قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الأحد إن فحوصا أظهرت أن غاز الأعصاب سارين استخدم في الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 أغسطس قرب دمشق في إطار سعيه لإقناع المشرعين المتشككين بالموافقة على توجيه ضربة عسكرية للحكومة السورية. وكشف كيري عن ذلك في العديد من اللقاءات التلفزيونية بعد يوم واحد من تأجيل الرئيس باراك اوباما عملا عسكريا وشيكا على سوريا لطلب موافقة الكونجرس وهو قرار يعطل أي هجوم محتمل لمدة تسعة أيام على الأقل. وقال كيري لشبكة سي.ان.ان "هذا الأمر بالكامل الآن بين يدي الكونجرس... سيفعلون ما هو صواب لأنهم يدركون المخاطر." ورفض كيري التكهن بما إذا كان أوباما سيمضي قدما في العمل العسكري إذا رفض الكونجرس طلب الرئيس. لكنه كرر ما ذكره أوباما في البيت الأبيض يوم السبت أن من حق الرئيس العمل بمفرده إذ ما اختار ذلك. ويغامر أوباما بإبطاء هجوم عسكري كان قد ذكر انه ضروري للحفاظ على مصداقية الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بفرض "خط أحمر" وضعه على استخدام قوات الرئيس السوري بشار الأسد للاسلحة الكيماوية. لكن هذه الخطوة تعكس رغبة في ضمان اشراك الكونجرس في المسؤولية عن التدخل في الحرب الأهلية في سوريا في وقت سئم فيه الأمريكيون من الحروب في العراق وأفغانستان. وفي حين ينتظر المشروعون ان يطلعهم مجلس الأمن الوطني على الأسباب التي تراها الإدارة وجيهة لتوجيه ضربة عسكرية استخدم كيري الظهور المتكرر على شاشات التلفزيون لتقديم المزيد من الأدلة التي تدعم اتهامات الإدارة للحكومة السورية. وقال كيري لشبكة تلفزيون سي.ان.ان "بوسعي أن اقول لكم اليوم إن فحوص عينات الدم والشعر التي وصلت إلينا عبر سلسلة محكمة من عمليات النقل والتسليم من مناطق شرقي دمشق ممن تعرضوا للهجوم مباشرة جاءت إيجابية مما يثبت وجود آثار غاز السارين." وهذه هي المرة الأولى التي تحدد فيها الإدارة نوع المادة الكيماوية المستخدمة في الهجوم على مواقع تسيطر عليها المعارضة والذي تقول أجهزة المخابرات الأمريكية انه أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص بينهم عدد كبير من الأطفال. وقال كيري لشبكة ان.بي.سي "هذه القضية تكتمل أركانها وستكتمل اركانها." ودعم الكونجرس ليس مضمونا على الإطلاق إذ لا يشعر كثير من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء بالارتياح للتدخل في حرب أهلية قتل فيها نحو مئة الف شخص على مدى عامين ونصف العام. ورحب المشروعون بقرار أوباما لكنهم لم يتعجلوا العودة مبكرا من عطلتهم الصيفية التي تنتهي يوم التاسعة من سبتمبر أيلول. وسعيا لتهيئة الأجواء لمناقشات يتوقع ان تكون حامية في الكونجرس اثار كيري مرارا مسألة أمن إسرائيل باعتبارها سببا رئيسيا للموافقة على عمل عسكري في سوريا. ويدرك المشرعون من الحزبين أهمية ان ينظر إليهم كمدافعين عن إسرائيل التي عادة ما يكون امنها هو مفتاح قضايا السياسة الخارجية في الحملات الانتخابية المحلية. وقال مايك رودجرز الرئيس الجمهوري للجنة المخابرات بالكونجرس لشبكة سي.ان.ان "هناك بعض التحديات الحقيقية. أعتقد ان الكونجرس في نهاية الأمر سيكون على مستوى الحدث. هذه مسألة تتعلق بالأمن القومي." لكن السناتور الجمهوري راند بول عضو مجلس الشيوخ عن كنتاكي عرض على شبكة ان.بي.سي وجهة نظر أكثر تشككا وقال إنه رغم شعوره بالفخر لسعي أوباما للحصول على موافقة الكونجرس إلا ان فرصة رفض الكونجرس للتدخل في سوريا تصل الى خمسين بالمئة. وتابع "أعتقد أن مجلس الشيوخ سيوافق دون تردد... لكن نتيجة التصويت في مجلس النواب ستكون متقاربة الى حد كبير.