تقدمت قوات النظام السوري، أمس، داخل مدينة النبك في منطقة القلمون شمال دمشق، حيث تستمر المعارك بينها وبين مقاتلي المعارضة، التي رحبت بمواقف كل من وزيري الخارجية البريطاني وليام هيغ، والفرنسي لوران فابيوس حول «ضرورة رحيل بشار الأسد كمقدمة لأي حل سياسي»، في حين اعلن الجيش السوري الحر سيطرته على بلدة في حلب. وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني «تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعمة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والدولة الاسلامية وكتائب مقاتلة من جهة اخرى في مدينة النبك»، مشيراً إلى «سيطرة القوات النظامية على اجزاء جديدة من المدينة». في المقابل، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات امس، ان «الجيش استمر في حربه على (الإرهاب) في القلمون وريف دمشق محققاً إصابات مباشرة، كما صادر مخازن من السلاح في النبك». ونقلت عن مصدر أهلي في بلدة دير عطية المجاورة للنبك قوله ان «الجيش يسيطر على كامل النبك لكن لايزال هناك عدد من الجيوب تحتمي بالمدنيين يتم التعامل معها». وتعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية لأنها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق، وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال. كما انها اساسية للنظام، لأنها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة. في مدينة الرقة (شمال)، ارتفع إلى 18 عدد القتلى الذين سقطوا السبت جراء غارات للطيران، بينهم خمس سيدات وستة اشخاص دون سن ال18، بحسب المرصد السوري. وكانت حصيلة سابقة اشارت إلى مقتل 14 شخصاً. من جانبه، قال مقاتل من المعارضة السورية إن المعارضة المسلحة أنهت سيطرة القوات الموالية للأسد على بلدة نقيرين التابعة لمحافظة حلب اول من أمس. وقال المقاتل صالح عمر إنهم يقاتلون لتحرير البلدة. وأضاف أنهم تمكنوا بعد معارك عدة مع قوات الأسد من تحريرها، مؤكداً أنهم سيواصلون القتال حتى الوصول إلى القصر الرئاسي. وتعرضت البلدة لنيران المدافع الرشاشة والبنادق الهجومية، حيث تردد دوي انفجارات حول البنايات الرئيسة في سماء البلدة، بما في ذلك مستشفى قال المعارضون المسلحون إنه كان يستخدم مقراً لقوات الأسد. من جهته، رحب الائتلاف الوطني السوري المعارض بمواقف كل من وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، حول «ضرورة رحيل بشار الاسد كمقدمة لأي حل سياسي في سورية». وقال الأمين العام ل«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» بدر جاموس، إن «الائتلاف يرى في مواقف بريطانيا وفرنسا حول ضرورة رحيل الأسد أساسا مهما للعمل السياسي الذي يسبق جنيف-2، وهذه المواقف مرحب بها جداً من أوسع أطياف الشعب السوري». وكان هيغ قد أكد الجمعة على هامش زيارة إلى الكويت أن بريطانيا أو أي دولة غربية لن تقبل ببقاء الأسد في السلطة، مشيراً إلى أن الحل السلمي في سورية يستدعي رحيل الأسد عن الحكم، فيما أكد فابيوس أن هدف جنيف -2 هو انشاء حكومة انتقالية في سورية من دون الأسد. وقال جاموس «إنه لابد كبداية لجنيف-2، ان نقوم بتنفيذ جنيف-1 نحو تشكيل هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات لتحل محل نظام الأسد، وتدير شؤون البلاد، إلى حين تشكيل جمعية تأسيسية ودستور مؤقت وانتخابات برلمانية ورئاسية، تحدد شكل الحياة السياسية والعامة في سورية». وأوضح الأمين العام للائتلاف المعارض، أن «الإطار العام الذي سيكلل كل هذا بالنجاح هو رحيل الأسد، وإجباره على احترام جنيف مع وجود إطار زمني واضح للمرحلة الانتقالية».