قوات النظام السوري، أمس، السيطرة علي طريق حمص- دمشق الدولي، بعد إحرازها تقدماً جديداً علي الأرض في منطقة القلمون الاستراتيجية 'شمال العاصمة'، في وقت استبعدت فرنسا أن يحقق مؤتمر جنيف المرتقب 'نتائج سريعة' علي صعيد حلّ الأزمة السورية المتفاقمة، بينما اعتبر 'الإخوان المسلمون' في سوريا أن الأجواء والشروط غير مواتية لانعقاد هذا المؤتمر. يأتي ذلك غداة مقتل حوالي 65 شخصاً في أعمال العنف في مناطق سورية عدة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويصعب التأكد من دقة هذه التقارير بشكل مستقل، نظراًَ للقيود الصارمة التي تفرضها السلطات السورية علي الصحافيين والإعلاميين، كما بعض الجماعات المسلحة المحسوبة علي المعارضة. وأفاد المرصد بأن 'القوات النظامية سيطرت تقريباً علي كامل مدينة النبك، وأن الاشتباكات مستمرة في بعض جيوب المقاومة التي يقاتل فيها مقاتلو الكتائب'. وأشار إلي أن 'القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة علي طريق حمص- دمشق الدولي' الذي يمر بمحاذاة النبك، علماً بأن الطريق ليست آمنة بعد. لكنه أوضح أن هذه الطريق لم تعد في المرمي المباشر للمقاتلين المعارضين. في المقابل، ذكر التلفزيون السوري، نقلاً عن مصدر عسكري أن قوات الجيش 'بسطت سيطرتها علي كامل النبك بعد سلسلة من العمليات الدقيقة.. وما زالت تلاحق فلول التنظيمات الارهابية في المزارع المحيطة'. وتُعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية لأنها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال. كما أنها أساسية للنظام، لأنها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة. من جهة أخري، احتدمت المعارك في مدن وبلدات ريف دمشق المحاذية للقلمون، حيث يواصل مقاتلو المعارضة معركة 'فك الحصار عن الغوطة'. وأفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في كل من محيط بلدة بيت سحم من جهة مطار دمشق الدولي، والسيدة زينب ومعضمية الشام، ودوما، وسط قصف جوي ومدفعي كثيف من قبل القوات النظامية، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين المتقاتلين. دبلوماسيا، عبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن شكوكه في أن يؤدي مؤتمر السلام حول سوريا المقرر في 22 يناير المقبل في جنيف إلي نتائج سريعة. وقال فابيوس في حديث لإذاعة فرانس انتر 'أعتقد أن المؤتمر سيُعقد، لكن يجب ألا يكون مجرد محادثات، يجب أن يؤدي الي نتيجة'، مستدركاً 'من الصعب جداً تصور أن يؤدي الي نتيجة سريعة'. وتابع فابيوس 'المؤتمر يُعقد في ظروف صعبة جداً.. الوضع الكارثي الذي وصلت إليه سوريا- والأسد هو الذي جر سوريا إلي الكارثة، وهو المسؤول الرئيسي عن الوضع- لذا لا يمكن لشخص عاقل أن يتصور أن نتيجة كل ذلك، إبقاؤه أو إعادته إلي السلطة'. إلي ذلك، قال رئيس المكتب السياسي للإخوان المسلمين حسان الهاشمي إن 'المعارضة قدمت رؤيتها بخصوص مؤتمر جنيف، والتي حددت فيها مطالب محقة لتوفير المناخ الملائم لعقده، ووقف القتل والتدمير الممنهج الذي يرتكبه نظام الأسد '.. ' وشركاؤه لا يزالون يكررون الحديث عن شعبية الأسد التي ستحمل الشعب المذبوح علي مطالبة قاتله بشار لترشيح نفسه لفترة رئاسية ثالثة'. وأضاف الهاشمي في بيان 'جميع المعطيات مازالت تسير بعكس اتجاه عقد جنيف2-، الأميركيون والروس وجميع الذين يدفعون في اتجاه عقده لم يتقدموا خطوة واحدة في اتجاه توفير المناخ الملائم لبداية هذه المرحلة.. يريدون إثبات فشل الحلّ السياسي ليتابعوا تنفيذ أجنداتهم والتسبب بقتل مزيد من الأبرياء وتدمير ما تبقي من سوريا'. بالتزامن، أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن الحكومة السورية لن تذهب إلي 'جنيف2-' لتسليم السلطة 'للإخوان المسلمين أو لمن يمثل قطر أو تركيا والسعودية وأميركا وإسرائيل'. وأضاف الزعبي، خلال لقائه وفداً تضامنياً من موريتانيا وفلسطين واليمن ولبنان، 'هؤلاء لن ينالوا بالمفاوضات ما فشلوا بالحصول عليه عبر الوسائل الأخري.. لن نفاوض علي رموز السيادة الوطنية وثوابتها.. بل علي كيفية إعادة الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب وطرد المجموعات الأجنبية وبناء حياة سياسية متعددة والذهاب إلي صناديق الاقتراع'.