في حوار مع "فارس".. قيادي بتيار الوفاء الإسلامي: نرفض التسوية مع عصابة آل خليفة أكد القيادي في تيار الوفاء الاسلامي المعارض في البحرين، السيد مرتضى السندي، أن التيار يرفض أي تسوية مع عصابة آل خليفة، مشيراً إلى أن كل التسويات مع العائلة الخليفية المجرمة كان مصيرها النقض والخيانة. المنامة (فارس) وقال السيد مرتضى السندي في حوار مع مراسل وكالة أنباء فارس، "نحن لا نثق في وعود هذه السلطة ونحن نعتقد انهم يخادعون وانهم غير جادين في اي تسوية، وها نحن نرى اخوتنا الذين يعولون على الحوار مع هذه السلطة ويشاركون في جلسات الحوار لا يصلون إلى أية نتيجة". وشدد على أن تيار الوفاء الإسلامي الذي يتزعمه الناشط المعتقل، عبدالوهاب حسين، سيبذل كل الجهد الكبير من أجل إبقاء شعلة الثورة متقدة لحصول الفرصة المؤاتية لإسقاط هذه السلطة، مؤكداً على ضرورة الوحدة بين أطياف الشعب والفصائل السياسية والثورية في البحرين. ولفت القيادي في تيار الوفاء الإسلامي إلى أن الوحدة والتنسيق يجب أن تنصب في مقاومة الاحتلال السعودي والتأكيد على مطلب حق تقرير المصير. وعن الاتفاق الأخير بين إيران والغرب، قال السيد مرتضى السندي "نحن نعلم ان الجمهورية الاسلامية لن تتخلى عن شعب البحرين ولن تقبل ان تباع تضحياته بثمن بخس، وقد وقفت الجمهورية الاسلامية مشكورة مواقف مشرفة في الوقت الذي تخلى عنّا كل العالم الذي يدعي حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والديمقراطية فكل هذه الشعارات تحطمت في الواقع عندما تعارض مع مصالح ههذه الدول الاستعمارية، والثورة البحرانية قد كشفت الاقنعة التي كان يختفي خلفها هذه الدول". وفيما يلي نص الحوار: فارس: ما هي المعلومات لديكم عن الأمين العام لتيار الوفاء عبدالوهاب حسين وهل استقرت صحته؟ القيادي في تيار الوفاء السيد مرتضى السندي: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين. الاستاذ عبد الوهاب حسين قد اصيب بعدة امراض بعضها من داخل السجن وبعضها كان سابقاً على السجن وبسبب الاهمال من قبل السلطة في علاجه تطور هذا المرض وادى إلى تردي وضعه الصحي بدرجة أوصلته لحالة الخطر. الاستاذ كان قد اصيب قبل السجن بمرض ادى به للشلل النصفي مما استدعاه أن يسافر إلى لندن للعلاج وبحمد الله تحسنت صحته وعاد إلى البحرين وكان من المفترض أن يواصل علاجه بين الفينة والاخرى ليراجع الطبيب المعالج، ولكن بسبب سجنه وتعذيبه وحرمانه من علاجه أدى ذلك لانتكاسة في وضعه الصحي وقد ظهرت عليه آثار المرض السابق من تنمل لاطرافه وصعوبة حركته، هذا من جهة ومن جهة اخرى اصيب الاستاذ بنقص كبير في الدم مما استدعى ان يحتاج للدم الا ان جسده لم يتقبل الدم والآن ينقصه الدم وهذا الامر قد أثر على نبضات قلبه وهو خطير جدا على حياته، وهناك بعض الامراض الاخرى ايضاً ولكن اشدها خطرا على حياته وسلامته هذين المرضين. ادارة السجن في البحرين تماطل في علاج فضيلة الاستاذ عبد الوهاب حسين للانتقام منه ومن مواقفه المبدئية الصلبة ولكنها تراهن على سراب. في الفترة الاخيرة وعدت ادارة السجن بعرض الاستاذ على اطباء متخصصين ونحن ننتظر الزيارة لكي نسمع منه آخر المستجدات لاننا لا نثق في تصريحات وزارة الداخلية وإدارة السجن التي يشوبها الكثير من الكذب والمغالطات. فارس: لماذا ترفضون أي تسوية مع النظام في البحرين؟ القيادي في تيار الوفاء السيد مرتضى السندي: نعم نحن نرفض التسوية مع عصابة آل خليفة لعدة أمور: اولاً: على طوال التاريخ وفي كل التجارب التي مر بها شعب البحرين مع هذه العائلة المجرمة كان مآل هذه التسويات النقض والخيانة من قِبَل هذه العائلة الخليفية وآخر هذه التسويات ما حصل في عام 2001م فيما سمي بمشروع ميثاق العمل الوطني. لذلك نحن لا نثق في وعود هذه السلطة ونحن نعتقد انهم يخادعون وانهم غير جادين في اي تسوية، وها نحن نرى اخوتنا الذين يعولون على الحوار مع هذه السلطة ويشاركون في جلسات الحوار لا يصلون إلى أية نتيجة وهم صرحوا كراراً بأن الحوار غير جاد وأن السلطة تريد مضيعة الوقت فقط. ثانيا:ان السلطة في البحرين قد ارتكبت من الجرائم مما لا يسمح للتعايش معها فهي قد سفكت الدم الحرام، وانتهكت الاعراض والنواميس، واعتقلت وعذبت الآلاف من الرجال والنساء والاطفال والشيوخ ومن كل الشرائح المجتمعية، وهدمت المساجد بيوت الله، وأحرقت كتاب الله، واستدعت جيش العار المسمى بدرع الجزيرة ليقوم بالقتل العام في شوارع البحرين، وفصلت الآلاف من اعمالهم وقطعت ارزاقهم. وحاصرت المستشفيات ومنعت العلاج عن الجرحى. وتعاملت مع الاسرى بشكل اسوأ من اسرى الحرب حيث منعت المعتقلين من ابسط حقوقهم ومنها حق العلاج وقامت بتعذيبهم بشكل مهين جدا لدرجة أن الرجل الشريف يخجل أن يذكر الوحشية التي تم التعامل بها معه في غياهب السجون. والفساد المالي والسياسي والاداري وملف التجنيس والتمييز الطائفي البغيض وغيرها من الملفات التي لم تحصل في أي بلد آخر الا في البحرين والكيان الصهوني فقط. كل ذلك ولد قناعة راسخة لدى شريحة واسعة من الناس بأن هذه السلطة لا يمكن التعايش معها او القبول ببقائها وإن كلف ذلك التضحيات الكبيرة. فارس: انتم تؤكدون على خيار إسقاط النظام فهل لديكم القدرة على ذلك؟ القيادي في تيار الوفاء السيد مرتضى السندي: نحن نعتمد على الله سبحانه وتعالى في حراكنا ونتوكل عليه، وقد وعدنا الله بالنصر في كتابه الكريم "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" وها نحن نبذل الغالي والنفيس في هذا الطريق هذا من جهة. ومن جهة اخرى نحن نعتمد في حراكنا على الحراك الجماهيري والرفض الشعبي لهذا النظام المتغطرس وان الحراك الشعبي يضعف تارة ويقوى تارة وفقا للمتغيرات والظروف ونحن نبذل الجهد الكبير من أجل إبقاء شعلة الثورة متقدة لحصول الفرصة المؤاتية لإسقاط هذه السلطة، ونحن نعتقد ان شعب البحرين قد استطاع ان يسقط هذه العصابة المتحكمة على رقاب الناس وذلك في فترة ما بين 14 فبراير الى 14 مارس وهذا هو السبب الرئيس الذي استدعى دخول جيش العار السعودي "درع الجزيرة" للبحرين من أجل إنقاذ الوضع وإرجاع الامور في يد السلطة الخليفية المتغطرسة بالنار والحديد واستخدام ابشع اساليب القوة لفرض إرادتهم على الشعب البحريني المسالم. فارس: قلتم في خطاب سابق أن النصر مرهون بكلمة التوحيد ووحدة الكلمة، فلماذا لا تؤمنون بخيارات الجمعيات المعارضة أو تتوحدون معها؟ القيادي في تيار الوفاء السيد مرتضى السندي: نعم نحن نؤمن بضرورة الوحدة بين جميع اطياف الشعب والفصائل السياسية والثورية ،ولكن الوحدة لا يعني أن تتخلى الاطراف عن سقوفهم واهدافهم وإنما التنسيق وعدم التضارب فيما بين الفصائل والافراد، هناك مساحات مشتركة واسعة بالامكان التنسيق فيها والعمل المشترك الموحد فيها مثل مقاومة الاحتلال السعودي ومطلب حق تقرير المصير وملفات انتهاك حقوق الانسان والاعتداء على الشعائر والمقدسات الاسلامية مثل الاعراض والموقف من التجنيس والتعذيب والاعتقالات التعسفية وغيرها من الامور التي تمثل همّا مشتركاً ومساحة مشتركة بين الجميع، الآن يوجد هناك مواقف مشتركة وموحدة بين 6 جمعيات سياسية وهذا حق لهم وهو أمر ايجابي ونحن نطمح كقوى ثورية أن نجتمع ونصدر مواقف مشتركة وموحدة. فالقوى الثورية معنية أيضاً لأن توحد موقفها وخطابها وبرامج عملها على الارض ليعطي هذا الموقف وهذا الخطاب قوة على الارض. اما بالنسبة إلى الجمعيات السياسية فكما ذكرت ان هناك مساحات مشتركة يمكن ان يتم التنسيق فيها والعمل المشترك عليها وعدم التصادم وإفساد مشاريع وحراك بعضنا البعض فيها. فارس: هل التطورات الحاصلة في المنطقة ومن بينها التقارب الإيراني الغربي سيصب في صالحة الثورة البحرينية؟ القيادي في تيار الوفاء السيد مرتضى السندي: نحن نعلم ان الجمهورية الاسلامية لن تتخلى عن شعب البحرين ولن تقبل ان تباع تضحياته بثمن بخس، وقد وقفت الجمهورية الاسلامية مشكورة مواقف مشرفة في الوقت الذي تخلى عنّا كل العالم الذي يدعي حقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والديمقراطية فكل هذه الشعارات تحطمت في الواقع عندما تعارضت مع مصالح هذه الدول الاستعمارية، والثورة البحرانية قد كشفت الاقنعة التي كانت تختفي خلفها هذه الدول. نأمل ان يثمر هذا التقارب فرجاً لشعب البحرين من خلال الدفع في اتجاه ان يقرر شعب البحرين مصيره بنفسه دون وصاية من احد على هذا الشعب الذي قدم الغالي والنفيس من اجل الانعتاق من العبودية والتبعية السياسية للغرب من قبل السلطة في البحرين. فارس: واقع حقوق الإنسان في تدهور فلماذا هذا الصمت الدولي تجاه هذه الانتهاكات؟ القيادي في تيار الوفاء السيد مرتضى السندي: واقع حقوق الانسان في البحرين سيئ جدا، والانتهاكات كبيرة وكثيرة وقد اصدر بعض منظمات حقوق الانسان الكثير من التقارير والتوصيات وكان آخرها توصيات جنيف. وقد أصدرت منظمات مستقلة بيانات وتقارير تدين السلطة في البحرين، ولكن المشكلة هي ان هذه التوصيات لا توجد أداة لفرض تطبيقها من قبل السلطة في البحرين ولازالت الانتهاكات كبيرة وجمة وفاجعة يندى لها جبين الانسانية. نعم اثبتت التجربة ان الدول الغربية والعربية تتبع مصالحها ولا تقدم ملفاً أو تؤخر آخرا الا بعد ان تضمن نصيبها من المصالح ودول الخليج (الفارسي) تمتلك النفط والغاز وهذه الدول الغربية تنظر إلى مصلحتها مع هذه القبائل والعوائل العجوزة التي تقدم لها ما تريد من اجل البقاء في مناصبها. فارس: هل يمكن القول أن آل خليفة يؤمنون بحل واحد هو العصا السعودية؟ القيادي في تيار الوفاء السيد مرتضى السندي: لحد الآن التجربة أثبتت ان آل خليفة لا يمتلكون أي حلٍ غير العصا السعودية، وهي تهدد الشعب بين الفينة والاخرى بالتكفيريين الذين سيأتون من خلف أسوار البحرين لقتل الشيعة وحاولت السلطة ولا تزال تحاول ان توحي بأن الخلاف بين السلطة والشعب على انه خلاف طائفي لا علاقة له بالسياسة. نحن نعتقد ان خيار العصا السعودي ساقط وأن المسألة هي مسألة وقت لا أكثر، فالسلطة اليوم تراهن على تعب الشعب ورجوعهم إلى منازلهم، وهذا ما لم تحصل عليه لا السلطة الخليفية الساقطة ولا جيش الاحتلال السعودي لحد الآن. /2926/