القاهرة - "الخليج": واصلت جماعة الإخوان وحلفاؤها من حركة ما يسمى ب"تحالف الشرعية" تحدي قانون التظاهر، بالدعوة إلى مليونية ما سمي ب"جمعة أم الشهيد"، التي لم تزد مشاركة أنصار الجماعة فيها بالقاهرة وعدد من المحافظات على بضع مئات . ونظم أنصار الجماعة عدداً من المسيرات في القاهرة لم تخل من عنف، بلغ ذروته في محاولات إشعال النيران في عدد من المحال التجارية بمنطقة حلمية الزيتون بالقاهرة وشارع الهرم التابع لمحافظة الجيزة، وهو ما رد عليه أهالي المنطقتين بمطاردة أنصار الجماعة وملاحقتهم في الشوارع الفرعية . وخرج مئات من أنصار الجماعة في تظاهرات، انطلقت ظهر أمس عقب صلاة الجمعة من عدد من مساجد القاهرةوالجيزة، قبل أن تتصدى لها قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع بعد رشق المتظاهرين لآليات الشرطة بالحجارة . وقال شهود عيان إن دوياً لإطلاق النار سمع بوضوح أثناء مرور مسيرة للجماعة في منطقة الطالبية التابعة لحي الهرم بالجيزة، لكن ذلك لم يسفر عن سقوط إصابات، في الوقت الذي شهدت فيه منطقة حلوان أحداث عنف مماثلة لما جرى في الأسبوع الماضي، إثر اشتباكات دارت بين قوات الشرطة والمتظاهرين بسبب خرقهم لقانون التظاهر، ما أدى إلى استخدام قوات الأمن للقنابل المسيلة للدموع لتفريق التظاهرة . وزحف عشرات من أنصار الجماعة على القصر الرئاسي بمنطقة كوبري القبة، قبل أن تمنع قوات الأمن والجيش المكلفة بتأمينه المتظاهرين من التقدم، لكن اشتباكات خفيفة دارت في محيط القصر، أدت إلى توقف حركة سير المترو بمحطة كوبري القبة، قبل أن يعاد تشغيلها بعد ساعات لاعتبارات أمنية . وشهدت محافظات الإسماعيلية والفيوم وبني سويف والشرقية تظاهرات محدودة لأنصار الجماعة، نجحت قوات الشرطة في تفريقها باستخدام الغاز المسيل للدموع، وتوقيف عدد من الداعين لها، في وقت نظم فيه مؤيدون للقوات المسلحة وقفة بشارع محمد محمود رفعوا خلالها اللافتات المناهضة للجماعة والمؤيدة للدستور . من جهة أخرى، توقع باحث في شؤون الحركات الإسلامية، انحسار ظاهرة المسيرات التي تنظمها جماعة الإخوان في وقت قريب، وقال سامح عيد، وهو قيادي شاب انشق عن الجماعة قبل فترة، إن السبب في هذا الانحسار المتوقع يرجع إلى غياب الهدف من ورائها بالنسبة لقواعد الجماعة، فضلاً عن توقف اجتماعات الأسر الإخوانية، على وقع الضربات الأمنية، إضافة إلى غياب قيادات الصفين الأول والثاني . وتوقع عيد خلال مداخلة هاتفية مع فضائية مصرية، أمس، أن تكون المظاهرات التي يجري الترتيب لها من قبل الإخوان قبيل يوم الاستفتاء على الدستور، "ضعيفة وهزلية"، لكنه لم يستبعد خروج جماعة الإخوان وحلفائها في تظاهرات حاشدة يوم الاستفتاء من أجل تعطيله وتشتيت انتباه الجيش والشرطة . في السياق ذاته، يحدد الحزب الإسلامي الذراع السياسية لتنظيم الجهاد، أحد القوى الحليفة لجماعة الإخوان، موقفه من المشاركة في الاستفتاء على الدستور في اجتماع يعقد اليوم (السبت)، وقال محمد أبو سمرة الأمين العام للحزب في بيان، إن الحزب يميل إلى مقاطعة الاستفتاء، وإن كان من المحتمل أن يؤجل إعلان ذلك لحين معرفة مواقف أحزاب ما يسمى ب"تحالف الشرعية" من الاستفتاء .