أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا تلقيه دعوة لزيارة موسكو وعزمه تلبية الدعوة لإقناع الروس بأن مصلحتهم "ليست مع النظام"، مبدياً الاستعداد للذهاب إلى مؤتمر "جنيف - 2" وفق ثوابت الثورة السورية، مشدداً على أنه لا أحد طلب من المعارضة المسلحة وقف إطلاق النار خلال المؤتمر، كما أعرب عن قلق المعارضة من التقارب الإيراني الأمريكي، وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر ظهراً وسنداً للسوريين، في وقت اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن مؤتمر جنيف سيعقد فعلاً في 22 يناير/كانون الثاني لكنه عبر عن شكوك في أن يؤدي سريعاً إلى نتائج . وأكد الجربا، في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية، تلقيه دعوة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تسلمها من نائبه ميخائيل بوغدانوف "منذ حوالي 20 يوماً" . وقال "قد قبلت هذه الدعوة ولم أستطع الذهاب هناك لانشغالي بمواعيد مسبقة وسأزور روسيا لاقناعهم هناك بأن مصلحتهم تكون مع الشعب السوري وليس مع النظام" . ولم يحدد الجربا موعداً لزيارة موسكو وما اذا كانت الزيارة ستكون قبل او بعد مؤتمر جنيف 2 المفترض عقده في 22 يناير/كانون الثاني . وأكد مجدداً استعداد الائتلاف للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 "لكن ضمن ثوابت الثورة" . وأضاف "بحسب ما توافقنا عليه في لندن مع ال11 دولة الراعية للمعارضة فإن المحادثات في جنيف 2 ستكون محدودة بفترة زمنية بحيث تؤدي إلى حكومة انتقالية ذات جسم تنفيذي حقيقي رئاسي بسلطات واسعة في الأمن والجيش والاستخبارات والقضاء ولن يكون لبشار الأسد اي دور في المرحلة الانتقالية أو في المستقبل القريب وتؤدي تلك الحكومة إلى حكم ديمقراطي وحل سياسي حقيقي في سوريا وهذا فهمنا لما تم وأي شيء آخر يثار حول الموضوع فهذه بروباغاندا من قبل النظام ولا تهمنا بشيء" . ولفت الجربا إلى الأهمية الكبيرة التي تنطوي عليها زيارته الحالية للكويت "في هذا الوقت الذي تعيشه سوريا خصوصاً قبيل انعقاد القمة الخليجية في الكويت" . وبسؤاله عن رؤيته للقمة الخليجية قال الجربا: "كما تعلم منذ بداية الثورة السورية كانت دول الخليج العربي راعية حقيقية للشعب السوري وأعتقد أن لب وجوهر هذه القمة الخليجية هي الثورة السورية" . وأضاف: "ليس لنا غير دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وجوهر العرب بالنسبة لنا كسوريين هم أهلنا في الخليج" . وفي مقابلة مع رويترز، قال الجربا إن المعارضة قلقة من أن يؤدي التقارب الأمريكي الإيراني إلى تقوية النظام السوري لاسيما على الصعيد المالي . وأضاف "أنا قلق من هذا التقارب من ناحية مالية . لأن هناك أموالاً مجمدة لإيران في المصارف العالمية، هذه الأموال إذا سيلت لصالح إيران يمكن أن يذهب قسم منها للنظام السوري وهذا يزيد الأمر تعقيداً" . وقال إنه نقل هذا القلق للأطراف العربية والدولية "وكانوا متفهمين" . وأكد أن أياً من الأطراف لم يطلب وقف إطلاق النار خلال مؤتمر جنيف 2 "ولم يتناقش معنا أحد في هذا الموضوع"، مشيراً إلى وجود حالات كثيرة كانت تتم فيها مفاوضات دون وقف إطلاق النار مثل فرنسا والجزائر وفيتنام والولايات المتحدة . من جهة أخرى، قال فابيوس لإذاعة فرانس إنتر "اعتقد أنه سيعقد لكن يجب ألا يكون مجرد محادثات، يجب أن يؤدي إلى نتيجة، من الصعب جداً تصور أن يؤدي إلى نتيجة سريعة" . وأضاف "بعد سقوط 125 ألف قتيل وفي الوضع الكارثي الذي وصلت اليه سوريا- والأسد هو المسؤول الرئيسي- لا يمكن لشخص عاقل أن يتصور أن نتيجة كل ذلك، إعادة بشار الأسد" إلى السلطة . واعتبر الوزير الفرنسي أيضاً أن مطلب الائتلاف الوطني السوري بأن ينص الاتفاق النهائي على أن "تسحب إيران بشكل مباشر وغير مباشر قواتها" من سوريا "مشروع" . وقال فابيوس "على المدى القصير والقصير جداً، نريد تحسناً في الوضع الإنساني الرهيب . نتحدث عنه بشكل أقل لأن هناك نزاعات أخرى في العالم لكن الوضع مرعب" . (وكالات)