بريطانيان يتعافيان من الإيدز بزراعة النخاع العظمي بعد عدة أعوام من خضوعهما لعمليات زراعة نخاع عظمي، شفي رجلان بريطانيان من التهابات نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، وقال الأطباء إن فيروس نقص المناعة لم يعد له وجود في خلاياهم الدموية . وكانت "الصحة والطب" قد نشرت في عدد سابق عن شفاء اول حالة من نوعها في العالم لتيموثي براون (46 عاماً) الذي عرف باسم "مريض برلين"، والذي تحققت معجزة شفائه بعد أن زرع له الأطباء خلية دم جذعية من شخص لديه مقاومة لفيروس مرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" . قبل خضوع البريطانيين لهذه العملية كانت ملاحظة وجود الفيروس في لمفاوياتهما تتم بسهولة شديدة . واللمفاويات هي خلايا دموية تعمل للدفاع عن الجهاز المناعي في مواجهة الهجمات . ويقول الأطباء إن الفيروسات لم تعد تلاحظ بعد مرور 8 أشهر فقط من إجرائهم العملية . وقد ظل المريضان - اللذان عولجا في مستشفى بريغهام آند ويمنس "BWH" - يتلقيان أدوية مقاومة للفيروسات منذ خضوعهما لعملية الزراعة . ويقول الأطباء إن هذه العقاقير تسهم في قمع الفيروس . ويقول الدكتور دانييل كوريتزكيس "هذه المعطيات تمنحنا معلومات مهمة، ففي ظل الحماية التي يوفرها العقار المقاوم للفيروسات القهقرية، تبدو الخلايا التي استوطنت في الجهاز المناعي للمريض محمية من إصابتها بالعدوى - من فيروس نقص المناعة - مرة أخرى" . وبمرور الوقت - وبعد عملية استبدال خلايا المرضى بخلايا متبرع - تلاشت آثار فيروس الإيدز . وقد لاحظ الأطباء أن مستويات الجسم المضاد من فيروس الإيدز - الذي يعد من معايير التعرض لفيروس الإيدز - تراجعت عند الرجلين . وقال الدكتور تيموثي هنريش: "نحن نتوقع اختفاء فيروس الإيدز من بلازما المرضى، ولكن الأمر المفاجئ بالنسبة إلينا هو عدم تمكننا من العثور على أية آثار لفيروس الإيدز في خلايا المريضين، والخطوة التالية هي تحديد، ما إذا كانت هنالك أية آثار لفيروس الإيدز في أنسجتهم" . وحالياً، يعمل الفريق البحثي على تصميم أبحاث تسهل لهم البحث عن فيروس الإيدز في الأنسجة . كما يخطط الباحثون أيضاً لإجراء أبحاث إضافية على مرضى إيدز خضعوا لجراحة زرع نخاع عظمي . وقال الباحثون إنه يوجد اختلافان مهمان بين مريضي بريغهام ومريض برلين تيموثي براون الذي تعافى من الإيدز بعد إجرائه لعملية زرع خلية جذعية . ففي حالة مريض برلين، جرى تحديد واختيار المتبرع بعناية على أساس تميزه بطفرة جينية مقاومة لفيروس الإيدز .