أطلقت مؤسسة "الفيصل بلا حدود" (الف) برنامج التعليم الدولي المتطور "وجّه وجهتك" الأول من نوعه لطلاب المدارس في قطر. وتهدف هذه المبادرة إلى تمكين وتطوير مهارات الشباب وتعزيز المكانة الإقليمية الرائدة لدولة قطر في مجال التعليم. وبذلك تعتبر قطر أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تقوم بتطبيق مثل هذه البرامج التعليمية ذات الكفاءة العالية. وبرعاية كريمة من سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، مؤسس "الفيصل بلا حدود"، سيتم إطلاق المرحلة التجريبية للبرنامج في المدارس القطرية واستعراض غنى الثقافة القطرية أمام أكثر من 10 آلاف تلميذ وطالب حول العالم. ويكفل البرنامج لتلاميذ وطلاب المدارس القطرية أن يكونوا سباقين في الحياة عبر تمكينهم من وضع أهداف للمستقبل ومساعدتهم على تطوير احترامهم للذات، وتعزيز دوافعهم الذاتية، وبناء مهارات الاتصال لديهم. ويهدف البرنامج في الوقت ذاته إلى غرس احترام الثقافات والمعتقدات والقيم والتعاليم الإسلامية بما يتماشى مع أهداف "رؤية قطر الوطنية 2030′′ ومؤسسة "الفيصل بلا حدود". وتعتبر "الفيصل بلا حدود"، التي أسسها سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني عام 2011، مؤسسة غير ربحية تسعى لتعزيز التنمية المستدامة وتحفيز الأفراد والعائلات المحتاجة في قطر والعالم من خلال "منحهم ما لا يمكن لأحد أن يأخذه منهم" لعيش حياة كريمة. ويرتكز العمل الخيري للمؤسسة على تمكين الناس من خلال مبادرات التعليم والتنمية الاجتماعية ذات المستوى العالمي، ودعم مشاريع ومبادرات التعليم والصحة والثقافة والتدريب. ويضم برنامج " وجّه وجهتك" سنوياً 125 ألفاً من تلاميذ وطلاب المدارس من 27 بلداً حول العالم؛ وقد وصل عدد خريجيه اليوم إلى 1.5 مليوناً ، ويشارك هؤلاء التلاميذ والطلبة في أنشطة البرنامج خارج أوقات الدوام المدرسي. ويمكن أن يصل عدد أعضاء الفريق الواحد إلى 7 طلاب يختارون واحدة من 5 مسابقات تنافسية تشمل تعليم مواد الثقافة، والعلوم، والفنون، والارتجال، والتعليم الخدمي. وتلتقي هذه الفرق أسبوعياً على مدار 3 أشهر خارج أوقات الدوام المدرسي للعمل على مشروعها، واستنباط حلول مبتكرة للتحديات الموكلة إليهم. وتتنافس الفرق المشاركة للتأهل إلى الجولة النهائية على المستوى المحلي والتي تستضيفها الدوحة في شهر مايو 2014. وتنتقل الفرق التي تتجاوز نتيجتها 75% للمشاركة في النهائيات العالمية التي تقام في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي الأمريكية خلال شهر مايو 2014، حيث تتنافس مع فرق من مختلف أنحاء العالم للفوز بالمركز الأول. وبهذه المناسبة، قال سعادة الشيخ محمد بن فيصل بن قاسم آل ثاني: "تمثل مواصلة التقدم التعليمي عنصراً أساسياً في مسار التنمية المستمرة لدولة قطر وتمكين شبابها انسجاماً مع الرؤية الوطنية للبلاد. ويعتبر برنامج 'وجِّه وجهتك‘ واحداً من أكثر البرامج التعليمية فاعلية في العالم، حيث يحظى بالعديد من المقومات الكفيلة بجلب منافع حقيقية لتلاميذ وطلاب مدارسنا – إذ يزودهم بالمهارات الأساسية لمساعدتهم في التأقلم مع عالمنا المتغير باستمرار، وتعزيز قدراتهم ليصبحوا قادة وصنّاع قرار فاعلين في المستقبل". وأضاف: "تعكس فلسفة "وجّه وجهتك" المبادئ التي تقوم عليها مؤسسة 'الفيصل بلا حدود‘ والمتمثلة في تطوير المهارات التي تتيح للشباب فرصاً للحياة الكريمة من خلال العمل الجماعي، والقيادة، والتفكير الناقد، والإبداع بما ينسجم مع القيم المستقاة من تعاليم الدين الإسلامي". من جانبه قال عبداللطيف علي اليافعي، المدير العام لمؤسسة "الفيصل بلا حدود": " يعتبر إطلاق برنامج " وجّه وجهتك" في مدارسنا واحداً من الإنجازات الكبيرة على الصعيد المحلي، ونأمل أن يتسع نطاقه ليشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها ، كما تعكس أهداف برنامج " وجّه وجهتك" رؤية سعادة الشيخ فيصل عندما أنشأ المؤسسة، والتي تتمثل بالمساعدة على تحسين حياة الناس في قطر والعالم عبر تمكينهم من خلال مبادرات التعليم والرعاية الاجتماعية، ومنحهم المهارات والمؤهلات اللازمة ليتمكنوا من لعب دور إيجابي في العالم". بدوره قال علي مرعي، المدير التنفيذي لمؤسسة "الفيصل بلا حدود": " يسهم البرنامج في تطوير إمكانات تلاميذ وطلاب المدارس في قطر عبر المشاركة في برنامج حيوي تدعمه مدارسهم، فضلاً عن تطوير وتعزيز مهاراتهم الشخصية والاجتماعية والتعليمية لمنحهم ميزة حقيقية في الحياة. ويسعى البرنامج إلى التعاون مع أولياء الأمور بهدف غرس مفهوم التعلم مدى الحياة لدى الطلاب، وتعزيز فضولهم وطرائق التفكير الأخلاقي ليصبحوا أكثر إدراكاً للمسؤوليات المناطة بهم في العالم. ويتيح البرنامج تعريف العالم بالمكانة الرائدة لدولة قطر في مجال التعليم المتطور، وغرس أحدث الأفكار في مدارسها لإحداث تغيير في شباب اليوم". وقالت رينيه رينفيل جيل، مدير برنامج " وجّه وجهتك": "يتمتع البرنامج بتأثير كبير على تلاميذ وطلاب المدارس؛ حيث يوقظ فيهم الإحساس بأهمية دورهم، ويمنحهم المهارات التي يحتاجونها لتوجيه طموحاتهم، ويتيح لهم فرصة التعاون والتواصل مع أقرانهم، كما يمهد الطريق أمام جيل الشباب ليصبحوا مواطنين فاعلين في المجتمع. ويمكن للمشاركين في البرنامج اختبار الشغف الكامن في حل المشكلات والمتعة التي ترافق إطلاق قدراتهم الإبداعية. ونسعى لأن يمتلك الجيل القادم في قطر القدرة على تحقيق أحلامه، ويوظف مهاراته في خدمة وطنه والمجتمع الدولي بأسره". وتعتبر مدارس "الخليج الإنجليزية" و"بارك هاوس" الإنجليزية و"كومباس" و"خليفة الثانوية المستقلة للبنين" "نوبل" ومدرستا "نيوتن العالمية" في مدينة بروة واللاجونا من بين المدارس التي تتولى تطبيق البرنامج بصورة تجريبية في قطر. ويستفيد التلاميذ المشاركون فيه من عدة نواح، إذ يكتسبون دافعاً أكبر للتعلم، وحرصاً على المشاركة في جوانب أخرى من الحياة المدرسية، ورغبة في رد الجميل للمجتمع الذي يعيشون فيه. كما يساعد البرنامج التلاميذ والطلاب على امتلاك قدرة أكبر لفهم المحيطين بهم مثل الأهل والمدرسين والأقران والمجتمع؛ وتعزيز إدراكهم لمعتقداتهم وقيمهم ومثلهم العليا، وتعزيز روح التسامح بين الثقافات والمعتقدات المختلفة.