خلصت رئاستا لجنتي الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين الأسبوع الماضي إلى أن العالم يمضي نحو وضع أقل أمناً، وأظهرت عملية مسح للرأي قام بها مركز أبحاث «بيو» لاستطلاعات الرأي أن 52% من الأميركيين يعتقدون بأنه يتعين على الولاياتالمتحدة تحسين إدارة أمورها وتدبير مصالحها في العالم. وهذه أعلى نسبة من الأميركيين تتخذ مثل هذا الموقف منذ 50 عاماً، وإذا أخذنا هذين الأمرين مؤشرين جادين، فإن ذلك يعني أن ثمة مشكلات ومتاعب داخلية تظهر في أميركا. وتكمن المشكلة الحقيقية في عدم الانسجام والتوافق بين التحديات الفعلية التي تواجهها ورغبة الرأي العام الاميركي المتزايدة في دعم سياسة خارجية فعالة في التعامل مع تلك التحديات. وفي 2006 انتهت مجموعة دراسات وأبحاث العراق، برئاسة جيمس بيكر وزير الخارجية الأميركي السابق، من وضع دراسة قالت فيها إن النهج المؤسسي التقليدي للسياسة الخارجية الاميركية لايزال يسيطر على قسم كبير من الأرضية الثقافية في الولاياتالمتحدة، لكنه لا يعكس الاحباط الموجود فعلياً في مزاج الرأي العام الأميركي، وأن ذلك النهج قد تهشم، وأصبح بحاجة إلى مراجعة وتجديد. وعلى شاشة شبكة التلفزيون «سي إن إن» قال عضو مجلس النواب النائب مايك روجرز، وعضو مجلس الشيوخ السيناتور دايان فينشتاين، رئيسا لجنتي الاستخبارات في المجلسين، إن العالم ليس اليوم أكثر أمناً واستقراراً مما كان عليه قبل بضعة أعوام. وأشارا إلى ما يجري في سورية والعراق واليمن وباكستان وأفغانستان والقرن الإفريقي وأماكن أخرى، وأن وزارة الخارجية الأميركية تلقت تقريراً استخبارياً يفيد بأن 5500 مقاتل أجنبي يعملون ويقاتلون ضمن جماعات متشددة مرتبطة ب«القاعدة» في سورية والعراق، كما يتضمن التقرير تساؤلات حول ما ينبغي على الولاياتالمتحدة القيام به لمواجهة هذا التهديد. ديفيد اغناتيوس كاتب ومحلل سياسي أميركي..