محمد وردي (دبي)- تألقت الفنانة التشكيلة والكاتبة السينمائية الإماراتية منى عبدالقادر العلي، من خلال فيلمها الروائي الصامت «كتمان»، الذي عرض مساء أمس، في إطار فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته العاشرة. ويتناول الفيلم مسألة الضغوط الحياتية اليومية، في الواقع الاجتماعي الراهن، التي يتعرض لها الإنسان المعاصر، من خلال مجموعة من الشخصيات كل منها يسعى لتفريغ ما بداخله، بطريقة مختلفة. فأحد الشخصيات يلجأ إلى الصراخ بفتحة قنينة، ويسدها على عجل، وكأنه يحبس صراخه بداخلها، ومن ثم يدفن القنينة المملوءة بالصراخ تحت الرمال، في محاولة لنسيان ضغوط الحياة المرهقه. وتبرر كاتبة الفيلم منى عبد القادر العلي، تعدد أساليب معالجة قضية الضغوط، بأنها لم تسع لعرض حلول لهذه القضية، التي تنطوي على بعد نفسي بالدرجة، بقدر ما سعت إلى تسليط الضوء عليها. وتابعت الكاتبة بقولها: لقد كان كافياً بالنسبة لي لفت النظر إلى أن المشاكل اليومية المرهقة لذاتنا، هي معاناة اجتماعية عامة، وأردت إثارة جملة من التساؤلات والاستفسارات حولها، من خلال الفيلم، بغرض التخفيف من حدتها، من دون الإشارة إلى حلول أو آلية علاج لهذه الحالة النفسية. وفي رد على سؤال ل»الاتحاد» حول السبب الذي جعلها تعمل على فيلم صامت؟ قالت العلي: لكوني فنانة تشكيلية بالأساس، ولأن التركيب والفوتوغرافي، جزء من التشكيل، فأنا أرى أن فضاء الصورة والموسيقى أكثر رحابة، من الكلمة، ولأن الكلمات في بعض الأحيان محصورة بمعان محددة، وقد تشد انتباه أو وعي المتلقي، إلى أماكن بعينها، بينما الوضع مع الصورة يختلف كلياً. ولذلك أبحث عن فضاء أبعد من فضاء اللغة، وأوسع وأشمل، فاتجهت إلى الصمت. لأن الرموز يمكن أن تتعدد بالحياة، إلا أننا لا نراها في سياق الكلام، ولكن الرمزية مع الصورة ليست ممكنةً فقط، وإنما قد تعدد مستويات رؤيتها. وعندما سألناها لمن تتوجه بهذه الرؤية السينمائية، أو المفهوم السينمائي الصامت؟ قالت الفنانة منى عبدالقادر العلي: إنها تتوجه بها لجميع الناس من دون تصنيف، وهي تدرك أن البعض ربما لا يستجيب لهذه الرؤية أو المفهوم الجديد على المجتمع الإماراتي والعربي عموماً، إلا أنها تصر على تقديم أعمال تقدم المتعة البصرية والذهنية، ولكنها في الوقت عينه تحتم على المتلقي بذل بعض الجهد، لتعميق المعرفة، والارتقاء بالذائقة الفنية لدى المجتمع. ... المزيد