توندر: صاحب السمو الأمير مفكر سياسي إستراتيجي إمباكي: رحيل مانديلا خسارة كبيرةبيان عاكوم استقبل سفير جنوب أفريقيا لدى البلاد ديلاري فان توندر صباح امس في منزله في مشرف جموعا من المعزين الذين توافدوا لتقديم واجب العزاء برحيل الزعيم والرئيس الجنوب افريقي نيلسون مانديلا حيث يفتح السفير توندر منزله امام المعزين على مدى خمسة أيام. وكان أول الواصلين لتقديم واجب العزاء السفير البريطاني في الكويت فرانك بيكر الذي قدم واجب العزاء وعبر عن عميق حزنه وألمه لوفاة مانديلا الذي وصفه «بالرمز العظيم والأسطورة في العالم» مبينا ان مانديلا «جاهد ووقف من اجل قضية يؤمن بها والتي تمثلت بإيمانه الراسخ بالحرية والديموقراطية والعدالة والحقيقة ومواجهة العنصرية». ورأى بيكر ان «العالم احب منديلا بسبب مواقفه المدافعة عن الحريات والكرامة الإنسانية»، مشيرا الى ان العالم سيفتقد هذا الرجل العظيم كثيرا. من جهته تقدم عميد السلك الديبلوماسي وسفير السنغال عبد الاحد امباكي باسم رئيس بلاده والحكومة والشعب السنغالي بأحر التعازي لشعب جنوب افريقيا الصديق واصفا رحيل مانديلا «بالخسارة الكبيرة، ليس فقط لافريقيا وانما للعالم كله». وقال: «مسيرة مانديلا يجب ان تعلمنا الكثير، خاصة عفوه عمن سببوا له الإساءة في سجنه »، متأملا ان يتخذ زعماء العالم الثالث العبرة من مانديلا، خصوصا وان «الحكم لو دام لاحد لما وصل للآخرين». وذكر امباكي «ان تكرار شخصية مانديلا ليس أمرا سهلا على الإطلاق»، مشيرا الى ان «مانديلا كان لديه علاقات مميزة مع الكويت ومع سائر زعماء دول العالم شمالا وجنوبا شرقا وغربا وهو الزعيم الوحيد في العالم الذي اجمع الجميع على انسانيته ونضاله من اجل التحرر». ومن جهته رأى السفير العراقي محمد حسين بحر العلوم ان «فقدان هذا الرجل العظيم الذي تجسد بمواقفه الرائدة ضد الظلم والتمييز العنصري لا يمكن ان يمحى من الذاكرة»، مشيرا الى انه «سيبقى خالدا وزعيما رسم ملامح تاريخ جديد، تاريخ الحرية للشعوب المظلومة»، مؤكدا على ان اسمه سيبقى «حيا تتذكره الشعوب ورمزا ثائرا من اجل الحرية والعدالة». السفير المصري عبدالكريم سليمان تقدم بواجب العزاء باسم حكومته وقال «لقد قررت مصر إعلان الحداد في جميع أنحاء مصر وتنكيس الأعلام على جميع السفارات بالخارج ايمانا من مصر بان فقدان الزعيم مانديلا هو مصاب لمصر وايضا مصاب للقارة الافريقية والانسانية جمعاء»، مشيرا الى ان الزعيم مانديلا «يعتبر رمزا اصيلا للدفاع عن الحرية والكرامة وحقوق الانسان وايضا مثالا للتسامح والتصالح مع نفسه والآخرين، الأعداء قبل الاصدقاء». سفير تونس نور الدين الري تقدم بواجب العزاء مستذكرا مآثر الزعيم مانديلا ونضاله وتضحياته من أجل التحرر وضد التمييز العنصري واصفا اياه «برجل دولة من الطراز الاول ومعلم الانسانية»، وتحدث عن العلاقات الوثيقة التى كانت تجمع بلاده بمانديلا. اما سفير الارميني فادي غليان فرأى «ان مانديلا كان قائدا وبطلا ورمزا ،ليس لافريقيا فقط وانما لكل العالم حيث دافع عن الحرية والبشرية»، مشيرا الى انه «من الصعب جدا ان نتخيل عالما دون مانديلا. ومن جهته قال سفير جنوب افريقيا لدى الكويت ديلاري فان توندر انه تلقى «اتصالات تعزية ودعم من قبل صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وعدد من المسؤولين الكويتين وابناء الشعب الكويتي»، مشيرا الى ان «مانديلا كان صاحب رؤية فذة ونظر طويل وقائد لايمكن ان يتكرر ابدا في جنوب افريقيا» مشيرا الى ان مانديلا «قام باعمال عظيمة لجنوب افريقيا في مجال مواجهة العنصرية بين السود والبيض والتقريب بينهم اضافة الى محاربته للفقر». وذكر ان مانديلا كان «قريبا جدا من الكويت حيث زار البلاد رسميا عام 1995 حيث كان رئيسا لجنوب افريقيا ونجح في تسليط الضوء على اهمية التوجه الاقتصادي الى افريقيا من الكويت والخليج عموما»، موضحا انه منذ «زيارته لاحظنا وجود استثمارات كويتية على مستوى رفيع في افريقيا فلدينا العديد من المستثمرين الكويتيين خصوصا في مجال السياحة». واشار الى «ان الكويت تلعب دورا ايجابيا في دعم القارة الافريقية، خصوصا من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والذي يساهم بمشاريع في 48 دولة افريقية»، مشيدا «بالقمة العربية الافريقية الثالثة التي عقدت في الكويت والتي كانت ناجحة جدا، وهنأنا صاحب السمو الأمير وحكومة وشعب الكويت»، حيث اعتبر القمة الاخيرة «ساهمت في تقريب العلاقات بين العالمين العربي والافريقي من ناحية التجارة والاستثمار وغيرها». واشاد توندر برؤية صاحب السمو الأمير ، مشيرا الى ان سموه كمانديلا «فهو انساني صاحب رؤية ومفكر سياسي استراتيجي». وكما تحدث توندر عن «الاهتمام الذي كان يوليه مانديلا بالقضية الفلسطينية»، مشيرا الى «الاجتماعات التي عقدها مع قادة فلسطينيين حيث تلقوا تدريبات واطلعهم على التشريعات والمرحلة الانتقالية وكانت من أولوياته التحديات التي يواجهها العالم في جلب السلام للشرق الأوسط ورؤية الشعب الفلسطيني يحصل على استقلاله وحريته كما فعلنا في جنوب افريقيا».