حثت إيران مواطنيها على زيادة عدد أفراد أسرهم، وذلك كجزء من برنامج يهدف إلى استبدال سياسة تحديد النسل التي بدأت في تسعينات القرن الماضي، بإحداث طفرة في أعداد المواليد الجدد. أشرف أبوجلالة من القاهرة: بدأت تنتشر بعض اللوحات الإعلانية كبيرة الحجم على جوانب الطرق المختلفة في إيران تحث المواطنين على زيادة عدد أفراد أسرهم، وذلك كجزء من برنامج حكومي يهدف إلى استبدال سياسة تحديد النسل بإحداث طفرة في أعداد المواليد الجدد. فبينما كان يعتاد سائقو المركبات في إيران على مشاهدة مزيج انتقائي من اللوحات الإعلانية التي تروج لعدة أشياء بدءًا من الأفكار الثورية وانتهاءً بالهواتف المحمولة، ها هم يشاهدون خلال الآونة الأخيرة مجموعة من اللوحات الدعائية الجديدة التي تحثهم على مواصلة الإنجاب، وزيادة عدد أفراد الأسرة مستقبلاً. ولفتت في هذا السياق صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن تلك اللوحات الكارتونية التي تروج لفوائد إنجاب العديد من الأطفال قد ظهرت على طرق رئيسية في العاصمة الإيرانية، طهران، كجزء من حملة تدعمها الحكومة لتشجيع الأزواج على إنجاب المزيد من الأطفال، وذلك على أمل النجاح في مضاعفة عدد سكان البلاد في الأخير. وظهر على اللوحات الملونة شعار يقول: "زهرة واحدة لا تصنع ربيعاً، وإنجاب مزيد من الأطفال يعني حياة أكثر سعادة". وأظهرت إحدى اللوحات المروجة لهذا التوجه الحكومي أباً وخمسة أطفال مبتهجين يقودون دراجة وهم يجلسون جنباً إلى جنب، ومن ورائهم أب وابنه يبدوان أقل سعادة، في صورة تهدف إلى إبراز عيوب العادة الإيرانية التي تم إقرارها مؤخراً بالحد من حجم الأسرة وقصرها على طفل واحد فقط. كما كان غياب الأم في اللوحة الإعلانية أمراً واضحاً، وذلك بما يتماشى مع السياسة الرسمية في إيران التي تعتبر ركوب المرأة للدراجات "أمرًا غير إسلامي". وظهرت في لوحة أخرى، أسرة تقوم بالتجديف في أحد القوارب، وظهرت الأم وهي تجدف وراء زوجها إلى جانب أربعة أطفال يجلسون في الخلف. وجاءت تلك الحملة الجديدة بعد مرسوم أصدره العام الماضي المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لإنهاء برامج تحديد النسل الحكومية التي قُدِّمَت أصلاً في تسعينات القرن الماضي من جانب السلطات الإسلامية من أجل السيطرة على خطر الانفجار السكاني. وتم وضع تلك اللوحات الإعلانية على الطرق الرئيسية من أجل ضمان مشاهدتها من جانب أكبر عدد ممكن من الإيرانيين الذين يضطرون لقضاء ساعات طويلة خلال ذهابهم ومجيئهم من العمل بسبب الزحام المروري الشديد الذي تشتهر به العاصمة طهران.