قيادي حوثي يُهين ويعتدي على جندي في سجن الحديدة!    إعصار مداري وفيضانات طويلة الأمد ستضرب هذه المحافظات اليمنية.. تحذير أممي من الأيام القادمة    صنعاء.. إصابة امين عام نقابة الصحفيين ومقربين منه برصاص مسلحين    البنك المركزي اليمني يكشف ممارسات حوثية تدميرية للقطاع المصرفي مميز    وداعاً صديقي المناضل محسن بن فريد    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    "ظننا إن مرحلة التصعيد الرابعة ستكون هناك.. ولكن الصدمة انها صارت ضدنا"...احمد سيف حاشد يندد بأفعال الحوثيين في مناطق سيطرتهم    الاتحاد الأوروبي يخصص 125 مليون يورو لمواجهة الاحتياجات الإنسانية في اليمن مميز    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34789 شهيدا و78204 جرحى    العين يوفر طائرتين لمشجعيه لدعمه امام يوكوهاما    في صالة الرواد بأهلي صنعاء ... أشتداد الصراع في تصفيات ابطال المحافظات للعبة كرة اليد    تياغو سيلفا يعود الى الدوري البرازيلي    ريال مدريد الإسباني يستضيف بايرن ميونيخ الألماني غدا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    قيادات حوثية تتصدر قائمة التجار الوحيدين لاستيرات مبيدات ممنوعة    أبو زرعه المحرّمي يلتقي قيادة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في مديرية بيحان بمحافظة شبوة    ارتفاع اسعار النفط لليوم الثاني على التوالي    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    تنديد حكومي بجرائم المليشيا بحق أهالي "الدقاونة" بالحديدة وتقاعس بعثة الأمم المتحدة    الأمم المتحدة: أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة مميز    مجلس النواب ينظر في استبدال محافظ الحديدة بدلا عن وزير المالية في رئاسة مجلس إدارة صندوق دعم الحديدة    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    الأمم المتحدة: مخزون المساعدات بغزة لا يكفي لأكثر من يوم واحد    باصالح والحسني.. والتفوق الدولي!!    وصول باخرة وقود لكهرباء عدن مساء الغد الأربعاء    طلاب تعز.. والامتحان الصعب    تنفيذ حكم إعدام بحق 5 أشخاص جنوبي اليمن (أسماء وصور)    العثور على جثة ''الحجوري'' مرمية على قارعة الطريق في أبين!!    جرعة قاتلة في سعر الغاز المنزلي وعودة الطوابير الطويلة    صاعقة كهربائية تخطف روح شاب وسط اليمن في غمضة عين    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    مليشيا الحوثي توقف مستحقات 80 عاملا بصندوق النظافة بإب بهدف السطو عليها    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    تهامة.. والطائفيون القتلة!    انهيار جنوني متسارع للريال اليمني .. والعملات الأجنبية تصل إلى مستوى قياسي (أسعار الصرف)    الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسئول هندي التعاون العسكري والأمني    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    أول تعليق أمريكي على الهجوم الإسرائيلي في مدينة رفح "فيديو"    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    وتستمر الفضايح.. 4 قيادات حوثية تجني شهريا 19 مليون دولار من مؤسسة الاتصالات!    العثور على مؤذن الجامع الكبير مقتولا داخل غرفة مهجورة في حبيل الريدة بالحج (صور)    بأمر من رئيس مجلس القيادة الرئاسي ...الاعدام بحق قاتل في محافظة شبوة    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    أبطال أوروبا: باريس سان جيرمان يستضيف بوروسيا دورتموند والريال يواجه بايرن في إياب الدور قبل النهائي    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الإمارات" وجهة صناع الدراما والسينما في العالم
نشر في الجنوب ميديا يوم 26 - 12 - 2012

وعن تأثير هذا الجذب على مستوى الحركة الفنية الإماراتية يكمل النيادي:عندما تختار شركة إنتاج أجنبية أو عربية مواقع تصوير لها داخل الإمارات فهذه تعتبر فرصة مهمة استثمارية للفنان الإماراتي أولاً في الاستفادة من خبرات الغير وتوظيفها في الأعمال الفنية المحلية، وهذا ليس انتقاصاً من قدرات الفنان بل على العكس لأن مجال الفن هو في تطور وتغير دائم، وبديهي أن يتم الاستفادة من تجارب الآخرين، ولا أعتقد أن الممثل الإماراتي مظلوم أو أن الساحة الفنية هنا فقيرة المحتوى والإنتاج، فلو عدنا لفترة الثمانينات كان تلفزيون عجمان واستوديوهاته تنتج أعمالاً مصرية ناجحة، وأيضاً مركز الخليج العربي للإنتاج بدبي في بداية التسعينات كان محطة بارزة ومهمة للإنتاج العربي الدرامي، وتلفزيون أبوظبي كذلك أنتج أشهر الأعمال البدوية مع نجوم عرب وتَمَّ تصويرها في مواقع في أماكن عدة منها العين ودبي . . فتصوير الأعمال الدرامية العربية ليس بجديد على دولة الإمارات لكن الاختلافات التي طرأت على هذه العملية أن الإنتاج والتصوير الفني تغيرت ظروفه للأفضل في ظل التطور التقني الفني واستخدام أدوات التصوير والمونتاج والإخراج الدرامي والسينمائي عالي الكفاءة .
ويلفت النيادي إلى بعض السلبيات قائلاً: توجد نقطة سلبية وحيدة في هذا الموضوع أن بعض المؤسسات الحكومية تغلق أبوابها أمام شركات الإنتاج المحلية وتشرعها أمام الأجنبية، رغم كونها تنتج بعض الأعمال المسيئة لصورة الإمارات لكن مع ذلك هذه الشركات يرحب بها وتقدم لها تسهيلات جمة، وحتى الأفلام التي صورت في الإمارات مثل الفيلم الأمريكي "المهمة المستحيلة 4" لبطله توم كروز لم يكن موفقاً في إظهار دبي بصورة لائقة تفيها حقها، وبالتالي هذا يسمى استغلالاً واضحاً ونحن نرفض أن تستغل بيئة الإمارات، وفي الوقت ذاته نرحب كل الترحيب بالشركات التي تقدم أخلاقها قبل أعمالها الفنية لتثري الحركة الفنية لدينا بشكل خاص وتنعكس إيجابا على الواقع الحياتي.
الفنان بلال عبد الله، مستاء من زخم الإنتاج الدرامي والسينمائي على أرض الإمارات والأسباب كما يقول: الإمارات أرض خصبة لكل شيء للفن والثقافة والتجارة والترفيه والسياحة، وعندما نتحدث عن الإنتاج الفني نلمس طفرة لافتة في هذا المجال حيث توجهت أنظار صناع السينما والدراما في العالم نحوها، وهذا ليس بغريب على بلد متقدم وحضاري مثل الإمارات، لكن ما يقلق حقاً أبعاد هذه الظاهرة وتأثيراتها على الفن الإماراتي وعلى الفنانين المحليين، فمع كل هذا الزخم الكبير سيضيع الفنان الإماراتي بينهم، وهذه نتيجة طبيعية أمام تهافت شركات الإنتاج الخارجية على التصوير هنا، وطرح أعمال فنية جديدة ستفرض نفسها على كبرى القنوات الفضائية المتواجدة في الإمارات أو خارجها، والسؤال الواجب طرحه هنا لماذا لا ينتج المسؤولون خططاً معينة تبرز الفنان الإماراتي وتؤكد دوره؟ فمثلاً عندما يتم تصوير مسلسل عربي لماذا لا تدرج أسماء بعض الفنانين الإماراتيين ويرشحون مع فريق عمل المسلسل؟ أليس هذا من حقهم وهذه الأرض هي أرضهم والغير يأتون من الخارج ويصورون وينتجون أعمالهم في بيئة ميسرة تغمرها الراحة والأمن والأمان؟
ويلوم الفنان بلال عبد الله تقاعس بعض المسؤولين عن الفن في إبراز دور الفنان الإماراتي ويضيف: نحن ننتج للغير ومسألة الإنتاج أصبحت تجارية بحتة، ولو تحدثنا عن جيل الشباب من الفنانين الإماراتيين سنجده مظلوماً جداً ولا توجد فرص حقيقية لهم في الدراما أو السينما، بسبب وجود خلل إداري وقصر نظر من البعض والحل الأمثل برأيي هو إزاحة هؤلاء من المهمة الإعلامية الإنتاجية، فالدراما الإماراتية مازالت خجولة والسينما وليدة سنوات قليلة وتجاربنا لا تتعدى مستوى الأفلام القصيرة، وغيرنا يسبقنا بأشواط كبيرة ويصور على أرضنا خاصة أن السينما الهوليوودية والبوليودية أتت إلى الإمارات، وأصبحنا على تماس مباشر معها لكن بدون فائدة.
يتحدث الفنان مرعي الحليان، عن أهم الأسباب التي تغري المنتج أو المخرج العربي و الأجنبي، إذ يقول: صور الحياة في هذه الدولة المتطورة بأبراجها الشاهقة ومراكزها الترفيهية والتسويقية التي تجمع احتياجات الحياة تجذب صناع الفن من الخارج، إضافة إلى سحر الطبيعة الخلابة وتنوع البيئات البحرية والصحراوية والجبلية، كذلك التسهيلات التي تم تنفيذها مؤخراً من قبل بعض الجهات مثل تخصيص مدينة دبي للاستوديوهات ولجنة دبي للإنتاج الإعلامي التي تشرع وتستخرج الموافقات اللازمة لعمليات التصوير على اختلافها، وتقديم دليل وافي لهذه الشركات أو الأفراد في أفضلية التصوير والمناطق الجذابة التي لم يصور فيها من قبل، فالإمارات بلد بعيد عن الاضطراب السياسي ويضم تعددية ثقافية تغني الصورة وتعطي للعمل نكهة فنية مميزة .
ويتابع: حيوية الإمارات أفرزت غزارة إنتاجية في المسلسلات العربية والخليجية، خاصة أنه تم تصوير 13 عملاً خليجياً هذا العام منها كويتي وسعودي، وفي ظل هذا الازدحام الإنتاجي كان الفنان الإماراتي حاضراً والأكثر استفادة حيث توافرت له فرص مهمة للظهور، فمتى كان الفنان الإماراتي يصور في اليوم الواحد أكثر من عمل ويتنقل من موقع تصوير إلى آخر؟ هذا التوجه بالتأكيد سيدفع الحركة الفنية الإماراتية إلى الأمام ويطورها في ظروف عمل صحية ومفيدة، فهذه الأجواء تحفزنا نحن كممثلين محليين لبذل المزيد على الساحة وإيجاد مكان بارز لنا على الخريطة العربية الدرامية أولاً ثم السينمائية.
ويضيف الحليان: الاستفادة من التصوير في الإمارات ينعكس إيجابياً على اقتصاد المجتمع وشرائحه المختلفة، فعند تصوير أي مسلسل بالتأكيد ستنتعش حركة تأجير المنازل والفلل والمحلات والفائدة المالية ستعود على أصحابها، إضافة إلى أن كثرة التصوير خلقت ثقافة حديثة في تعامل الجمهور مع فريق العمل الفني، حيث صورت أعمالاً عدة في الدورة الرمضانية السابقة مثل مسلسل "اليحموم" و"طماشة4" و"حبر العيون" و"ريح الشمال" .
طمأنينة الإمارات واضطراب سياسة بعض الدول العربية عوامل أساسية جذبت أهل الفن إليها، وهي كما يقول الفنان حبيب غلوم ملاذ آمن للناس جميعاً فالأمن والآمان الذي تعيشه الإمارات يدفع المنتج العربي أن يستثمر ماله ويعمل مشاريع فنية ناجحة وحتى وإن لم تكن ناجحة هو يعلم أنه لن يخسر أو يشعر بالندم لأنه وضع أمواله في مثل هذا الاستثمار، ولا ننسى اضطراب الأوضاع السياسية في بعض البلدان العربية مثل سوريا ومصر جعلت الممثل العربي بحالة قلق واستنزاف مستمر سيؤثر سلباً على أدائه وهذا كله سيتخلص منه بمجرد تواجده على أرض الإمارات التي ترحب بضيوفها الممثلين العرب والأجانب على الدوام، وكذلك تتميز أسواق دولة الإمارات بغناها وانفتاحها على باقي الأسواق العالمية مما جعلها من بين الدول السباقة في المجال التقني، ففيها كبرى الشركات التي تؤمن مستلزمات التصوير والإخراج والإضاءة بجودة عالية ومواصفات عالمية .
ويجد حبيب غلوم أن هذا الزخم الفني هو مرحلة مؤقتة ستزول بمجرد عودة الأمن السياسي لبعض الدول العربية، ويضيف على أية حال نتمنى أن يكون للفنان الإماراتي تواجد مهم في الأعمال التي تصور وتنتج وتسوق في الإمارات للاستفادة من هذه التجارب المهمة والمستخلصة من ثقافات وبيئات مختلفة، فالاحتكاك بالفنان والمخرج والمنتج العربي أمر مهم جداً لنتعلم من خبراتهم وتجاربهم الكثيرة، خصوصاً أن الدراما الإماراتية تحتاج إلى هذا النوع من الانصهار الفني مع إخواننا العرب، ووجود مخرجين محترفين هو حاجة ملحة تطور العمل المحلي فنحن مازلنا نفتقد لحرفية الإنتاج والتصوير .
يتطرق غلوم إلى أهم مشكلة في صناعة السينما المحلية من وجهة نظره قائلاً: لا توجد صناعة حقيقية للسينما الإماراتية على مستوى الدولة . وعدم التخصص هو مشكلة من مشكلاتنا الأساسية في السينما . فلا يوجد تخصص لمراقبة الإخراج أو العمل السينمائي بكل فروعه . تأليف وإخراج وتقنيات تصوير سينمائية، والمتواجدين حالياً هم هواة بشكل عام فيوجد بعض المتخصصين درسوا فروع وتخصصات معينة من السينما لكن ليس على المستوى المطلوب ولا زالت هناك جهود ذاتية تعمل بكامل طاقاتها وبعزيمة حقيقية لكن العمل بالنوايا الطيبة لا يصنع سينما ولا يخلق الإبداع .
جمال الشريف، مدير عام مدينة دبي للاستوديوهات، يوضح أهم الأسباب التي حولت دولة الإمارات "لمغناطيس فني" جاذب قائلاً: نمط الحياة المرفهة أو ما يسمى ب "اللايف ستايل" والبنية التحتية للإمارات كلها عوامل لعبت دوراً جوهرياً في دفع عجلة الإنتاج الفني فيها وجذبت كبار صناع الفن في العالم العربي والغربي سواء في الدراما أو السينما، فالممثل عندما يأتي ويصور هنا . يدرك مدى التقدم والتطور والمستوى لخدمي الذي يطغى على معالم المجتمع الإماراتي، فالترفيه موجود والأمان موجود والطبيعة المتنوعة أيضاً موجودة والمزيد المزيد من المغريات الحياتية، فلماذا لا يستقر فيها للعمل والترفيه في آن مع عائلته وأبنائه؟ وخير مثال أي معظم نجوم الهند استقدموا عائلاتهم إلى الإمارات .
كما يشير جمال الشريف إلى دور الحكومة الداعم لصناعة الفن ومدى تأثير قرار إنشاء لجنة خاصة تشرع وتقدم تسهيلات خاصة للعاملين في قطاع الإنتاج والعمل الفني والإعلامي، مضيفاً: قرار تشكيل مفوضية دبي للإنتاج الإعلامي هو قرار حكومي يهدف إلى وضع دبي على خارطة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني العالمي، وإنشاء مدينة دبي للاستوديوهات كذلك ساهمت في تقديم خيارات تصويرية عالية المستوى من خلال الاستوديوهات ذات المساحات الواسعة المجهزة بأدوات تقنية ومعدات تخدم حيثيات التصوير الفني .
ويؤكد الشريف على أهمية دور مفوضية دبي للإنتاج الإعلامي التي تعمل كحلقة وصل بين الجهات الحكومية والخاصة لتسهيل عمليات التصوير كونها الجهة الوحيدة المختصة بالترخيص لجميع عمليات التصوير، ويشير إلى التسهيلات التي تقدم للفنانين بقوله: بالتعاون مع إدارة الجنسية وشؤون الأجانب تم التوصل لتسهيلات خاصة للفنانين والعاملين في قطاع الإنتاج الفني وتقديم خدمات غير مرهقة مادياً، فمن خلالها يستطيع الفنان دخول الدولة عدة مرات بتأشيرة واحدة وبدون أية مخالفة قانونية، وكذلك سيتمتع بإقامة في فنادق ال"فايف ستار" بأسعار محددة ومخفضة، ونحرص على حماية المخرج مادياً من بعض الجهات التي تبالغ في الأجر المادي المطلوب وفي مواقع التصوير التي تتطلب التواجد في فنادق ضخمة، فنحن نقدم تسهيلات مميزة للمنتج المحلي العربي والأجنبي ونشجعه على العمل بروح إيجابية عالية.
منى الشامسي، تنفيذي أول لدعم الاستثمار بدائرة التنمية الاقتصادية بدبي، تشير إلى أهمية الأسواق الخارجية وانعكاساتها المباشرة على المجتمع، وتقول: ننتهج في مكتب الاستثمار خططاً واستراتيجيات تعزز حيثيات القطاع الفني والإنتاجي داخل الإمارات، وهذا يتطلب في المقدمة التركيز أولاً على عملية الترويج لدولة الإمارات وعناصر الجذب الحياتي فيها، من خلال تشكيل وفد خاص من مكتب الاستثمار والتوجه للدول المهتمة بالقطاع الفني والمعروفة بتجاربها الناجحة في هذا المجال، وبعد التشاور معهم ومخاطبتهم بشكل مباشر والإطلاع على نتائج الدراسات يتم بعدها الاتفاق على العمليات التالية من دعم وتقديم التسهيلات اللازمة حسب تفاصيل العمل الدرامي أو السينمائي، وعليه فإننا بعد أن تبدأ أولى خطوات المشروع الإنتاجي على أرض الإمارات نبقى على تواصل مع فريق العمل والتأكيد على سير المشروع بسلاسة من دون أي مشكلات أو عراقيل، وكل هذه الخدمات نقدمها مجاناً بهدف جذب الخبرات الإخراجية والإنتاجية الفنية الناجحة إلى الإمارات والتي من شأنها التأثير بشكل مباشر على الفن الإماراتي .
انتقاء الصورة التصويرية ومواقع التصوير لا بد أن تتوافق مع ملامح النص ومتطلبات قصة السيناريو ولهذا ترى المخرجة الإماراتية نهلة الفهد، أن بيئة الإمارات وتنوعها السبب الرئيسي لموجة العمل الفني العربي والأجنبي، وتتابع: تتميز الإمارات بأماكن حضارية متطورة ومناطق أخرى تراثية وهذا الخليط يقدم احتمالات متعددة لشكل الصورة الفنية التي تخدم أي عمل فني جديد، وتوجه أنظار شركات إنتاج سينمائية عالمية إلى الإمارات وخاصة دبي يعد خطوة مهمة ومؤثرة في القطاع الفني والإنتاجي، فتجربة الفيلم الأمريكي " المهمة المستحيلة4" خير دليل على مكانة الإمارات البارزة بين دول العالم المتقدمة، حيث تم التصوير في معالم سياحية معروفة بدبي كبرج خليفة وشوارع دبي مثل شارع الميدان، إضافة إلى إقبال شركات الإنتاج الهندية وتصوير بعض الأفلام السينمائية دليل على توجهات صناع السينما العالمية نحو الإمارات التي أصبحت استديو مفتوح لجميع الفنون .
محمد حسين، مدير إدارة الانتاج في شركة "جرناس" للإنتاج الفني: يقول الإمارات استديو فني جذبت إليها رؤوس الأموال الخارجية وهذا ليس بالأمر الهين فلولا سياسة الدولة ودعم حكامها المتواصل للحركة الفنية لما تشجعت شركات الإنتاج للعمل على أرضها، فكل شيء ميسر أمامهم ومتاح في جو يسوده الأمن والآمان، فالكاميرات تتحرك بدون قيود مفروضة أو قوانين خانقة، ونلاحظ في السنوات الخمس الماضية ازدياد حركة العمل السينمائي العالمي وكذلك الإنتاج الدرامي العربي، فطبيعتها بكر وغير مستهلكة وتمتاز بخصوصية تميزها عن سواها .
ومن المشكلات التي تعترض فريق العمل يقول حسين: مع كل الدعم والتسهيلات التي نلمسها لكن عندما ننتج مسلسلاً خليجياً ويصور في الإمارات نعاني من إشكالية عدم تعاون بعض الجهات والمؤسسات في القطاع الخاص، وفي المقابل توجد جهات متعاونة جداً وترحب بالعمل والتصوير فيها . ويغيب عن البعض أننا لا نملك ميزانيات ضخمة لتصوير مسلسل خليجي أو محلي بل ننتج العمل بتكاليف متواضعة لذلك نلجأ في بعض المواقف إلى تغيير واستبدال مواقع التصوير المختارة، ونحن الآن بصدد انتظار ما وعدت به "مفوضية دبي للإنتاج الإعلامي" بشأن حماية المنتجين وشركات الإنتاج من مثل هذه المواقف .
يقول أيهم الزيود، مدير عام الإنتاج في مجموعة شركة "كاريزما" للإنتاج الفني بأبوظبي: العمل الفني يحتاج إلى بيئة حاضنة تدعم وتطور الصناعة الفنية بكل تفاصيلها، وبلا شك أثبتت الإمارات جدارتها في استقطاب وجذب كبرى شركات الإنتاج العالمية والعربية وتمهيد الطريق أمامها للعمل بحرية تامة وتسهيلات تثمر تجارب فنية عالية المستوى، وبرأيي من أهم الأسباب وأكثهار تأثيراً على الحركة الإنتاجية في الإمارات هو تعدد الجنسيات والثقافات التي تقطنها، فالعمل الدرامي العربي عندما يطرح قضايا اجتماعية مهمة يوجه رسالته لجميع العرب وهذه الرؤية توافق تركيبة الإمارات السكانية .
ويشير الزيود إلى افتقار الساحة الإماراتية الإعلامية إلى جهات توجه عملية الإنتاج الدرامي والتلفزيون حيث يقول: نحرص في مجموعة "كاريزما" على جمع عناصر نجاح الإنتاج الفني للعمل الدرامي أو السينمائي بقالب واحد، وقدمنا العديد من الأعمال التي صورت على أرض الإمارات مثل فيلم "مناحي" الذي صور جزء منه في دبي، وفيلم "صباح الليل" ومسلسل "أبوجانتي" الذي عرض في رمضان الفائت، والمسلسل التاريخي البدوي "توق"، والعديد من الأعمال الفنية التي صورت في الإمارات، وتعتبر مواقع تصوير المسلسلات والأفلام من أهم مراحل الإنتاج فمن غير الممكن البدء بتصوير العمل قبل رحلة استكشاف وتخطيط دقيقة للمواقع التي تتناسب مع ملامح العمل الفني ومحتواه النصي، وعلى الرغم من أن أرضية الإمارات الفنية مهيأة جداً للعمل الإنتاجي الفني وتصوير أضخم الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية إلا أنه توجد إشكالية افتقار العمليات الإنتاجية الفنية إلى تشريعات جادة توجه العمل الفني وتضع استراتيجيات توجه شركات الإنتاج، حيث تشكل مدينتي دبي وأبوظبي مركز الثقل الداعم للفن والحركة الفنية، خصوصاً عبر المهرجانات السينمائية وهذه الفعاليات حاجة ملحة لتسويق الإمارات بكافة إمكاناتها الفنية والتقنية والثقافية أمام خبراء الفن وصناعه في العالم .
يتحدث أكرم صبري، منتج منفذ ومدير عام شركة "سكاي" لتنظيم الفعاليات بأبوظبي، عن تصوير الأفلام العالمية في الإمارات ودور الشركة في دعم مثل هذه الخطوات العملاقة ويقول: اختيار الإمارات لتصوير فيلم المغامرات العالمي "آرابيان نايتس" بطولة نجم الأوسكار العالمي " أنتوني هوبكينز" بمشاركة نجوم هوليوود مع عدد ضخم من الكومبارس ومن إخراج الفنان العالمي "تشاك راسل" هي خطوة هامة جداً لطبيعة المرحلة القادمة التي تشهد صناعة أعمال سينمائية ودرامية تنطلق من أرض الإمارات، فمثل هذه المشروعات الفنية العالمية تحتاج إلى تظافر كل الجهات الكبرى معنا خاصة أننا نحتاج إلى دعم كبير في الإمكانيات والخدمات مثل استقدام النجوم والمستثمرين ومنحهم تأشيرات دخول لهم وللعمالة المؤقتة بأعداد ضخمة نطلق عليها ال "كومبارس"، ولا بد أن تسهم وسائل الإعلام والدعاية وشركات الطيران في تقديم التسهيلات ونقل ضيوف ونجوم هوليوود وغيرها الكثير من الالتزامات التي تحتاج لتعاون حثيث، فنحن نقدم أقصى الإمكانيات الواجبة خاصة أن هذا الفيلم خصصت له ميزانية ضخمة هي 90 مليون دولار وسيتم تصوير 75% من مشاهد "آرابيان نايتس" بأبوظبي والمنطقة الغربية والعين بتمويل كبرى الشركات العالمية، وتعمل شركتنا " كمنتج منفذ" لهذا الفيلم الذي سيشكل فرصة ذهبية للفنانين العرب بمشاركة نجوم هوليوود في التمثيل، حيث سيتم اختيار عدد كبير من نجوم الإمارات و الخليج ومصر للمشاركة في،ه وأتوقع أن للفنان الإماراتي حصة ممتازة .
"السينما العالمية حضرت إلينا" هكذا يعبر محمد سعيد المزروعي رئيس مجلس إدارة سكاي لتنظيم الفعاليات في أبوظبي، ويضيف: فنحن نعيش الآن فترة توهج واشتعال حقيقي للعمل الإنتاجي العالمي المشترك، وعملنا لا يقتصر فقط على تنظيم الفعاليات الفنية بل نواكب تطور العجلة الفنية خاصة صناعة السينما والدراما والمسرح على أكمل وجه، وبما أن دولة الإمارات أثبتت جدارتها في التعاون مع شركات إنتاجية عالمية سينمائية مثل تصوير الفيلم الأمريكي " المهمة المستحيلة4" في دبي توالت بعدها عروض الشركات العالمية للانطلاق بروح جديدة وبيئة جديدة عنوانها أرض الإمارات الغنية عن التعريف فهي أرض الجمال والخيرات . وبعد أن حصلنا على الموافقات اللازمة من 54ُِّْنٌُُّّ و موافقة وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على إجازة نص فيلم المغامرات الأجنبي "آريبان نايتس" سنبدأ التصوير في مارس/آذار من العام المقبل وكلنا ثقة في دعم وتعاون مختلف القطاعات الحكومية والخاصة مع فريق العمل ومشاركة خبراء السينما والنقاد لتوفير ما يلزم لضمان نجاح تصوير هذا النوع من الأفلام الذي يحتاج لتكاتف جماعي أمام هذا الاحتكاك المباشر مع سوق الإنتاج العالمية .
ويضيف المزروعي: لعبت مكانة إمارة أبوظبي في العالم دوراً مهماً في تسهيل عمليات التفاوض ومخاطبة صناع الفن ونجوم الأوسكار بكل سهولة، وأثمرت جهودنا في استقطاب شركات الإنتاج العالمية من كاليفورنيا وهوليوود وسنغافورة التي نتشاور ونبحث معها في إمكانية التعاون والتعامل معهم بصورة تضمن إنتاج فني عالي المستوى.
* * *
أهلها منزعجون من تراجعها كمّاً وعدم قدرتها على المنافسة
عام إلى الوراء في حياة الدراما الإماراتية
تحقيق: محمد هجرس
حققت الدراما الإماراتية نجاحاً يمكن وصفه بالمتميز خلال الفترة الماضية، ما أدى إلى ظهور العديد من الفنانين الإماراتيين، لكنها لم تكمل بنفس الزخم لتتراجع بشكل واضح من حيث الكم خلال 2012 وبعد أن وصل إنتاجها إلى ما يزيد على خمسة أعمال درامية في العام، باتت تقدم عملاً أو عملين فقط . فما سبب هذا التراجع؟ وكيف كانت أحوال الدراما خلال 2012 وماذا ينتظرها في 2013؟ التقينا عدداً من المخرجين والفنانين وجاءت آراءهم في التحقيق التالي:
في البداية يؤكد مروان عبدالله صالح أن الدراما المحلية أصبحت في خبر كان بعد الألق الذي تميزت به خلال عامي 2008 و،2009 بفضل ما لاقته من عناية من نواحي صناعتها كافة ومن الإنتاج إلى الإخراج، وحاكت الواقع الذي نعيشه في الدولة، وإن كانت تجنح أحياناً إلى الماضي اعتزازاً بتراث الأجداد، ولكنها بعد ذلك تراجعت ولعل العام 2012 من أسوأ الفترات التي مرت بها الدراما الإماراتية التي سيطرت عليها مجموعة من الأشخاص لا علاقة لهم بها من بعيد أو قريب وأصبحت نظرية "خد الفلوس واجري" شعارهم وهي مسؤولية من يتحملون مسؤولية الدراما، خصوصاً في تلفزيون دبي وأبوظبي، وهي خرجت تماماً من مجال المنافسة الحقيقية سواء في الكم أو النوع .
ويسترجع مروان الطفرة الدرامية التي حدثت منذ ما يزيد على ثلاث سنوات التي جعلت أهل الفن يؤمنون بأنهم يمتلكون دراما حقيقية وسوف يقفزون معها إلى مجال المنافسة العربية، ويضيف: فوجئنا بحصول العكس، كما استغربنا استبعاد نجوم من بعض الأعمال أو عرض أدوار ثانوية عليهم، وكيف لنجم حقق نجوميته من أول عمل درامي أن يعرض عليه دور ثان أو ثانوي؟ وهل يثق في نفسه أو في موهبته عندما ينساق وراء ذلك؟ وهل يقدم فناً راقياً؟
توافق الفنانة هدى الغانم على هذا الطرح، مؤكدة أنه خلال أقل من ثلاث سنوات سوف تمسح الدراما المحلية تماماً من الوجود، إذا لم تكن هناك جهود وجهات تسعى لترسيخها بغض النظر عن الأرباح التي يسعون لتحقيقها .
وترفض الغانم وجود الدراما الخليجية المشتركة، لأن تلك المشاركة لا تجيء إلا بعد تحقيق النجاح محلياً، وتضيف الغانم: مشاركة الفنان الإماراتي بأدوار ثانوية في أعمال خليجية غير مقبول، وكأن هناك من يريد للدراما المحلية ألا تنهض .
موضحة أن كل ما يقدم لا يعبر عن حقيقة الهوية الإماراتية سواء في القصة أو في التمثيل أو في الإخراج، وتتابع: هناك نجوم في الدولة غابوا تماماً عن الدراما المحلية وأصبح وجودهم في عمل واحد يعرض خلال شهر رمضان وعلى رأسهم النجم الكبير جابر نغموش الذي أصبح خارج اللعبة وظهر فقط في مسلسل "طماشة" الذي لا يعتمد على قصة مترابطة ومتكاملة، وتعتمد على الكوميديا من خلال "القفشات" بهدف رسم الابتسامة على وجه المشاهد.
هدى الغانم تعبر عن أسفها لأحوال الدراما المحلية بقولها: أصبحت تشبه "الإنسان الأخرس" لأننا كفنانين نتحدث لكن لا أحد يسمعنا، وأصبحت الشاشة الإماراتية تفتقد أهلها خلال المواسم التي ينتظرها الجمهور، وتمحورت الدراما حول عملين يتم تكرارهما سنوياً، وهما "طماشة" و"شعبية الكرتون" الذي فقد بريقه حيث كان يجمع الناس حول الشاشة لمشاهدته سابقاً، أما اليوم فلا .
موسى البقيشي يرى أيضاً أن الدراما الإماراتية تراجعت، خصوصاً في النص واستعانة المنتج بنصوص وفنانين من خارج الدولة، وأحياناً يتم الاستعانة بالمخرج أيضاً من الخارج ويقول: حقيقة لا نعرف السبب وراء تلك الجريمة التي ترتكب بحق الفنانين الإماراتيين الذين يسعون إلى ترسيخ الدراما المحلية وهو ما حدث خلال البدايات التي كانت قوية جداً .
ويلفت البقيشي إلى أن الساحة المحلية أصبحت تغص بالمنتجين متعددي الجنسيات، إضافة إلى فنانين وكتاب ومصورين ما يدفعنا إلى الجلوس في البيت وتلقي الوعود من دون أن يتحقق شيء فعلياً .
وتابع البقيشي: هذه الحالة أدت إلى مرض بعض أهل الفن ومنهم من أصيب بالعديد من الأمراض المزمنة منها السكر والضغط والقلب، وانسداد الشرايين بسبب ما يحدث حولهم من دون أي تدخل لحمايتهم.
في المقابل يرفض البقيشي ما يردده البعض حول قدرات الفنانين قائلاً: كيف يقولون إن وجود الفنانين الإماراتيين لن يؤدي إلى نجاح العمل وتسويقه لأنهم غير معروفين لدى المشاهد؟ متى يعرف المشاهد الفنان الإماراتي وكيف هو الطريق للوصول إليه إذا لم يظهر على الشاشة؟
تقول الفنانة رزيقة الطارش: لا بد من الاعتماد على الفنان الإماراتي إذا كانت هناك نية للنهوض بالدراما المحلية ودفعها إلى المنافسة الخليجية والعربية، وأن يكون هناك قرار رسمي بتنظيم تلك المسألة التي أصبحت مجالاً خصباً لمن يريد تحقيق أعلى الأرباح، خصوصاً في ظل قنوات تنتج تعطي البعض القصة والمال بهدف إنتاج مسلسل، من دون التدخل في أي آلية من آليات تلك الصناعة الخطيرة .
وتؤكد الطارش أن غياب الدراما المحلية خلال هذا العام راجع بالأساس إلى التكتلات المسيطرة على الإنتاج التي لا يشغلها تحقيق دراما محلية أصيلة تحاكي الواقع الذي يعيشه المواطن الإماراتي الذي لم يعد مرتبطاً بهذه الدراما وتحول إلى الكويتية والمصرية والسورية ولم يلتفت إلى هذا الأمر أي مسؤول عن الدراما .
وتطالب الطارش بضرورة السعي من أجل عودة الدراما الإماراتية والبدء من النقطة التي توقفت عندها في نهاية سنة ،2009 وأن تعتمد الجهات المنتجة على القصة المحلية والممثل والمخرج الإماراتيين . مؤكدة أنه من الممكن تحقيق كل ذلك إذا وجدت قاعدة رسمية من قبل وزارة الثقافة أو من التلفزيونات المنتجة تتبنى الشباب الموهوب والدفع به إلى الدراسة الأكاديمية على حسابها خارج الدولة في مجال الكتابة والتمثيل والإخراج والتصوير والمونتاج وغيرها من المجالات الفنية التي تؤدي في النهاية إلى ولادة عمل درامي محلي حقيقي لديه القدرة على المنافسة .
وفي تحسر مملوء بالألم يقول الفنان عبدالله صالح: الاهتمام بالدراما انتهى، ولم يعد هناك أمل في عودتها بعد أن هجرها بعض الشباب واتجهوا إلى السينما التي حققوا فيها نجاحاً هائلاً، والباقي مازال يقف مدافعاً عن الدراما المحلية مطالباً بأن يكون لها حضور كبير كما كانت من قبل .
ويرجع صالح هذا التدهور إلى "الغرباء الذين دخلوا إلى سوق الإنتاج المحلي بمعاونة بعض المحليين، وراحوا يغيرون اتجاهات الدراما بعيداً عن الواقع الإماراتي، تحت زعم وجود خطوط حمراء لا يمكن الاقتراب منها" .
ويضيف: القضية الآن في يد الفنانين والمسؤولين عن الدراما لذلك يجب أن تسيطر الوطنية على هؤلاء وأن يندفعوا إلى صناعة دراما محلية حقيقية يمكن أن تنافس في أقل من عقد من الزمن إذا وجدت نية خالصة لدى الجميع .
ويرى طلال محمود أن ما يحدث هو ضياع الفرص على الفنانين الإماراتيين لن تكون له نهاية ويسيطر الجيل الجديد من الفنانين على الساحة الفنية، ليكيل الاتهامات للأجيال السابقة عليه زاعماً أنها لا تمتلك الموهبة ولا القدرة التي تؤهلها تقديم عمل درامي كبير ينافس الدراما الخليجية .
ويتابع: لم يعد أحد لديه القدرة على قول إن هناك عملاً محلياً ينافس بقوة، لأن كل الأعمال أصبحت خليجية ولا تعبر عن الهوية الإماراتية .
ويطالب طلال محمود بضرورة أن تكون تلك الأعمال الخليجية عند حسن الظن بها وأن تتنوع في قصصها وأن تبتعد عن الخصام بين الأشقاء والخلاف على الميراث، والمطلقات والبطل المدمن، وهي لا تحمل أي هدف حقيقي .
ويؤكد الفنان جمعة علي أن هذا العام هو من أسوأ الأعوام التي مرت على أهل الفن الإماراتي، خاصة أن كل الأدوار التي عرضت علينا في الدراما التي تم إنتاجها داخل الدولة، هي أدوار ثانوية لا قيمة لها، لذلك فضلنا الابتعاد عنها والعمل في المسرح الذي نجد أنفسنا فيه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.