استعادت القوات النظامية السورية السيطرة على طريق حمص دمشق الدولي، بعد إحرازها تقدماً جديداً على الأرض في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة، بالسيطرة على مدينة النبك، في وقت استبعدت فرنسا أن يحقق مؤتمر «جنيف 2» المرتقب «نتائج سريعة» على صعيد حل الأزمة السورية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن القوات النظامية سيطرت تقريباً على كامل مدينة النبك، وإن الاشتباكات مستمرة في بعض جيوب المقاومة التي يقاتل فيها مقاتلو الكتائب. وأشار إلى أن القوات النظامية تمكنت من استعادة السيطرة على طريق حمص دمشق الدولي الذي يمر بمحاذاة النبك، علماً بأن الطريق ليست آمنة بعد. وأوضح أن هذه الطريق لم تعد في المرمى المباشر للمقاتلين المعارضين. في المقابل، ذكر التلفزيون السوري الرسمي، نقلاً عن مصدر عسكري، أن قوات الجيش بسطت سيطرتها على كامل مدينة النبك في ريف دمشق بعد سلسلة من العمليات الدقيقة كان آخرها الليلة قبل الماضية، و«مازالت تلاحق فلول التنظيمات الإرهابية في المزارع المحيطة». وقالت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات، إن الجيش السوري قام «بتأمين مزارع ريما المحيطة بالنبك وصولاً إلى دير عطية، ما يعني أن الطريق الدولي بات أيضاً آمناً، ومتوقع إعادة فتحه خلال فترة قصيرة وفقاً للمعطيات العسكرية». وتقع بلدات النبك ودير عطية وقارة على خط واحد على الطريق السريعة بين حمص ودمشق. وسيطرت قوات النظام على قارة في 19 نوفمبر الماضي، ثم طردت مقاتلي المعارضة من دير عطية التي تحصنوا فيها بعد انسحابهم من قارة. وتستكمل سيطرتها على النبك تمهيداً للانتقال إلى يبرود التي تعتبر المعقل الأخير المحصن المتبقي للمعارضة المسلحة في القلمون، بالإضافة إلى قرى ومواقع أخرى صغيرة. من جهة أخرى، أفاد المرصد باشتباكات فجر أمس، في محيط بلدة بيت سحم من جهة مطار دمشق الدولي. وذكر أن سبعة عناصر من جيش الدفاع الوطني الموالي للنظام قتلوا، أول من أمس، إثر اقتحام كتائب معارضة «مقرهم في منطقة حجيرة قرب السيدة زينب» جنوبدمشق. وقصفت القوات النظامية، بحسب المرصد، مناطق في مدينة معضمية الشام جنوب غرب دمشق، أمس، وسط اشتباكات عنيفة على أطراف المدينة وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين المتقاتلين. سياسياً، عبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، عن شكه في أن يؤدي مؤتمر السلام حول سورية المسمى «جنيف 2» المقرر في 22 يناير المقبل إلى نتائج سريعة. وقال فابيوس في حديث إلى إذاعة «فرانس انتر»، أمس، «أعتقد أنه (جنيف 2) سيعقد، لكن يجب ألا يكون مجرد محادثات، يجب أن يؤدي إلى نتيجة». وأضاف أنه «من الصعب جداً تصور أن يؤدي إلى نتيجة سريعة». وأكد أن المؤتمر «يعقد في ظروف صعبة جداً». وقال فابيوس «بعد سقوط 125 ألف قتيل وفي الوضع الكارثي الذي وصلت اليه سورية - و(الرئيس السوي بشار) الأسد هو المسؤول الرئيس عنه - لا يمكن لشخص عاقل أن يتصور ان نتيجة كل ذلك إعادة بشار الأسد» إلى السلطة. وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، جدد التأكيد أن الرئيس السوري «يجب ألا يكون له اي دور في المرحلة الانتقالية». كما جدد الجربا في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية نشرت، أمس، استعداده لزيارة موسكو، حليفة النظام، من دون أن يحدد موعداً للزيارة. وعبر عن رغبته في إقناع الروس بأن مصلحتهم «ليست مع النظام». من جهته، أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، أن بلاده لن تذهب إلى «جنيف 2» لتسليم السلطة «للإخوان المسلمين أو لمن يمثل قطر أو تركيا والسعودية وأميركا وإسرائيل». وفي تداعيات النزاع، دعت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) إلى تسهيل الوصول لأكثر من مليوني طفل في سورية ضمن حملة تلقيح كبرى تجرى حالياً في الشرق الأوسط، لتحصين أكثر من 23 مليون طفل ضد شلل الأطفال. وجاءت الحملة بعد الكشف عن عدد من الاصابات بشلل الأطفال في سورية. وأشار بيان مشترك للمنظمتين إلى أن الحملة تعد «الأكبر في تاريخ المنطقة».