناً" . وأوضح الباحث أن "الأطفال يشعرون بالتوتر عندما يعلمون بولادة شقيق أصغر ينافسهم على اهتمام الوالدين"، مشيراً إلى أن "ازدياد عدد الأشقاء الأصغر سناً يعني ازدياد أعباء الأكبر سناً" . قام الباحثون من جامعة برانديس بدراسة على 374 راشداً، فاستنتجوا أن الشقيق الأصغر سناً يمكنه أن يتسبب برفع ضغط الدم لدى شقيقه الأكبر سناً بنسبة تتراوح بين 3% و9 .5%، في حين تسبب الشقيقة الأصغر سناً رفع ضغط الدم بنسبة 8 .3% . كما وجدوا أن سن الأشقاء وعددهم وجنسهم وترتبيهم في الأسرة له علاقة بطريقة تعامل الوالدين مع أولادهم، ما يؤثّر بالتالي في السلامة النفسية لهؤلاء الأولاد . من جهة ثانية، أظهرت دراسة أن الأشخاص الذين لديهم أشقاء أو شقيقات يعانون تدنياً في مستوى الذكاء يكونوا أكثر عرضة من غيرهم للشعور بالكآبة خلال حياتهم . وبحسب الدراسة التي نشرت في "مجلة علم النفس العائلي" فإن الأشخاص الذين لديهم أشقاء أو شقيقات يعانون هذه الحالة يزداد شعورهم بالكآبة بنسبة 63% . كما تبيّن من الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة وسكونسين - مادسين أن الذين لديهم أشقاء أو شقيقات يعانون هذه المشكلة يعيشون في الغالب بالقرب من هؤلاء ولكن من دون أن يعني ذلك أنهم مرتبطون بهم عاطفياً . وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد الاطلاع على دراسة استغرقت 46 سنة تطرقت إلى الحالة النفسية والعقلية ل 351 شخصاً لديهم ما لا يقل عن شقيق أو شقيقة يعاني التخلف العقلي . وقالت جولي لاوندز تايلور التي أعدت الدراسة "أظهرت الدراسة التي أعددناها مدى حاجة العائلات التي لديها أشخاص يعانون الأمراض العقلية وخصوصاً الأشقاء والشقيقات إلى الانتباه لحالتهم النفسية أيضاً خلال مراحل حياتهم من أجل البقاء في حالة عقلية ونفسية سليمة" . وفي هذا السياق توصل بحث هولندي إلى استنتاج مفاده ان فترة عامين هي أفضل فاصل زمني بين الولادات لتربية أطفال أذكياء . وحسب الدراسة التي أعدها باحثون من جامعة "روتردام" بهولندا، فإن الأطفال الذين ولدوا قبل عامين من ولادة شقيق آخر، هم أكثر ذكاء، ويسجلون درجات أعلى باختبارات الرياضيات والقراءة من أقرانهم الذين ولدوا في تباعد زمني أقل . وقال الباحثون إن "هناك الكثير من الحكم التقليدية بشأن ما هو أفضل، ولكن ليس هناك الكثير من الأدلة الفعلية حول ما هو جيد للوالدين أو الأطفال" . يشار إلى أنه للوصول إلى هذا الاستنتاج، قام الباحثون بدراسة 3 آلاف امرأة أنجبن 5 آلاف زوج من الأطفال، تراوحت أعمارهم ما بين خمسة إلى سبعة أعوام، وأخضعوا لاختبارات تحصيل في القراءة والرياضيات . ولاحظ الباحثون إن زيادة فارق عام بين الولادات يحسن من قدرة الشقيق الأكبر على القراءة، بمعدل 17 .0 بحسب معايير نسب الذكاء وفق اختبار للتحصيل الفردي . ولم تجد الدراسة دليلاً يشير إلى تأثر الشقيق الأصغر بالفاصل الزمني للإنجاب . يذكر ان البعض يرون ان إطالة مدة الفاصل الزمني للإنجاب تتيح للآباء منح كامل الانتباه والاهتمام للطفل الأول وتنمية قدراته العقلية، كما انه يتيح لجسد الأم التعافي من الحمل والولادة قبل البدء بحمل جديد .