تبدو الأسباب كثيرة لدى أعضاء الكونجرس لعدم السماح بتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، لكنها كلها تمر عبر الناخبين في دوائرهم. وتنقسم المعارضة الأمريكية بشأن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، بعد اتهامات للنظام باستخدام السلاح الكيميائي بريف دمشق فى 21 أغسطس الماضي إلى ثلاث مجموعات رئيسية: - الجمهوريون المحافظون المتشددون في حزب الشاي: وهم انعزاليون، يرون أن الولاياتالمتحدة لا دخل لها بحرب أهلية بين السوريين ، ويمثل هذه الكتلة السيناتور راند بول، وهو طبيب عيون في كنتاكي قد يكون شعاره "أمريكا أولا". - الديمقراطيون المعارضون للحرب: صوت هؤلاء ضد الحرب في العراق وضد التدخل في ليبيا، وهم مستعدون للتصويت ضد الرئيس باراك أوباما ليبقوا أوفياء لمبادئهم. - الجمهوريون والديمقراطيون الذين يميلون إلى تأييد تدخل لكنهم يرون أن النزاع بلغ مراحل متقدمة جدا: هؤلاء يعتبرون أنه كان يجب إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد قبل عام، وأن عمليات قصف جوي يمكن أن تسمح بسيطرة "المتطرفين. وهنا سأل رئيس لجنة الأمن الداخلي مايكل ماكول يوم الأربعاء الماضي وزير الخارجية جون كيري من سيملأ الفراغ بعد الأسد؟. ويفترض أن يتم تجديد كل مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 و35 من مقاعد مجلس الشيوخ المائة في نوفمبر المقبل ، ويفترض أن ينجح كل النواب المنتهية ولايتهم في الانتخابات التمهيدية التي ستجرى حتى ذلك الموعد. وقال السيناتور الجمهوري السابق جون كيل "إن الانتخابات التمهيدية ستجري خلال أقل من عام والمرشحون يراقبون قواعدهم، وهم يتساءلون ما إذا كان عليهم مواجهة مرشح آخر في حزبهم لأنهم وقفوا في صف الرئيس. ويخشى الجمهوريون خصوصا أن يتجاوزهم جناحهم اليميني "المتمرد" الذي يحمل اسم "حزب الشاي". ويوضح مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بجامعة كاليفورنيا لاري ساباتو أنه مع التوزيع الانتخابي في المجلس أصبحت الدوائر متجانسة جدا لذلك باتت الانتخابات المهمة هي الانتخابات التمهيدية". وتكشف استطلاعات تشكيكا ان لم يكن تحفظا على شن ضربات ضد سوريا ، فقد أفاد استطلاع أجراه معهد /جالوب/ ونشرت نتائجه امس أن 51 % من الأمريكيين يعارضون تنفيذ ضربة عسكرية ضد سوريا مقابل 36% يؤيدونها. وتعد نسبة المعارضين للعملية في سوريا أكبر من تلك التي سجلت قبل اندلاع حروب الخليج (1991) وكوسوفو (1999) وأفغانستان (2001) والعراق (2003). وكشفت أرقام نشرتها صحيفة /واشنطن بوست/ امس الجمعة أن 224 من أصل 433 من أعضاء مجلس النواب اتخذوا موقفا ضد التدخل أو يميلون إلى هذا الموقف. ويُعلِم الناخبون الرافضون لفكرة التدخل المشرعين بمواقفهم سواء برسائل إلكترونية أو اتصالات هاتفية أو مداخلات علنية. ويؤكد النائب الجمهوري كيفن كرامر الذي يمثل ولاية داكوتا الشمالية وحضر تجمعا عاما، أن الناخبين يقولون ذلك بشكل واضح ولا يترددون ، قائلا "أنهم "يعارضون بشكل قاطع تدخلا عسكريا ولا نسمع مؤيدين للضربة. وفي نهاية الأمر، يقر مؤيدو باراك أوباما بأنهم يثيرون استياء ناخبيهم بموافقتهم على الضربات لكنهم يعتبرون أن مصداقية الولاياتالمتحدة على المحك. وقالت النائبة الديمقراطية دايان فينستين التي تمثل ولاية كاليفورنيا وتترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، "لا شك أن كل الرسائل التي نتلقاها تقريبا سلبية حيال توجيه ضربة إلى سوريا. وأضافت أنهم (الجمهور) لا يعرفون ما تعرفه هي ولم يسمعوا ما سمعته، معتبرة أنها حصلت بعد 20 عاما على بعض الكفاءة لتميز بين الأمور ولتقارن بين ما نحن عليه اليوم وما كنا عليه قبل الذهاب إلى العراق، مؤكدة أن الأدلة على تورط نظام الأسد في هجمات كيميائية ثابتة هذه المرة.