جاء هذا الإعلان الأمريكي- الجديد من نوعه منذ بدء ولاية باراك أوباما الرئاسية الثانية- بعد ساعات من إقرار مجلس الشيوخ عقوبات جديدة مشددة ضد طهران. ووصفت كلينتون الملف النووي الإيراني بأنه أصعب قضية تعاملت معها كوزيرة للخارجية بسبب الأخطار التي يمثلها سلوكها, والخطر الأكبر الذي ستشكله إيران المسلحة نوويا. وشددت كلينتون علي أن إدارة الرئيس أوباما مستعدة لإجراء محادثات ثنائية مع إيران, وأن واشنطن تعمل في الوقت الحالي مع مجموعة5+1 لاستئناف المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي. وأضافت الوزيرة الأمريكية أن الغرب يحاول طرح اقتراح علي إيران يوضح أن الوقت ينفد أمامنا.. وعلينا أن نكون جادين, فهذه هي الأمور التي نحن علي استعداد لمناقشتها معكم, ولكننا نتوقع المعاملة بالمثل. وفي غضون ذلك, أكد علي أصغر سلطانية مندوب إيران لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقب ختام اجتماعات مجلس محافظي الوكالة استعداد بلاده لاستقبال المفتشين الدوليين في كافة المواقع النووية الإيرانية في إطار المحادثات, محذرا من اتخاذ بعض الدول خطوات غير محسوبة ضد إيران. وأوضح سلطانية أنه قد جاء في التقرير الختامي لاجتماع مجلس المحافظين أنه لا يوجد أي انحراف في برنامج إيران النووي, مشيرا إلي أن مجلس المحافظين كان قد طرح خمسين سؤالا, وكانت هناك خمسون إجابة من قبل إيران حول برنامجها النووي. وحول زيارة المفتشين لموقع بارشين, صرح سلطانية بأن إيران لن تقبل بذلك ما لم يكن في إطار المحادثات. وقال: بعد أن تنتهي المحادثات ونصل إلي نتائج, سيكون بإمكان الوكالة أن تتخذ أي قرار بناء عليها. وأعرب سلطانية عن أسفه من الموقف الذي اتخذته الولاياتالمتحدة بالتهديد مرة أخري, قائلا: يجب أن تكون الولاياتالمتحدة مسئولة عن نتائج هذه التهديدات, لأن الفرصة مناسبة ولن تتكرر, بحسب تعبيره. وفي سياق متصل, أعلن سيرجي ايفانوف رئيس الإدارة الرئاسية الروسية أن روسيا والوكالة الدولية للطاقة الذرية ملتزمتان بدعم الجهود الرامية إلي التوصل لتسوية سلمية للملف النووي الإيراني من خلال القنوات الدبلوماسية. وشدد المسئول الروسي علي أن بلاده مهتمة بضرورة التزام الدول الأخري بنظام عدم الانتشار النووي, لافتا إلي أن موسكو ليست في حاجة إلي حيازة دول جديدة لأسلحة نووية, وبخاصة في منطقة قريبة من الحدود الروسية. علي صعيد آخر, قالت متحدثة باسم حلف شمال الأطلنطي الناتو ردا علي سؤال بشأن التحذيرات الإيرانيةلتركيا من نشر صواريخ باتريوت إنه فيما يخص إيران أو أي دولة أخري في المنطقة, أوضحت تركيا جيدا في طلبها أن هذا إجراء دفاعي تماما لا صلة له علي الإطلاق بأي إجراءات هجومية أو دعم منطقة حظر طيران محتملة. وفي طهران, أكد الأدميرال سيد محمود موسوي مساعد شئون العمليات لقيادة القوات البحرية في الجيش الإيراني علي استعداد إيران لسد حاجة الدول الصديقة من العوامات القتالية عند تلقيها طلبات بهذا الشأن. وأشار موسوي إلي إزاحة الستار عن أحدث إنجازات الجيش الإيراني خلال اليوم الوطني لسلاح البحر الايراني, واصفا تلك الإنجازات بأنها مجرد جانب صغير من جهود المتخصصين المحليين لرفع قدرات القوة البحرية في إيران. ولفت إلي دخول غواصتين من طراز غدير إلي الخدمة مؤخرا, معتبرا هذا الإنجاز خير دليل علي بذل أهمية بالغة للرقي بقدرات القوة البحرية خاصة فيما يتعلق بالغواصات. ولدي تطرقه إلي تواجد مدمرة جماران في المياه الدولية الحرة وتدشين مدمرة سهند, أكد المسئول العسكري الإيراني أن هذا التواجد المقتدر للقوة البحرية الإيرانية مؤشر علي الاقتدار الذاتي في مجال تصميم وصناعة القطع البحرية القتالية والسطحية في البلاد. وفي هذه الأثناء, كشف تقرير إخباري عن أن إيران تواجه حاليا أخطر أزمة منذ عام1980 نتيجة تردي الوضع الاقتصادي, وأن تفاقم الأزمة قد يؤدي إلي اندلاع اضطرابات اجتماعية في البلاد. وأوضح التقرير أن مسئولين إيرانيين لديهم مخاوف جراء ما وصفوه بسوء الإدارة الاقتصادية من جانب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, إضافة إلي العقوبات الشديدة المفروضة علي إيران بعد إخفاقها في إقناع العالم بأن برنامجها النووي ليست له أبعاد عسكرية. وأشار التقرير إلي أن الحكومة الإيرانية تكافح حاليا لتلبية احتياجاتها في استيراد أكثر من10 ملايين طن من القمح شهريا, وأنها قد اضطرت للاستيراد من مخزونات الحبوب التي لا تتمتع بجودة عالية لرخص أسعارها. علي صعيد آخر, طالبت الولاياتالمتحدةإيران بالإفراج عن داعية حقوق الانسان المسجونة نسرين سوتوده والتي قالت إنها مضربة عن الطعام منذ أكثر من ستة أسابيع, وانتقدت بشدة السلطات الإيرانية لأسلوب معاملتها مع المحامية البالغ عمرها49 عاما. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن التدهور السريع في صحة سوتوده مقلق للغاية, وأنها حرمت من الرعاية الطبية واحتجزت في حبس انفرادي, كما دعت نولاند طهران إلي الإفراج عن30 سجينة أخريات.