أظهر استطلاع للرأي أجرته CNNأن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يسبح ضد تيار جارف يتمثل في رفض أغلبية الشارع الأمريكي لضربة عسكرية ضد النظام السوري، تحشد لها إدارته داخلياً ودولياً. تأتي نتائج الاستطلاع، الذي أجرته الشبكة بالتعاون مع "أو ار سي" الدولية، ونشر الاثنين، في وقت يستعد فيه أوباما لتعبئة الأمة بكلمة مقررة له الثلاثاء، وبدء نقاش بالكونغرس حول مسودة قرار تفوضه توجيه ضربة عسكرية لسوريا. ورغم ان الاستبيان أظهر بأن 8 من كل 10 أمريكيين يعتقدون بأن الأسد استخدم الغاز السام ضد شعبه، إلا أن الأغلبية ترغب في رفض الكونغرس لقرار يخول أوباما ضرب سوريا. ورأي أكثر من 7 من المستطلعين بأن مثل هذه الضربة لن تحقق أهداف رئيسية لأمريكا، واعتبرت نسبة مماثلة أنه ليست في مصلحة الأمن القومي لبلادهم التورط في الحرب الأهلية الدامية بسوريا. وكان الرئيس الأمريكي قد قرر الرد على هجوم بالسلاح الكيماوي أوقع أكثر من 1400 قتيلا بريف دمشق الشهر الماضي، بعمل عسكري ضد نظام دمشق ودعا الكونغرس منحه الضوء الأخضر للقيام بذلك. من جانب اخر جهود البيت الأبيض لاقناع الكونجرس الأمريكي بتأييد القيام بعمل عسكري ضد سوريا لم تفشل فحسب بل زادت المعارضة صلابة. كان هذا هو التقييم أمس الاحد .. ليس من جانب خصم وإنما من جانب مؤيد جمهوري قديم ومتحمس لخطة الرئيس باراك أوباما لمهاجمة سوريا هو مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب. وقال روجرز في برنامج (واجه الأمة) بشبكة سي.بي.إس. إن البيت الابيض خلق "فوضى مربكة" في المسألة السورية. وأضاف "إنني متشكك شخصيا". ويعقد الكونجرس الامريكي اليوم الإثنين جلسة بكامل أعضائه للمرة الأولى منذ عطلة أغسطس. ويمكن أن تبدأ المناقشات بشأن سوريا في الجلسة التي يعقدها مجلس الشيوخ بمشاركة جميع الاعضاء هذا الاسبوع على أن يتم التصويت يوم الاربعاء. ويمكن أن يبحث مجلس النواب هذه المسألة في وقت لاحق هذا الأسبوع أو الأسبوع القادم. ويتوقع ان يمضي أوباما الايام القادمة في اجتماعات مع الاعضاء. وفي نفس الوقت يبحث بعض الاعضاء الديمقراطيين الذين يعارضون توجيه ضربة عسكرية عن وسيلة لانقاذ ادارة الرئيس المنتمي لحزبهم الديمقراطي من الاثار المترتبة على التصويت "بلا" في الكونجرس. واقترح النائب جيم ماكجفرن عن ولاية ماساتشوستس أن يسحب الرئيس طلبه قبل أن يرفضه الكونجرس قائلا في برنامج (حالة الاتحاد) بشبكة سي.إن.إن. إنه لا يوجد تأييد كاف لهذا الطلب في المجلس التشريعي. ولا توجد مؤشرات على أن أوباما قد يفكر في هذا وإنما ظهرت أمس الاحد تكهنات بشأن امكانية أن ترجيء الادارة اجراء تصويت في الكونجرس حين لم يستبعد وزير الخارجية الامريكي جون كيري وهو يتحدث في باريس عقب اجتماع مع وزراء خارجية عرب العودة الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة لتأمين الحصول على قرار بشأن سوريا. واستبعد مسئول أمريكي طلب عدم نشر اسمه في وقت لاحق هذا التكهن. وقال "لقد أيدنا دائما العمل من خلال الاممالمتحدة لكننا كنا واضحين بأنه لا يوجد طريق للمضي قدما هناك". من جهته حذر الرئيس السوري بشار الأسد من هجمات انتقامية إذا هاجمت الولاياتالمتحدة سوريا قائلا إنه إذا شنت واشنطن ضربات عسكرية فعلى الأميركيين توقع «أي عمل». وجاءت تصريحات الأسد في مقابلة تلفزيونية مع شبكة «سي بي إس» الأميركية أجريت في دمشق، نفى فيها أيضا التورط في هجوم بأسلحة كيماوية في 21 أغسطس (آب) الماضي استهدف منطقتين في ريف دمشق وأدى إلى مقتل أكثر من 1400 سوري. وقال الأسد إنه إذا شنت هجمات أميركية على سوريا ففي المقابل يجب أن تتوقع الولاياتالمتحدة أي شيء. وأضاف في المقابلة التي بثت لأول مرة صباح اليوم الاثنين: «عليكم توقع كل شيء. الحكومة (السورية) ليست اللاعب الوحيد في هذه المنطقة. ثمة أطراف عدة، فصائل مختلفة، عقائد مختلفة. لديكم كل شيء في هذا القرار الآن»، ولم يستبعد استخدام أسلحة كيميائية «إذا كان يملكها المسلحون أو إرهابيون في المنطقة أو أي مجموعة أخرى».