سسيطر مقاتلو "الجبهة الإسلامية" في سوريا، أمس، على مقار تابعة لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر، وبينها مستودعات أسلحة عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شمالي غرب البلاد، بعد معارك عنيفة بين الطرفين، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان . وتؤشر هذه المواجهات إلى تصاعد التوتر بين "الجبهة الإسلامية" التي نشأت في نوفمبر/تشرين الثاني، وقيادة الجيش الحر، بعد أربعة أيام من إعلان الجبهة انسحابها من هيئة الأركان، في انشقاق جديد بين الفصائل المقاتلة ضد النظام، وقال المرصد "سيطر مقاتلون من الجبهة الإسلامية على مقار هيئة الأركان في معبر باب الهوى في إدلب وعلى المستودعات التابعة لها بشكل كامل" . وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المستودعات تخزن فيها شحنات الأسلحة التي تصل إلى المجموعات المعارضة عن طريق تركيا، وأشار إلى أن المعارك بين الطرفين استمرت طوال الليل قبل أن تتمكن الجبهة من طرد المقاتلين التابعين للأركان، وذكر أن مقاتلي الجبهة سيطروا أيضاً على مقر تابع ل"لواء أحفاد الرسول" (المنضوي ضمن الجيش الحر) موجود في المنطقة، كما تسلموا مقراً قريباً من المعبر تابعاً ل"الدولة الإسلامية في العراق والشام" بعد خروج مقاتليها من دون مواجهة منه . وتتولى فصائل مقاتلة عدة إدارة معبر باب الهوى من الجانب السوري، ويملك عدد منها مقار قرب المعبر . وقال رئيس الهيئة العليا للأركان في الجيش الحر اللواء سليم إدريس إن الهيئة تنسق مع "الجبهة الإسلامية"، وإن بعض قادة الجبهة أعضاء في الهيئة، إلا أن الجبهة أصدرت بياناً في الثالث من ديسمبر/كانون الأول، أعلنت فيه انسحابها من هيئة الأركان بسبب "تبعية" الأخيرة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وعدم تمثيلها . في ريف دمشق، أفاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي "حزب الله" اللبناني من جهة ومقاتلي "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية" وكتائب أخرى من جهة أخرى، على الأوتستراد الدولي حمص- دمشق المغلق منذ 18 يوماً، من جهة مدينة النبك" في منطقة القلمون شمالي دمشق . وأشار إلى مقتل مقاتل من "حزب الله" وخسائر بشرية في صفوف القوات النظامية، وإلى ترافق المعارك مع قصف مصدره القوات النظامية على مناطق في النبك . وعثر الجمعة، على 17 جثة في النبك بينهم أطفال ومسنون لم يعرف متى وكيف قتلوا، وقال المرصد إنه تم العثور على الجثث "في ملجأ في حي الفتاح في النبك الذي تسيطر عليه القوات النظامية"، ونقل عن نشطاء اتهامهم القوات النظامية بقتل 17 مواطناً . في مدينة الرقة (شمال)، قتل 12 سوريا بينهم 5 أطفال و4 سيدات "جراء قصف من الطيران الحربي، وأشار المرصد إلى أن "العدد مرشح للزيادة بسبب وجود جرحى بعضهم في حالة خطرة" . وكان عشرون شخصاً هم 8 أطفال و9 سيدات إحداهن حامل و3 رجال قتلوا الجمعة، جراء غارة للطيران الحربي على مناطق في بلدة بزاعة في ريف حلب (شمال)، ووصفت الهيئة العامة للثورة السورية الغارة ب"المجزرة"، وقالت إن "أكثر من سبعة منازل تهدمت على رؤوس ساكنيها جراء القصف بالبراميل المتفجرة" . (وكالات)