من المكتسبات التي تحسب لدولة الإمارات العربية المتحدة، حماية الشعاب المرجانية من الضرر، رغم موت الكثير منها خلال السنوات الأولى عند تأسيس الدولة، نتيجة الطفرة العمرانية وبسبب النشاطات البشرية، ولم يكن ذلك الخطر يواجه المرجان في دولة الإمارات فقط، وإنما في مختلف أنحاء العالم، حيث كان يخشى على المرجان من الانقراض، فهناك دراسات لباحثون تقول إن 30% من الشعاب المرجانية، أصيب بأذى بالغ نتيجة النشاط البشري، و60% يحتمل أن يختفي بحلول عام 2030 بسبب الأعاصير والتلوث، ما يؤدي إلى أمراض تصيب المرجان. موائل مرجانية أحمد صالح النقبي، من أبناء المنطقة الشرقية وكان يشغل منصب رئيس لجنة حماية البيئة في المجلس البلدي في خورفكان، تم تكليفه في فترة ما بمتابعة مشروع استزراع المرجان في منطقة مرقة، وهو أحد أبناء البحر منذ عهد الأجداد، وبصفته أحد أبناء المنطقة المتعلمين، والمثقفين، فقد كان يتابع كل ما يتعلق بالمرجان، فهو ناشط بيئي متابع لدور الهيئات البيئية للحفاظ على التنوع، والظروف التي مرت خلال السنوات الماضية بالمرجان، خاصة بعد أن نشطت دولة الامارات في مجال دعم مشاريع المرجان، وهو يتحدث عن جانب مهم من جوانب البيئة البحرية، قائلاً إن البيئة المحيطة بنا لا تحتاج إلى موظف، وإنما إلى شخص مسؤول يحبها، ويعطي لها من وقته، وتجده دائماً موجوداً للإجابة على كل سؤال، ومتعاوناً مع مختلف الجهات لأجل بيئته ومكوناتها. ويضيف النقبي: عندما شهدت الإمارات في السنوات البعيدة الماضية، أضراراً في الشعاب المرجانية نتيجة عوامل عدة، ومنها تسبب بعض العاملين في صيد الأسماك في إتلاف جزء من الموائل المرجانية، كانت هناك تأثيرات سيئة على الشعب المرجانية، والتي كانت تعلق في شباك الصيد، وكان البعض يتعمد ترك تلك المعدات فترة طويلة لتلتقط أكبر قدر ممكن من الأسماك، وعندما يتم سحب الشباك تقوم بجرف المرجان، ومن الأضرار أيضاً أن مراسي السفن كان لها دور سيئ، حين تسقط مباشرة على المرجان فيتكسر، وعندما يتم سحب المرساة أو الأنجر تحطم مساحات كبيرة أخرى. بيئة قاتلة ويوضح النقبي: كما كان للعوامل الطبيعية أيضا تأثيرات سلبية، جعلت من الحفاظ على المرجان تحدياً كبيراً داخل دولة الامارات وأيضاً في معظم دولة العالم، والسبب أن درجة حرارة كوكب الأرض في ارتفاع، ما أدى لتبخر المياه وتغير حرارتها، وتركز درجة الملوحة، ما جعل منها بيئة قاتلة أو خانقة للمرجان، وكلنا يعرف أن تلك الشعاب المرجانية ليست مجرد منظر جميل، أو صخور ملونة وإنما هي أفضل مكان تعيش فيه الأسماك، ونحن من الدول التي تعتمد اعتماداً كبيراً على السمك كوجبة رئيسية، وكانت هناك مخاطر على المرجان نتيجة أعمال الردم باستخدام الرمال أو الصخور، مما يجعلها بيئة خانقة، وبالتالي قاتلة، إلى جانب تلوث المياه سواء من زيوت السفن، أو مخلفات البواخر العابرة، وهناك مياه المجاري التي تأتي مباشرة للبحر محملة بكل أنواع الكيماويات. ... المزيد